الهواء الملوث يتسبب في 5,5 مليون حالة وفاة سنويا

352
160213061411_beij_624x351_reuters
يأمل الباحثون في أن تحفز النتائج طموحا أكبر للتصدي للمشكلة

الحكمة – متابعة: كشف بحث جديد عن أن استنشاق الهواء الملوث يؤدي إلى 5,5 حالة وفاة قبل أوانها على نطاق العالم، معظمها في الدول التي تشهد نموا اقتصاديا سريعا كالصين والهند.

وسبب الوفاة الرئيس في هذه الحالات هو انبعاث الجزيئات الصغيرة من محطات توليد الطاقة الكهربائية والمصانع وعوادم السيارات ومن حرق الفحم والخشب.

وجمع المعلومات التي بني عليها البحث مشروع عبء المرض العالمي.

ويقول العلماء المشاركون في البحث إن النتائج والأرقام التي خلصوا إليها تبين المدى – والسرعة – التي ينبغي على بعض الدول قطعها من أجل تحسين نوعية الهواء الذي يستنشقه أبناء شعوبها.

وقال دان غرينباوم من معهد التأثيرات الصحية في مدينة بوسطن الأمريكية “في بكين أو دلهي في يوم يتسم بتلوث شديد، تتجاوز كمية الجزيئات الصغيرة في الهواء 300 ميكروغرام لكل متر مكعب، بينما ينبغي ألا تتجاوز كمية هذه الجزيئات 25 او 35 ميكروغرام.”

يذكر أن استنشاق هذ الجزيئات الصغيرة إن كانت صلبة أو سائلة تزيد من احتمالات الإصابة بأمراض القلب والجلطات ومشاكل التنفس وحتى السرطانات. وبينما حققت الدول المتقدمة تقدما كبيرا في التصدي لهذه المشكلة في العقود القليلة الماضية ما زال عدد الذين يموتون نتيجة تلوث الهواء في الدول النامية في تزايد.

ويقول الباحثون إن الهواء الملوث مسؤول عن عدد أكبر من الوفيات من عوامل الخطورة الأخرى كسوء التغذية والبدانة. ويصنف مشروع عبء المرض العالمي الهواء الملوث في المرتبة الرابعة كمسبب للامراض والوفاة بعد ضغط الدم المرتفع والمخاطر المتعلقة بنوعية الطعام والتدخين.

الشيخوخة

ففي الصين تشير التقديرات إلى وقوع 1,6 مليون حالة وفاة سنويا نتيجة استنشاق الهواء الملوث، فيما يبلغ عدد الوفيات في الهند 1,3 مليونا. وتعود هذه الأرقام إلى عام 2013، وهي أحدث الأرقام المتوفرة.

وتختلف مصادر التلوث الرئيسية قليلا باختلاف البلدان، ففي الصين تعد الجزيئات الصغيرة المنبعثة من حرق الفحم مصدر التلوث الرئيس.

ويقدر الباحثون بأن التلوث الذي تسببه هذه الجزيئات لوحدها مسؤول عن 360 ألف حالة وفاة سنويا.

ورغم اعتماد الصين أهدافا محددة لخفض الانبعاثات المتأتية عن إحراق الفحم في المستقبل، قد تواجه صعوبة في خفض عدد الوفيات لأن عدد المسنين في ارتفاع وإن هؤلاء بطبيعتهم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض التي يسببها الهواء الملوث.

ويقول تشياو ما، وهو طالب دكتوراه في جامعة تسينغهوا في بكين ومشارك في البحث، “نعتقد أنه ينبغي اعتماد سياسات أكثر تشددا لخقض الانبعاثات الناتجة عن من حرق الفحم وغيره من القطاعات.”

أما في الهند، فالمشكلة التي تثير الانتباه تتلخص في الاستخدام الواسع للخشب وروث الحيوانات وغيرها من المواد كوقود. ويتسبب هذا “التلوث الداخلي” بعدد أكبر بكثير من الوفيات من “التلوث الخارجي.”

ويقول الباحثون إن نظرة إلى المسار الاقتصادي المتوقع للهند، تشير إلى أن نوعية الهواء ستزداد سوءا في المستقبل.

وحذر تشاندرا فينكاتارامان من المعهد الهندي للتكنولوجيا في مومباي من أن “هناك زيادة كبيرة في الطلب على الطاقة الكهربائية وزيادة في الإنتاج الصناعي رغم الإجراءات المقترحة للحد من تلوث الهواء.”

ويقول مايكل بروير من جامعة كولومبيا البريطانية في كندا إن الأرقام التي خرج بها البحث يجب أن تجعل الحكومات تفكر جديا حول الغرض من سياسات مكافحة التلوث التي تعتمدها، مضيفا أن هذه الأرقام ينبغي أن تحفز المزيد من الطموح.

ويقول “المهم هنا الأ تستغرق عملية خفض مستويات التلوث 50 أو 60 سنة كما استغرقت في الدول ذات الدخول العالية، بل تسريع العملية. ففي الولايات المتحدة، نعلم أنه بالنسبة لكل دولار ينفق في مجال خفض التلوث يتم استرداد ما بين 4 و30 دولارا على شكل تأثيرات صحية أقل.”

 (بي بي سي)

س ف

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*