بالصور.. عتبات العراق تحیي ذكرى استشهاد السيدة الزهراء(ع) بمجالس عزاء ودموع تمتزج بدم الألم
الحكمة – متابعات: توافدت الجموع المليونية من الزائرين من داخل العراق وخارجه إلى مرقد أمير المؤمنين (عليه السلام) وذلك لتقديم العزاء لسيد الأوصياء في ذكرى استشهاد سيدة نساء العالمين وبضعة المصطفى الزهراء فاطمة (عليها السلام). فيما استنفرت الكوادر العاملة في مختلف أقسام العتبة المقدسة لتقديم الخدمات للزائرين كل حسب عمله وتخصصه.
واتشحت أرجاء المرقد العلوي الطاهر والصحن الحيدري الشريف بمعالم السواد والأحاديث النبوية الشريفة الواردة بحق فاطمة الزهراء عليها السلام، فيما بادر منتسبو العتبة العلوية المقدسة بإحياء مراسم العزاء مع ساعات الصباح الأولى برفقة هيئة المرتضى للإنشاد التابعة إلى قسم الإعلام في العتبة العلوية المقدسة.
وبادرت هيئة مواكب العتبة المقدسة إلى استقبال العشرات من مواكب العزاء القادمة من مختلف محافظات العراق ومن عدد من دول العالم الإسلامي وبقية أنحاء المعمورة.
وقال مسؤول قسم الإعلام في العتبة المقدسة السيد علي زوين في تصريح للمركز الاعلامي للعتبة المقدسة ” سجلت هيئة مواكب العتبة العلوية المقدسة دخول 60 موكباً للعزاء من مختلف المحافظات العراقية والدول العربية والإسلامية، والنسبة للمواكب العربية والاسلامية قَدِمتْ من لبنان والكويت والسعودية والبحرين وباكستان والهند وإيران، فضلاً عن مواكب العزاء المحلية الوافدة من محافظة النجف الأشرف وبقية المحافظات العراقية الأخرى”.
وأضاف زوين ” قسم حفظ النظام في العتبة المقدسة قام بنشر أكثر من 1500 عنصر بينهم 350 متطوع من المواكب الحسينية القادمة من محافظة البصرة، تم نشرهم أمام الأبواب الرئيسية للدخول للصحن الحيدري الشريف، لحفظ النظام وتقديم الخدمات للزائرين وإرشادهم”.
وتابع ” فيما بادر مضيف العتبة المقدسة الى توفير أكثر من عشرة آلاف وجبة غذائية لكل من الغداء والعشاء، كما فتحت العتبة المقدسة أبواب مدن الزائرين التابعة لها لإيواء الزائرين وتوفير الخدمات وأماكن المبيت لهم خلال أيام الزيارة”.
وفي الجانب الإعلامي، أشار زوين الى تخصيص تردد خاص للبث المباشر لجميع القنوات الفضائية طوال اليوم، كما خصصت موقعاً خاصاً للإعلاميين لتسهيل مهامهم، مشيراً الى أن قسم الشؤون الدينية في العتبة المقدسة مع دار القرآن الكريم ، باشروا بإطلاق برامج المحاضرات الدينية والمحافل القرآنية مع بدء إحياء الذكرى الأولى لرواية استشهاد السيدة الزهراء (عليها السلام) وهي مستمرة الى يومنا منذ أكثر من 35 يوماً متواصلا ، فيما بادرت الشعب التابعة الى قسم الشؤون الدينية بتوزيع آلاف المنشورات والإصدارات الخاصة بالمناسبة إضافة الى توزيع الوصايا المهمة للمرجعية العليا للشباب المؤمن .
القسم النسوي يقيم مجلس عزاء بذكرى شهادة السيدة فاطمة الزهراء(عليها السلام)
أقامت شعبة التعليم الديني التابعة لقسم الشؤون النسوية في العتبة العلوية المقدسة مجلس عزاء بذكرى شهادة السيدة فاطمة الزهراء(عليها السلام) في قاعة سيد الأوصياء (ع) ، حضره نخبة من الكوادر التربوية التدريسية من المعاهد والمدارس الحوزوية والمزارات والمؤسسات الدينية وجمع غفير من النساء المؤمنات إحياءً لهذه الذكرى الأليمة.
وابتداء المجلس بتلاوة آيٍ من الذكر الحكيم تلاها قراءة للزيارات المخصوصة لمولاتنا فاطمة (عليها السلام) ولأمير المؤمنين(عليه السلام) ، بعدها محاضرة أشارت الة مكانة السيدة الزهراء (ع) عند أهل البيت وفضائلها وتكوينها والتأسي بها في حجابها والتزامها الديني في الظروف الصعبة التي واجهتها بعد شهادة أبيها (صلى الله عليه وآله)، ثم كان مجلس رثاء بحقها (عليها السلام).
وحضر مجلس العزاء السيدة منال حسين مسؤولة القسم النسوي في العتبة العلوية المقدسة، ومسؤولة قسم العلاقات ومسؤولة شعبة القرآن الكريم ومسؤولة حفظ النظام المسائي.
وأكدت مسؤولة وحدة إحياء المناسبات السيدة أزهار هادي الى ضرورة إحياء مجالس العزاء الخاصة بأهل البيت (عليهم السلام) والسير على نهج سيدة نساء العالمين (ع)، وحث النساء أن يتخذن منها قدوة في حياتهن اليومية وتكون لهن نبراسا يضيء طريقهن إلى الإصلاح والخير .
العتبة العلوية توزع آلاف الإصدارات الخاصة بذكرى شهادة سيدة نساء العالمين ووصايا المرجع الأعلى
أعلن قسم الشؤون الدينية في العتبة العلوية المقدسة إصدار آلاف المطبوعات الخاصة بمختلف المناسبات الدينية بالعموم ومناسبة استشهاد السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) الخصوص، 30 ألف نسخة من وصايا سماحة المرجع الأعلى السيد علي السيستاني للشاب المؤمن.
وقال مسؤول قسم الشؤون الدينية في العتبة العلوية المقدسة الشيخ مصطفى أبو الطابوق في تصريح للمركز الإعلامي للعتبة المقدسة ” لازال القسم وبتوجيه مباشر من الأمين العام للعتبة المقدسة عازم على إحياء المناسبات الدينية لوفيات أئمة أهل البيت (عليهم السلام) وبقية المناسبات الدينية الأخرى في هذا الجانب، وحيث أن البرنامج المعد لإحياء ذكرى استشهاد السيدة الزهراء (عليها السلام)، قمنا بجعل منبر العتبة العلوية المقدسة مستمر لمدة 35 يوماً ولخطباء متعددين يسلطون الأضواء على مظلومية السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام)”.
وأضاف” بالإضافة إلى ذلك عمد القسم بإحياء مجموعة من المناسبات تمثلت بإعداد الجلسات والمحافل القرآنية في رحاب الصحن الحيدري الشريف تزامناً مع تلك المناسبات للزائرين الذين يتوافدون لزيارة أمير المؤمنين (عليه السلام) وتعزيته بالمناسبة والبرنامج مستمرة في ذلك”.
وتابع ” كما عمد القسم ممثلا بشعبة التبليغ الديني بإصدار الكتيبات والمنشورات والبروشورات المتعلقة بشخصية الزهراء (عليها السلام) منها كتيب (شذرات عن حياة فاطمة الزهراء (عليها السلام)، وكتاب (الصحيفة الغرّاء في تسبيحة الزهراء (ع)، وبروشور يتحدث عن سيدة نساء العالمين وبعضها طبع وتم توزيعه ونفذ بصورة سريعة لم نتوقعها وبدأت طلبات تردنا طباعة المزيد منها، كما هنالك بعض الإصدارات الجديدة التي سيتم توزيعها وفق الآلية المتبعة “.
وأشار” وتزامنا مع توافد الجموع المليونية من الشباب المؤمن بادر القسم بطباعة وتوزيع 30 ألف نسخة من وصايا للشاب المؤمن تم توزيعها على طلبة الجامعات مع أعداد المحاضرات المرتبة لذلك والتي يقوم بها القسم بمشاركة الإخوة لشعبه المختلفة التبليغ والتعليم والتوجيه الديني”.
أكف تحمل عرش الأحزان ودموع تمتزج بدم الألم وقواف تتبعثر عند قبر الحسين
شهد مرقد الامام الحسين عليه السلام صباح اليوم الاحد توافد جموع غفيرة من المعزين وهم يحملون على أطراف الأكف النعش الرمزي لسيدة الأحزان فاطمة الزهراء عليها السلام التي غادرت الدنيا غاضبة على من ظلمها وصادر حقوقها وانتهك حرمة دارها وكسر ظلعها وأسقط جنينها.
المعزون الذين حملوا النعش الرمزي تعمدوا ان يجهروا بمراسيم التشييع في وضح النهار بمشاركة محبيها كون السيدة الزهراء عليها السلام شيعت ليلا وأخفي قبرها حتى يومنا الحالي.
من جهتها وضعت العتبة الحسينية المقدسة برنامجاً خاصاً بهذه المناسبة ابتداءً من ذكرى شهادتها عليها السلام بحسب الرواية الاولى وحتى اليوم الثالث من جمادى الآخرة.
وشملت البرامج، نشر الوشاح الاسود على جدران واروقة الصحن الشريف، وتهيأت المنابر لاستقبال الخطباء والروايد والمواكب المعزية لإحياء الفاجعة الاليمة.
“مجلس عزاء“
وعلى صعيد متصل، اعلنت الامانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة عن تخصيص برنامج خاص لهذا اليوم الاحد يتضمن اقامة مجلس عزاء في دار ضيافة حرم الامام الحسين عليه السلام شارك فيه شخصيات دينية ومسؤولي العتبة الحسينية المقدسة، فضلا عن اقامة مجلس عزاء موحد لمنتسبي العتبتين المقدستين وزوار مرقد الامام الحسين عليه السلام داخل الصحن الحسيني الشريف يختتم عزاءه في صحن ابي الفضل العباس عليه السلام.
“الزهراء تستعد للقاء أبيها“
يذكر ان محبي اهل البيت عليهم السلام يحيون في هذا اليوم ذكرى رحيل السيدة الزهراء عليها السلام بناءً على الرواية الثالثة، والتي تخلص إلى مرور تسعين يوماً على رحيل ابيها رسول الله صلى واله والتحاقها به بعد ان رأت أنه لا فائدة من البقاء مع سلطة “سياسية” تحكم بالغصب، ولا تعترف بأسرة رسول الله، وبأنها أولى بالناس من أنفسهم، اذ عاشت أيامها الأخيرة على مضض، تنتظر مسير الأيام والساعات للقيا الحبيب مجدداً.
في تلك الفترة، أكثر ما كان يؤلم فاطمة عليها السلام، سرعة انقلاب وتفرّق الجماعة التي كانت حول أبيها النبي، كانت ترى بعينيها كيف أن الأمة التي تحمل النبي لأجلها الكثير تقف اليوم بعد رحيله على أبواب “شيوخ” الجاهلية الذين ضربوا وصيته عرض الجدار، وراحوا يجتهدون وفقاً لما تشتهيه مصالحهم، كانت ترى فاطمة بعين البصيرة التي ورثتها منه، كيف يقف الناس الواحد تلو الآخر على أبواب النيران، وهم يمجدون السرّاق والمغتصبين لحقوقها.
“بكاء فاطمة“
هذا المشهد، إلى جانب غربتها بعد أبيها، جعل من فاطمة عليها السلام دائمة البكاء ليلاً ونهاراً، وهذا أكثر ما كان يزعج السلطة آنذاك، فاجتمع شيوخ أهل المدينة وأقبلوا إلى زوجها، أمير المؤمنين علي، عليه السلام، وقالوا له: يا أبا الحسن إن فاطمة تبكي الليل والنهار فلا أحد منا يهنأ بالنوم في الليل على فُرشنا، ولا بالنهار لنا قرار على أشغالنا وطلب معايشنا، وإنا نخبرك أن تسألها إما أن تبكي ليلاً أو نهاراً.
وسرعان ما نقل لها زوجها علي عليه السلام ما اجتمعت عليه المدينة، وشرح لها أنهم يطلبون أن تحدد وقتاً للبكاء على أبيها!! تجيب فاطمة عليها السلام، “يا أبا الحسن ما أقلّ مكثي بينهم! وما أقرب مغيبي من بين أظهرهم فوالله لا أسكت ليلاً ولا نهاراً أو أُلحق بأبي رسول الله“.
ورحلت بعد ذلك الزهراء عليها السلام وهي واجدة على من ظلمها وغصب حقها، وشيعت ودفنت ليلاً دون علم الناس بموضع قبرها حتى اليوم.
العتبة العباسیة
لم تقتصر مواكبُ العزاء الفاطميّ على الرجال فحسب بل كانت هناك مواكب عزائية نسائية من الفاطميّات جاءت من داخل وخارج محافظة كربلاء المقدّسة لإحياء هذه الذكرى الأليمة ذكرى شهادة الزهراء(عليها السلام) على الرواية الثالثة التي توافق اليوم الأحد (13جمادى الآخرة 1437هـ) الموافق لـ(13آذار 2016م)، فخرجن بموكبٍ عزائيّ نسويّ اشتركت فيه عشراتٌ من الفاطميّات المعزّيات النائحات على مصيبة قدوتهنّ حبيبة رسول الله(صلى الله عليه وآله)، وكانت بداية انطلاق الموكب من صحن حامل لواء حبيب الزهراء(عليها السلام) أبي الفضل العباس(عليه السلام) باتّجاه مرقد أبي الأحرار(سلام الله عليه)، وسار هذا الموكب على أشجان لطميّةٍ عزائية.
يُشار الى أنّه قد بدأت العتبةُ العباسيّة المقدّسة كعادتها في كلّ عام باستقبال مواكب العزاء الفاطميّ من داخل وخارج محافظة كربلاء المقدّسة، حيث تفد المواكبُ المعزّية بهذه المناسبة الأليمة لمواساة فلذّة كبدها الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس(سلام الله عليهما)، وقد أعدّت العتبةُ المقدّسة منهاجاً خاصّاً بأداء هذه الفعاليات العزائية من استقبال معزّين أو تهيئة منابر العزاء للخطباء الذين يُلقون خطبهم ومحاضراتهم الدينية والتوعوية الدالّة على عظمة هذه الشخصية وما لقيته من مصائب بعد شهادة والدها الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله وسلم) بهذه المناسبة.
أمانة مسجد الكوفة
کما شارك موكب مسجد الكوفة المعظم والمزارات الملحقة به في العزاء الذي أقامته العتبة الحسينية المقدسة بمناسبة ذكرى استشهاد الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء (عليها السلام).
وقال مسؤول وحدة الشعائر الحسينية في الأمانة الشيخ هادي زنجيل في حديث للمركز الخبري ان أمانة مسجد الكوفة المعظم تشارك وتحيي كل عام في إحياء ذكرى استشهاد الزهراء (عليها السلام) في مدينة كربلاء المقدسة.
مؤكدا استقبال الإدارة والعاملين في العتبة الحسينية المقدسة موكب مسجد الكوفة المعظم وموكب أهالي مدينة الكوفة العلوية بحفاوة كبيرة.
جدير بالذكر ان موكب مسجد الكوفة المعظم ضم عدد من مسؤولي الأقسام في الأمانة إضافة مجموعة من المنتسبين.
س ف