الموصل – الحكمة – متابعة: تشهد مدينة الموصل موجة نزوح داخلية من الجانب الأيمن إلى الجانب الأيسر بعد التحشيدات الكبيرة المرابطة على أسوارها، والمنشورات التي نبهت المواطنين على ضرورة الخروج منها أو الابتعاد عن مواقع الإرهابيين.
وأشار مصدر أمني في شرطة نينوى، أمس الأحد، إلى نزوح المئات من العائلات الموصلية من الجانب الأيمن إلى الجانب الأيسر من المدينة مع قرب انطلاق عملية عسكرية لتحرير الموصل.
وقال العقيد خالد الجواري في تصريح لـ “الصباح”: إن “سكان الجانب الأيمن من الموصل شرعوا بجمع أمتعتهم ومجوهراتهم وحاجياتهم الثمينة ومستمسكاتهم الثبوتية والانتقال إلى دور أقاربهم في الجانب الأيسر من المدينة قبيل الإعلان عن بدء العمليات العسكرية لمعركة تحرير الموصل”، وأضاف الجواري أن “داعش” يركز ثقله القتالي في الجانب الأيمن من الموصل لما يحويه من مناطق شعبية متداخلة وأزقة ضيقة وأبنية مرتفعة ما يؤمن له حماية نسبية من الغارات الجوية ويمكنه من التنقل بين الأروقة والأزقة في المناطق الشعبية”.
وأوضح الجواري أن” تنظيم “داعش” متخوف ومضطرب من تواجده في الجانب الأيسر من الموصل بسبب تطويق القوات الأمنية لمدينة الموصل من الجهة الشمالية والشرقية وصولاً إلى جنوب الموصل ما يمنح القوات الأمنية سهولة التحرك والتقدم صوب مركز المدينة لمسافة تزيد على 200 كليومتر والتي يصعب على “داعش” السيطرة على حدودها بالكامل، فضلاً عن المساحات المفتوحة على الحدود الغربية للمحافظة والمناطق المتداخلة مع الحدود العراقية السورية ومحافظة الأنبار”.
وأشار الجواري إلى أن” عناصر “داعش” قاموا بنقل عوائلهم من الجانب الأيسر إلى الأيمن عكس تحركات المواطنين لمعرفتهم بالنقمة الكبيرة التي يحملها الأهالي على الدواعش وخشية عمليات الانتقام منهم مع بدء العمليات العسكرية وعدم قدرتهم على الحفاظ على الجانب الأيسر “.
وكان عناصر تنظيم داعش قد انتهوا من تفخيخ جسور الموصل الخمسة والاستعداد للهروب من الجانب الأيسر إلى الأيمن في حال اضطروا لذلك وتفجير الجسور لمنع تقدم القوات الأمنية نحوهم والاحتماء والتحصن في الجانب الأيمن لفترة أطول “.
من جانب آخر كشف سكان محليون من مدينة الموصل في اتصالات هاتفية مع “الصباح” عن ارتفاع أسعار إيجارات الدور السكنية في الجانب الأيسر من مدينة الموصل بالتزامن مع قرب انطلاق معركة التحرير المرتقبة على خلفية انتقال العديد من العوائل الساكنة في الساحل الأيمن إلى الجانب الأيسر بعد تركهم لدورهم في الجانب الأيمن، فيما كشف الأهالي عن ازدياد حركة بيع المصوغات الذهبية من قبل العائلات لتوفير احتياجاتهم وشراء المواد الغذائية والمستلزمات الضرورية قبيل بدء انطلاق عملية تحرير الموصل”.
وأضاف السكان “إن سعر غرام الذهب في الموصل وصل إلى 39 ألف دينار وإن سوق الصاغة شهدت إقبالاً كبيراً من أهالي المدينة”، بعد أن شهدت الأسواق ارتفاعاً كبيراً جدا في أسعار المواد الغذائية خشية انطلاق عملية عسكرية مرتقبة لتحرير الموصل بعد انتهاء عمليات تحرير مدينة الرمادي وجزيرة سامراء ووصول القوات العسكرية من الفرقة 15 إلى معسكر قضاء مخمور”.
فيما تضاعفت أسعار المواد الغذائية واللحوم والخضار والمنتوجات النفطية أيضا “بالوقت الذي يشهد الوضع المعيشي ضائقة بسبب عدم تسليم رواتب الموظفين والحصار الذي يفرضه الدواعش على المدينة.