السفير مسلم بن عقيل في عقول المفكرين العرب
سفارة رسول الحسين تلتقي في كوفة الثقافة والمعرفة لتجسد فكراً يدخل عقول المفكرين العرب ليصبح مسلم بن عقيل سفير الإنسانية إلى العالم ويصبح المثقفون سفراء مسلم إلى دول العالم، هذه ثقافة الحسين جسدها مسلم في أرض الكوفة المقدسة وتلقفها العلماء لتبث على عقول الناس بأروع الطرق، ومن هذا المنطلق بادرت أمانة مسجد الكوفة المعظم والمزارات الملحقة به على إقامة مهرجان السفير الدولي الثقافي للعام الثالث تزامنا مع ذكرى دخول سفير الحسين(عليه السلام) مسلم بن عقيل إلى مدينة الكوفة، وجاء هذا المهرجان لعامه الثالث بمشاركة دولية ومحلية وبمشاركة العديد من الباحثين من الدول الإسلامية وكان جلها يهدف إلى تسليط الضوء على شخصية السفير مسلم بن عقيل (عليه السلام).
وقال الباحث مروان خليفات من دولة الأردن: قبل أكثر من ألف وثلاثمائة عام تعرض هذا الرجل العظيم مسلم بن عقيل (عليه السلام) في هذا المكان وفي هذه المدينة إلى القتل بطريقة وحشية وبربرية وهو سفير الإمام الحسين (عليه السلام) السبط، ولكن تبقى مظلوميته مستمرة عبر التاريخ وإن أراد لها البعض الطمس والاندثار، إلى أن جاء الوقت المعاصر وسنحت الفرصة كي تظهر هذه المظلومية من خلال إحياء ذكرى مسلم بن عقيل (عليه السلام) وإحياء ذكرى أل البيت (عليه السلام) ولعل مهرجان السفير الثقافي هو خير وسيلة لإظهار مظلومية مسلم بن عقيل خصوصا وال البيت عموما وهو يدخل عامه الثالث، وهدفه تنوير العالم بثقافة وفكر ومبدأ مسلم بن عقيل (عليه السلام).
من جانبه الباحث إدريس هاني من دولة المغرب قال: يعتبر هذا المهرجان من أفضل الوسائل لتسليط الضوء على شخصية إسلامية وتاريخية ونضالية مثل شخصية مسلم بن عقيل (عليه السلام) لاسيما وانه جاء متزامنا مع ذكرى دخول مسلم بن عقيل (عليه السلام) إلى مدينة الكوفة ،ونحن نعتبر أن رأس المال العراقي يكمن في الرموز الدينية والإسلامية والفكرية أمثال مسلم بن عقيل(عليه السلام) وهم يمثلون المعالم الروحية للمسلمين فنحن نعتبر العراق غنياً بوجود هذه الرموز والشخصيات الدينية والتي لها الأثر الواضح بتصحيح المسارات في المجتمع.
وأضاف هاني، إن من حسن حظ العراق هو احتضان رموز الحرية والسلام في العالم ،فنجد إن العراق هو أكثر بلد محتضن لمراقد الأنبياء والأئمة المعصومين (عليهم السلام) ومنهم سفير الحسين(عليه السلام) مسلم بن عقيل(عليه السلام) وهو يمثل رسول الحرية والسلام إلى العالم ، فيجب علينا أن نستوحي من هذه الكوكبة والرموز عنوانا للحرية والسلام طيلة الزمان، ويجب علينا أن نقف عند هذه الشخصيات الدينية والإسلامية والنظر بإمعان في مسيرة نضالها وجهادها ضد الظلم والطغيان عبر التاريخ.
وأشار هاني: إلى أن مدينة الكوفة مدينة عريقة يعرفها كافة المسلمين في البلاد الإسلامية لكنها باتت شبه عنوان أسطوري من زمن مضى، ولكننا اليوم ومن خلال هذا المهرجان نستطيع القول بأن الكوفة تحيى من جديد وأن الكوفة إضافة إلى تشرفها بوجود مسجدها المعظم ومرقد شهيد الإسلام مسلم بن عقيل(عليه السلام) إلا إنها اليوم لم تعد مجرد عنوان لمدينة تاريخية ولكن يمكن لها أن تقدم الكثير للعالم الإسلامي في الحاضر والمستقبل وعودتها إلى مكانها الطبيعي بوجودها الديني والعلمي والثقافي.
من جهته فرج الله الشاذلي من جمهورية مصر قال ،إن شخصية مسلم بن عقيل (عليه السلام) هي شخصية إسلامية ورمز من رموز المسلمين وكان محط ثقة الإمام الحسين(عليه السلام) حيث بعثه الإمام سفيرا إلى الكوفة ،وأما إقامة هذا المهرجان وفي الوقت الذي دخل فيه مسلم بن عقيل(عليه السلام) إلى الكوفة ما هو إلا دليل على الحرص بتخليد هذه الشخصية العظيمة والذي استشهد لأكثر من ألف وثلاثمائة عام ماهو إلا دلالة على إن الحقيقة لأتغيب مهما حجبتها الغيوم فلابد لها أن تتجلى في أبهى صورها وما مسلم بن عقيل(عليه السلام) إلا احد هذه الصور الناصعة في وجه التاريخ الإسلامي، ونحن اليوم في عاصمة الإمام علي(عليه السلام) نسترجع ونستذكر التاريخ الإسلامي المشرف لمسيرة وحياة رمز من رموز الإسلام مسلم بن عقيل(عليه السلام)، ودراسة سيرته الشريفة من عدة جوانب من خلال الفعاليات المتنوعة لمهرجان السفير الثقافي الثالث، وأكد الشاذلي على أهمية المهرجان على المستويين الدولي والإسلامي واظهار دور مسلم بن عقيل(عليه السلام) في الإسلام ولاسيما دوره الحيوي والمهم في قضية الإمام الحسين(عليه السلام) والتي تبقى على مر العصور قضية صراع الحق ضد الباطل إلى قيام الساعة.
وتمنى الشاذلي على الجهات الأخرى أن تحذو حذو الأمانة العامة لمسجد الكوفة المعظم لإقامة مثل هكذا مهرجانات دينية وثقافية وعلمية لإشاعة وإحياء تراث آل البيت عليهم السلام والتراث الإسلامي وتسليط الضوء على الرموز الإسلامية والتاريخية والتي لها الأثر الواضح والأساسي في خدمة الإسلام كأمثال مسلم بن عقيل (عليه السلام) ودراسة الجوانب الرئيسية لشخصيته العظيمة والعطاء الذي بذله في سبيل الإسلام.
وأكد الشاذلي: نحن بدورنا سوف نقوم بنقل هذا الانطباع الطيب حول شخصية القائد والبطل الإسلامي مسلم بن عقيل (عليه السلام) إلى أهلنا في مصر وتعريف عامة الناس بهذه الشخصية الإسلامية الجهادية واهم أدواره في التاريخ الإسلامي.
بينما قال الكاتب الأستاذ كمال السيد المقيم في جمهورية ايران الاسلامية: هذه فرصة ثمينة لي شخصيا لأعيش لحظات سعيدة ومباركة في المسجد المعظم أو أتواجد في هذه اللحظات عند سفير الحسين(عليه السلام) صانع البطولة والسفارة، أعتقد ان هذه الأجواء المملوءة بعبق التأريخ العلوي المقدس وعبير الذكريات الخالدة عندما كان هذا المسجد ينطلق منه التاريخ والبلاغة والفصاحة والبيان عن لسان أمير المؤمنين وسيد البلغاء الإمام علي(عليه السلام).
واضاف السيد: اعتقد أن أمانة مسجد الكوفة عندما اختارت هذا المكان كان اختيارها موفقاً ومؤيداً لإبراز الدور الفاعل لشخصية سيدنا مسلم بن عقيل(عليه السلام) وناصره هاني بن عروة رض وتسليط الأضواء على دور المختار الثقفي(رضوان الله تعالى عليه) وتأريخهم المشرف في سبيل الله وكذلك الدور الكبير لمسجد الكوفة الذي كان منارا للعلم والمعرفة في عهد الإمام علي(عليه السلام) وحفيده الإمام الصادق (عليه السلام) وجامعته الفذة.
ويذكر أن مهرجان السفير الثقافي في دورته الثالثة شهد مشاركات من العديد من الدول العربية والإسلامية.
مسجد الكوفة المعظم