آمال في تفادي ألزهايمر باستخدام عقاقير موجودة بالفعل
345
شارك
الحكمة – متابعة: تناول علماء بالبحث عددا من الأدوية التي من الممكن أن تساعد في الوقاية من مرض ألزهايمر، وهي أدوية تؤثر على المخ أثرا مماثلا لما تحدثه مخفضات للكوليسترول في الدم.
وأجرى باحثون في جامعة كايمبريدج تجارب على الديدان كشفت عن قدرة تلك الأدوية على الحيلولة دون تلف خلايا المخ.
ويريد العلماء التوفيق بين تلك الأدوية ومراحل معينة من الإصابة بألزهايمر.
وقال خبراء إنه كان من المهم قبل إعلان النتائج اكتشاف إمكانية الاستخدام الآدمي لتلك الأدوية بأمان.
وعادة ما تتناول مخفضات الكوليسترول لمنع تفادي الإصابة بأمراض القلب.
ويقول معدو الدراسة إنهم اكتشفوا علاجا محتملا يمكن من خلاله تفادي الإصابة بألزهايمر، وأنهم أطلقوا عليه اسم “نيوروستاتسن”.
ديدان معالجة وراثيا
بدلا من علاج أعراض المرض، اختار الباحثون من جامعة كايمبريدج أن يستخدموا “نيوروستاتين” كعلاج وقائي يمنع الإصابة بأي تغيرات في خلايا المخ، والتي تؤدي إلى تلفها في المراحل الأولى من تطور مرض ألزهايمر.
وكشفت الدراسة عن أن عقار البيكساروتين، المستخدم في علاج السرطان، يحول دون دخول المريض في المرحلة الأولى من تلف خلايا المخ لدى الديدان المعالجة وراثيا، وهي المرحلة التي تبدأ بها الإصابة بمرض ألزهايمر.
وفي تجارب سابقة على البشر، اختبر باحثون العقار على مرضى في مراحل متأخرة من المرض لاكتشاف قدرته على إزالة اللوحات النشوية من المخ، لكن تلك التجارب باءت بالفشل.
قالت روزا سانشو، رئيس مركز أبحاث ألزهايمر في بريطانيا، إنه لابد للعلماء من التحقق من فاعلية هذا العقار قبل إجراء التجارب السريرية.
وأضافت: “سوف نحتاج إلى التحقق مما إذا كانت المنهجية الوقائية سوف تنجح في الحيلولة دون تطور الأحداث البيولوجية للإصابة بألزهايمر مع ضمان عدم حدوث أضرار أثناء إجراء المزيد من التجارب على الحيوانات والبشر.”
وأكدت أن الابحاث الأولية، التي تضمنت تجارب على الديدان، أثبتت أن عقار بيكساروتين يمكنه لعب دور مهم في المراحل الأولى من الإصابة بألزهايمر من خلال التدخل في تكوين اللوحات النشوية.
وقال ميشل فيندروسوكولو، أحد كبار أساتذة جامعة كايمبريدج، في مقال علمي نشرته مجلة “ساينس أدفانس” المتخصصة إن الفريق المعد للدراسة أراد اكتشاف المزيد الحقائق عن آليات كل مرحلة من مراحل تطور المرض.
وأضاف أن “الجسم يتمتع بمجموعة متنوعة من الدفاعات الطبيعية لحماية نفسه من تلف الخلايا العصبية. لكن مع التقدم في السن، تتلف تلك الدفاعات، ويسهل على المرض احتواؤها.”
وأضاف أنه من خلال “فهم كيفية عمل تلك الدفاعات الطبيعية، يمكننا دعمها عن طريق تركيب عقاقير تعمل بطرق مماثلة.”
يقول دوغ براون، رئيس قسم الأبحاث والتطوير بجمعية ألزهايمر، إنه “لا زال من المبكر أن نتوصل إلى تلك العقاقير.”
وأضاف أن “بيكساروتين يحدث الكثير من الآثار الجانبية عند استخدامه في علاج ورم الغدد الليمفاوية، مثل الإضرار بالبشرة، والصداع، والغثيان، ونحتاج أيضا إلى التأكد من أنه آمن عند الاستخدام الآدمي للمصابين بألزهايمر.”
وتابع: “لم نكتشف بعد أي عقاقير جديدة لحالات الخلل العقلي بعد عشر سنوات من الدراسة. كما يمكن أن يتوافر لنا علاجات للخلل العقلي من خلال استخدام العقاقير في غير ما خصصت له.”