توقف “ذكاء الهواتف” يرعب شركات التقنية
الحكمة – متابعة : تسيطر مخاوف على مصنعي الهواتف الذكية من بدء عصر تراجع هذه الهواتف بعد أن أصبحت عاجزة عن احتواء مزيد من الابتكارات.
وذكر عدد من خبراء كبرى شركات التقنية أن ذكاء الهواتف اقتصر على استخدامات التطبيقات وتحسين دقة كاميرات التصوير وقدرات محركات البحث، في حين تراجعت الأفكار المجددة التي أغرت المستهلكين طيلة سنوات.
وبحسب تقارير، فإن مؤتمر الجوال العالمي هذا العام أكد ذلك، فهاتفا جلاكسي إس7 وإس7 إيدج اللذان كشفت عنهما سامسونج يحملان تصميما متطابقا تقريبا لتصميم هاتفيها العام الماضي، والشيء نفسه ينطبق على غيرها من الشركات المصنعة مثل إل جي وهواوي و”زد تي إي”، ورغم أن أبل غابت عن المؤتمر فإنه لا يتوقع أن يحمل هاتف آي فون 7 الذي ستكشف عنه في أيلول المقبل أي مفاجأة أيضا.
ويرى رئيس شركة “موبايل نيتوورك جروب” بول أمسيليم أن الهواتف الذكية وصلت إلى مرحلة النضج، ولذلك فإن الابتكارات ستكون أبطأ على الرغم من أن المنتجات ستواصل التطور.
وهذا الأمر يفسّرُ تراجع نمو السوق العالمية للهواتف الذكية في نهاية عام 2015 إلى معدل نموها في عام 2008، وفقا لتقرير مؤسسة جارتنر الأميركية لأبحاث السوق، فضلا عن تسجيل ركود في مبيعات العملاقين التجاريين أبل وسامسونج، كما أن السوق قد تنخفض هذا العام لأول مرة بنسبة %2.5.
لكن نظرا لأن المستهلكين يتوجهون لشراء هاتف جديد كل سنتين، فإن مجال التحسين لا يزال واردا، ومع ذلك فإن على الشركات الكبرى التعامل مع المنافسة الصينية الشرسة التي تدفع الأسعار للهبوط، الأمر الذي جعل الشركات المصنعة تدرك أن مستقبل هذه الهواتف لن يكون في وظيفتها بل في علاقتها بالأجهزة الأخرى حولها ضمن ما يعرف بإنترنت الأشياء.
ويؤكد المحلل في مؤسسة “فورستر” توماس هوسون أن التركيز هذا العام كان أقل على الهواتف الذكية وأكثر على التقنيات الملحقة بها، مثل نظارات الواقع الافتراضي والكاميرات التي تصور بزاوية 360 درجة، والساعات الذكية، وإنترنت الأشياء.
فالمستخدمون لن يضطروا في المستقبل للمس هواتفهم الذكية، وأوضح مثال على ذلك هو السيارة، حيث يستخدم السائق نظام تحديد المواقع في هاتفه لمعرفة الاتجاهات، أو الاستماع إلى الموسيقى أو الرد على الاتصالات الهاتفية، لكن سيصبح هذا الشيء جزءا من الماضي مع انتشار السيارات الذكية التي تضم نظاما ذكيا غنيا بالتطبيقات التي تتيح الرد على المكالمات واستخدام نظام تحديد المواقع وإرسال الرسائل القصيرة من خلال التحكم الصوتي.
وعلى غرار السيارة الذكية تتوفر تقنيات أخرى للمنازل مثل سماعات أمازون التي تستجيب للأوامر الصوتية مثل قراءة كتاب، أو الرد على أسئلة محددة. وكذلك الأجهزة المتصلة بالإنترنت مثل الثلاجة والغسالة والفرن ومكيفات التبريد، وسيتماهى الهاتف مستقبلا مع تقنيات الذكاء الاصطناعي والمساعدين الشخصيين مثل سيري وجوجل ناو وكورتانا.
المصدر / العرب
ك ح