“سيميلايف”.. جثث كأنها حية لتدريب جراحي المستقبل

318

 

 نظام فريد من نوعه في العالم يراهن على تقريب الجراح المتدرب الى اقصى حد من الواقع دون أن ينطوي ذلك على اي خطر على المريض الحقيقي و النظام نال براءة الاختراع في فرنسا
نظام فريد من نوعه في العالم يراهن على تقريب الجراح المتدرب إلى اقصى حد من الواقع دون أن ينطوي ذلك على أي خطر على المريض الحقيقي، و النظام نال براءة الاختراع في فرنسا

باريس – الحكمة: القلب نابض والدم يسري في العروق والرئتان منتفختان.. مع ذلك فإن الجسم البشري الذي يجري عليه الطلاب الجراحة هو في الحقيقة جثة أخرجت من براد الموتى لإعطائها طابعا شبيها بالأحياء في نظام يؤكد مطوروه أنه فريد من نوعه في العالم.

هذا النظام المسمى “سيميلايف” اخترع وطور ونال براءة الاختراع في مختبر التشريح التابع لكلية الطب في مدينة بواتييه في وسط غرب فرنسا على يد سيريل بريك الأخصائي في الميكانيكيات الحيوية.

فقد كان طلاب الطب والصيدلة يتدربون على مهنتهم على أجسام بلا حراك أو في افضل الحالات على تماثيل تفاعلية.

لكن “تبين بوضوح أن عمليات التشريح التقليدية لا تلبي التوقعات بدرجة أكبر” بحسب جان بيار ريشيه المسؤول في مركز المحاكاة في الكلية الذي دشن في نهاية كانون الثاني.

ويقول الطبيب الجراح: “كان يتعين التطور في وقت سجلت التدريبات التطبيقية في داخل المؤسسات الاستشفائية تراجعا كبيرا، التعلم لم يعد يحصل في غرف العمليات إلى جانب طبيب جراح ومريض حقيقي”.

وفي فرنسا التوصيات الوطنية الجديدة تؤكد بوضوح ضرورة “عدم التدرب على المريض في المرة الأولى”.

ويكمن رهان “سيملايف” على وضع الجراح المتدرب في مواجهة أوضاع حقيقية “من خلال الاقتراب إلى أقصى حد من الواقع” من دون أن ينطوي ذلك على أي خطر على المريض الحقيقي.

وفي وقت لا يزال حوالى ثلاثين طالبا يتدربون داخل قاعة واسعة على التقطيب الجراحي بالاستعانة بقدمي حيوان، تشارك طالبة داخل غرفة عمليات مجاورة في عملية استئصال للكليتين باستخدام تقنية “سيملايف” على جثة تبدو كأنها جسم شخص حي.

البطن ذو لون الجلد الوردي لا يزال ينتفخ باستمرار كما أن النبض بدا ثابتا عندما قام الجراحان بشق الجسم من الضفيرة إلى السرة لإظهار الأحشاء. وحدهما الرائحة القوية واللون الاخضر يفضحان هذه الجثة المتجمدة بعناية لترتفع حرارتها في خلال أيام قليلة من 22 درجة مئوية دون الصفر إلى 37 درجة مئوية.

غير أن الدم الاصطناعي الذي يسيل يعيد سريعا اللون الطبيعي إلى الأعضاء والأنسجة.

ويوضح جان بيار فور أحد المسؤولين في كلية الجراحة في جامعة بواتييه “كما ترى هنا، الوريد الأجوف شبيه بما هو عليه في الواقع أي بلون يميل إلى الوردي والأزرق”.

ويتم إخراج الأمعاء بهدوء وتغليفها كي لا تتم عرقلة باقي مراحل العملية.

ويقول فور: “أي متدرب على الجراحة لن يفكر في إجراء مثل هذه الحركة اليدوية. قد يضيع ساعة كاملة من دون أن ينجح في التعاطي بشكل جيد مع الأمعاء الزلقة والتي قد يصيبها بالتلف”.

وبعد ساعة من العمل، يتم سحب إحدى الكليتين غير أن نزيفا يحصل ويتم سريعا معالجته على يد فريق يبدو عليه التوتر جليا.

ويعلق ريشيه “كما ترون لدينا شخصان متمرسان غير أنهما منهكان كثيرا بعملهما لدرجة أنهما نسيا ما هي عملية المحاكاة. هذه الحياة الحقيقية في غرفة العمليات مع كل مشكلاتها”.

وخلف موضع الجراحة التي يخبأ فيها وجه المريض ثمة أيضا آلات خاصة بنظام “سيميلايف” هي عبارة عن عربتين لنقل المعدات الطبية تعلوهما شاشة صغيرة.

وبعد هذه المرحلة التجريبية، سيتمرن حوالي عشرين طالبا على الجراحة باستخدام نظام “سيميلايف” اعتبارا من العام الجامعي 2016 – 2017.

(ميدل ايست أونلاين)

ك ح

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*