15000 لاجىء سوري يتدفقون على إقليم كردستان .. و أكراد العراق يرفضون إفراغ سورية من أكرادها
رفض القادة الأكراد في العراق بشدة افراغ المناطق الكردية في سوريا التي يطلقون عليها غرب كردستان من سكانها ووجهوا نداء إلى الأمم المتحدة والمجتمع الدولي للمساهة مع سلطات اقليم كردستان العراق بمساعدتها في المهمة الصعبة لاستيعاب هؤلاء اللاجئين اثر دخول 15 الف لاجئ كردي سوري الى الاقليم خلال الساعات الاخيرة.
قال رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني في رسالة موجهة إلى الأمم المتحدة والمنظمات الانسانية الدولية ومواطني وسلطات الاقليم إنه “منذ بداية الانتفاضة في سوريا لجأ عشرات الآلاف من الإخوة الكرد من غرب كردستان إلى الإقليم وقد تزايدت الأعداد خلال الأشهر الأخيرة وتم إسكانهم في معسكرات للاجئين وللأسف الشديد لم يلتفت المجتمع الدولي إلى أوضاعهم وأعدادهم كما ينبغي”.
وأضاف في الرسالة التي حصلت “ايلاف” على نصها اليوم انه “بسبب المشاكل التي تواجه المواطنين اليوم في غرب كردستان لجأت أعداد كبيرة جدا منهم إلى الإقليم خلال الأيام الماضية وبهذه المناسبة فإنني أقدم شكري وتقديري للجهات المعنية في حكومة إقليم كردستان لاستيعاب هؤلاء الأعداد الكبيرة ومساعدتهم ونقلهم إلى داخل الإقليم .. ولكن مع هذا فننا نرى إن مجيء هذا العدد الكبير من الأخوات والأخوة الكرد من غرب كردستان إلى الإقليم هو موضوع حساس حيث إننا نرفض أن يتم إفراغ غرب كردستان من أهلها وإحداث خلل سكاني في المنطقة” في اشارة الى المناطق الكردية بشمال البلاد والذين يبلغ عددهم حوالي المليوني نسمة.
وشدد بارزاني على ان بقاء الكرد في مناطقهم بغرب كردستان ضروري جدا لكي لا تتعرض مطالبهم وحقوقهم المشروعة للمخاطر. وقال “كواجب قومي وإنساني يجب علينا جميعا أن نحتضن أخوتنا وبهذه المناسبة أطالب شعب كردستان وكل حسب طاقته أن يعاونوا حكومة الإقليم في مساعدة هؤلاء الأخوة الأعزاء الذين أجبرهم الظلم والتدمير إلى مغادرة مناطقهم أو اللجوء إلى إقليم كردستان”.
وطالب المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية العالمية بالمساهة مع سلطات الاقلي في مساعدة اللاجئين السوريين الاكراد “لان استيعاب وتلبية احتياجات هذا العدد الهائل من اللاجئين هو مهمة صعبة بالنسبة لحكومة الإقليم وينبغي على المجتمع الدولي أن يقوم بواجباته والتزاماته تجاههم”.
ومن جهته بحث نائب رئيس اقليم كردستان نائب الرئيس العراقي جلال طالباني في زعامة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني مع جوزيف بينينكتون القنصل الأميركي العام في إقليم كردستان اوضاع اللاجئين السوريين الاكراد والتطورات السياسية في الاقليم بشكل عام والاستعداد للانتخابات المحلية المنتظرة في 21 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل اضافة الى العلاقات بين حكومتي بغداد وأربيل وضرورة إعادة العلاقات بينهما الى مجراها الطبيعي والعمل سوية للحد من أعمال العنف من قبل المجموعات الإرهابية في وسط وجنوب العراق.
كما بحث الجانبان الأزمة السورية ومشكلة اللاجئين الكرد السوريين في الاقليم حيث وصف كوسرت رسول اوضاعهم “بالمأساوية جراء هجوم المجموعات المتطرفة” .. وطالب الولايات المتحدة بمواقف سياسية وإنسانية لحماية الاكراد في غرب كردستان (سوريا).
ومن جهته اكد جوزيف بينينكتون أن الولايات المتحدة الأميركية تبدي إهتماماً كبيراً بالأوضاع الراهنة في الاقليم موضحا انها خصصت 44 مليون دولار لرعاية اللاجئين السوريين والعدد الكبير منهم مقيم في إقليم كوردستان معبراً عن إرتياحه للإهتمام الذي تبدية حكومة الاقليم تجاه اللاجئين من حيث تأمين المسكن والخدمات الضرورية .. وقال “نحن في الولايات المتحدة طالبنا المعارضة السورية بحماية حقوق جميع القوميات بما فيها القومية الكردية بعد سقوط نظام الأسد والإعتراف بذلك دستورياً.
15 الف لاجئ سوري تدفقوا على اراضي اقليم كردستان خلال الساعات الأخيرة
يأتي ذلك فيما تدفق آلاف الاكراد السوريين عبر الحدود الى اقليم كردستان العراق خلال اليومين الاخيرين للهرب من الحرب الدائرة بين الجماعات المسلحة المتطرفة والقوات الكردية في موطنهم حسبما قالت الأمم المتحدة.
واوضحت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في تقرير لها ان عددا كبيرا من اللاجئين السوريين عبر باتجاه العراق حيث دخل حوالي 15 الفا منذ الخميس وهو عدد غير مسبوق بحسب قولها. واشارت بورجوا كلير ممثلة المفوضية في العراق الى ان “موظفي المفوضية في منطقة سهيلة افادوا اليوم ان الاف اللاجئين يعبرون الحدود الى العراق”. واضافت ان “عدد الناس الذي يتوجهون لعبور الحدود كبير جدا”. واوضحت مفوضية اللاجئين ان الـ15 الفا الذين عبروا الحدود الى العراق منذ الخميس يضافون الى 154 الف لاجىء سوري مسجلين لديها سابقا في العراق.
ووفقا للتقارير فقد هرب حوالى 1,9 مليون سوري من بلدهم بسبب الحرب الاهلية معظمهم في لبنان والاردن وتركيا. وقال احد اللاجئين الى الاقليم “عانينا خلال الفترة المنصرمة من اوضاع اقتصادية صعبة حيث كل شيء انقطع من السوق واصبح مرتفع الثمن .. اضافة الى تفشي البطالة “لذلك قررنا ان نلوذ بانفسنا قبل أن نموت من الجوع”.
وأرغم التدفق المفاجئ لهؤلاء اللاجئين وغالبيتهم العظمى من النساء والاطفال وكبار السن منظمات الاغاثة التابعة للامم المتحدة الى ترتيب ارسال مساعدات الى تلك المنطقة. ويجري ايواء هؤلاء اللاجئين في مخيم على مشارف اربيل عاصمة الاقليم لا يزال قيد الانشاء ويفتقر الى الكثير من الخدمات الاساسية ولكنه يوفر للكثير منهم ملاذا مريحا من القتال الذي اجتاح مناطقهم في اطار الحرب الاهلية التي تشهدها سوريا منذ اكثر من عامين.
وانسحبت القوات الحكومية السورية من معظم المناطق التي يسيطر عليها الاكراد في شمال وشمال شرق سوريا العام الماضي تاركة الجماعات الكردية تدير شؤونها بنفسها الا ان المقاتلين الموالين للقاعدة يعتبرون المنطقة حلقة وصل مع نظرائهم في العراق ويخوضون قتالا داميا مع المليشيا الكردية في الاشهر الاخيرة.
ووصول اللاجئين السوريين الى العراق غير منتظم مع التوترات والمخاوف السياسية من انتقال الصراع في سوريا الى العراق ما دفع السلطات الكردية الى غلق الحدود في ايار (مايو) الماضي لكنها خففت القيود الشهر الماضي حيث سمح لسوريين عالقين في وطنهم الانضمام الى أفراد أسرهم في العراق.
ووفقا للامم المتحدة يستضيف العراق نحو 160 الف لاجىء سوري مسجل غالبيتهم من الاكراد حيث يشير ديندار زيباري مساعد رئيس دائرة العلاقات الخارجية في حكومة اقليم كردستان العراق في تصريح لفرانس برس ان “الاقليم احتضن عددا هائلا من اللاجئين ولكن هذا العدد يجب ان يحظى باهتمام دولي وعراقي”. واضاف ان “حكومة الاقليم خصصت 20 مليون دولار اضافية الى ميزانية الاقليم للنازحين ” .. مشيرا الى ان “الاقليم ليس لديه الخبرة الكافية لاستقبال هذا العدد الكبير من النازحين لذا يحتاج مساعدة الأمم المتحدة في ذلك”.
وفي الوقت الحالي يقوم فريق طبي متنقل خصصته وزارة الصحة في الاقليم بمعالجة اللاجئين حيث قال رزكار عبدالرزاق من مديرية صحة اربيل “قمنا ببناء مركز صحي متجول يضم اطباء وممرضين ومجموعة من سيارات الاسعاف. واوضح انه منذ مساء يوم الخميس وحتى الان “عايننا اكثر من 600 مريض وقمنا باحالة حوالي 12 منهم الى مستشفيات اربيل واغلب الحالات هي الاسهال والتقيؤ بسبب الحر والسفر من المنطقة الحدودية الى هنا”.
وتعتزم السلطات في الاقليم نقل عدد من اللاجئين الى محافظة السليمانية المجاورة والتي تحظى كذلك بالحكم الذاتي ضمن أقليم كردستان.
إيلاف