الخطر يتهدد أنواع النحل التي تلقح المحاصيل الغذائية

390

نحلة تجمع اللقاح من زهرة جنوب فرانكفورت يوم 26 ديسمبر كانون الأول 2015. تصوير: كاي فافنباخ - رويترز
نحلة تجمع اللقاح من زهرة جنوب فرانكفورت يوم 26 ديسمبر كانون الأول 2015. تصوير: كاي فافنباخ – رويترز

أوسلو – متابعة الحكمة: أوضحت نتائج أول تقييم شامل للحشرات المسؤولة عن تلقيح أزهار المحاصيل أن النحل والمُلَقِحات الأخرى تواجه مخاطر متزايدة تهدد حياتها ما يهدد حاصلات مثل التفاح والتوت البري والبن تقدر قيمتها بمليارات الدولارات سنويا.

وأضافت النتائج أن مبيدات الآفات وفقدان أماكن المعيشة نتيجة التوسع في المدن والمزارع إلى جانب الأمراض وتغير المناخ من بين المخاطر التي تهدد حياة نحو 20 ألف نوع من نحل العسل علاوة على الطيور والفراشات والخنافس والخفافيش التي تقوم بعملية إخصاب الزهور وإكثارها من خلال نشر حبوب اللقاح.

وقال ذكري عبد الحميد الذي أشرف على التقرير -الذي شاركت في وضعه 124 دولة- “المُلَقِحات أساسية للاقتصاد العالمي وصحة الإنسان” وأضاف لرويترز أن كميات من إنتاج الغذاء العالمي تتراوح بين 235 و577 مليار دولار بأسعار السوق تعتمد على هذه المُلَقِحات.

ويوفر قطاع الغذاء فرص عمل للملايين مثل جامعي محصول البن في البرازيل ومزارعي الكاكاو في غانا واللوز في كاليفورنيا أو منتجي التفاح في الصين.

يقول البرنامج الحكومي للسياسات العلمية بشأن التنوع البيئي وخدمات المنظومات البيئية الذي تأسس عام 2012 والذي وضع هذه الدراسة إن الكثير من المُلَقِحات يتهددها الخطر لاسيما النحل والفراشات وفي أوروبا على سبيل المثال تتعرض نسبة تسعة في المئة من أنواع النحل والفراشات للانقراض.

وأشار التقرير إلى المخاطر المتمثلة في مبيدات الآفات مثل (نيونيكوتينويدات) التي ترتبط بآثار مدمرة في أمريكا الشمالية وأوروبا لكنه قال إنه لا تزال هناك فجوات كثيرة في فهم آثارها على المدى البعيد.

وقالت الدراسة إن فهم آثار الحاصلات المعدلة وراثيا على المُلَقِحات لا يزال ضئيلا وأن كميات الإنتاج الزراعي التي تعتمد على التلقيح ارتفعت بنسبة 300 في المائة خلال الخمسين سنة الأخيرة فيما ينتج نحل العسل الغربي 1.6 مليون طن من العسل سنويا.

وقال ذكري إن المستقبل ليس بهذه الدرجة من القتامة “وأن الأنباء السارة هي أن هناك الكثير من الخطوات التي يمكن اتخاذها للحد من هذه المخاطر” منها زراعة أشرطة أو رقعة من الزهور البرية لجذب المُلَقِحات إلى حقول المحاصيل مع الإقلال من استخدام مبيدات الآفات أو التحول إلى الزراعة العضوية ما قد يحد من هذه الأضرار.

وقال الباحثون إن هناك خطوات أخرى يمكن أن تتم على المستوى الفردي منها أن يقوم صغار المزارعين في أفريقيا مثلا بزراعة الزهور البرية على جزء من رقعتهم الزراعية وعلى حواف الحقول وأن يقوم سكان المدن بزراعة الزهور في الأفنية الخلفية أو الأصص على النوافذ.

وأفادت دراسات سابقة بان اثنين في المائة فقط من أنواع نحل العسل البرية هي التي تقوم بوظيفة تلقيح نحو 80 في المائة من المحاصيل فيما قال تقرير دولي يرتكز على 90 دراسة أجريت في خمس دول إن على الحكومات أيضا العمل على الحفاظ على نحل العسل الذي لا يلقى اهتماما واجبا على ما يبدو تحسبا لان يلعب دورا أكبر في حالة وقوع كوارث بيئية قد تنجم عن تغير المناخ.

ويعتمد على الملايين من حشرات نحل العسل في تلقيح المحاصيل بالولايات المتحدة التي تنتج ربع كم الغذاء الذي يستهلكه الأمريكيون فيما يذرع خبراء تربية نحل العسل البلاد طولا وعرضا لتوزيع وإنشاء خلايا النحل للمساعدة على الخروج من هذه الأزمة.

(رويترز)

س ف

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*