مصدر بريطاني: قضية” المجزرة الكيماوية” في دمشق انتهت بالضربة “التقنية ـ الفضائية”الروسية القاضية
قال مصدر بريطاني مساء اليوم لـ”الحقيقة” إن قضية”المجزرة الكيميائية” التي حصلت يوم أمس في غوطة دمشق انتهت في مجلس الأمن عصر اليوم “بالضربة التقنية الروسية القاضية”، بعد أن قدم المندوب الروسي أدلة وصورا فضائية “تثبت أن الصواريخ الكيميائية أطلقت من قبل المسلحين السوريين”. وكشف المصدر عن أن الروس، وبفعل الأدلة التي قدموها لأعضاء مجلس الأمن، أحبطوا سعي السعودية لعقد “جلسة رسمية”، وتمكنوا من تحويلها إلى جلسة غير رسمية، مشيرا إلى أن أيا من أعضاء مجلس الأمن” لم يقل حرفا واحدا، وكانوا كما لو أن فوق رؤوسهم الطير بعد أن شاهدوا الأدلة الروسية التي تثبت أن الصواريخ أطلقت من مناطق تحتلها المعارضة السورية”. وقد انتهت جلسة مجلس الأمن بتوصية روتينية تشير إلى إجراء المزيد من التحقيقات.
وكان وزير الدفاع الأميركي الجنرال مارتن ديمبسي صرح مساء اليوم بأنه ليس لدى الولايات المتحدة ما يؤكد أن النظام السوري استخدم أسلحة كيميائية ضد المعارضة، وأن الأمر يحتاج إلى تحقيقات. كما أن الحملة الديبلوماسية الشعواء بردت فجأة بعد أن تلقت الدول الغربية أدلة روسية تثبت تورط المسلحين في ما جرى. كما ولوحظ أن الخارجية الفرنسية حرصت على الإشارة إلى أن مصدر معلوماتها في القضية هو “أحمد الجربا”، رئيس “الائتلاف” السوري الوهابي ـ الأميركي المعارض ، من أجل التملص من تحمل مسؤولية أي موقف بعد افتضاح الأمر!
على الصعيد نفسه، كشفت مصادر بريطانية وفرنسية متطابقة مزيدا من “أسرار المجزرة الكيميائية” التي ملأت الدنيا وشغلت الناس خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. وقالت هذه المصادر إن الجيش السوري بدأ عند الواحدة وعشر دقائق من فجر يوم أمس تمهيدا بالمدفعية وراجمات الصواريخ على مواقع المسلحين في جوبر وزملكا وعربين، وكان مخططا لهجوم القوى البرية من المشاة أن يبدأ بحلول السادسة صباحا، بعد أن يكون التمهيد المدفعي فعل فلعه. وكانت وحدات المشاة كلها تتجمع في “ساحة العباسيين” شرقي دمشق، والمناطق المحيطة بها. وعندما بدأ القصف المدفعي، فر المسلحون ، الذين يشكلون 13 كتيبة تحت مسمى”جبهة فتح العاصمة”، وانسحبوا من المنطقة الواقعة شرقي القوات المتحشدة، لاسيما البنايات العالية والأبراج التي كان يتحصن فيها القناصون. وأكدت هذه المصادر أن المسلحين أطلقوا صواريخهم الكيميائية ، وهي من صنع محلي، عند الواحدة و 35 دقيقة فجرا بالضبط، وليس عند الثالثة فجرا كما زعم بيان”الهيئة العامة للثورة السورية. وكان هدف الصواريخ هو الوحدات العسكرية السورية المتحشدة في “ساحة العباسيين” ومحيطها، إلا أنها سقطت تماما في المنطقة الواقعة ما بين “زملكا” و”عربين” و”جوبر”، الأمر الذي أدى إلى ما أدى إليه.
على الصعيد نفسه أيضا، لفتت مصادر تقنية متخصصة ومطلعة أن الأشرطة التي وزعتها مواقع معارضة لاحقا ، وظهر فيها صواريخ قيل إنها هي التي استخدمت في “الغارة الكيميائية”( انظر الصورة أعلاه)، سبق وأن نشرتها الجهات نفسها مطلع الشهر الجاري حين أشارت إلى أنها “غارة كيميائية استهدفت منطقة عدرا شمال شرق دمشق”، ليست معروفة الهوية على الأطلاق في أي من جيوش العالم، سواء منها التي تتبع النظام الشرقي أو الغربي ، ولم يسبق لسجل الأسلحة في “الحلف الأطلسي”، الذي يعتبر بمثابة “موسوعة وأرشيف يصنف جميع أنواع السلاح في العالم”، أن ضمها إلى أرشيفه، لأنها ـ ببساطة ـ غير معروفة أبدا. وهو ما يعني أنها صناعة محلية.
الحقيقة