المصرف الوطني للدم: متواصلون بسد حاجة جرحى قواتنا الأمنية

465

31-3-2016-S-02

      الحكمة – متابعات: تشير المصادر الطبية إلى أن الدم هبة الحياة، ولا يستطيع الإنسان العيش بدونه، فكل قطرة منه تبث الحياة للكثير من الخلايا، ويشكل ما نسبته 8 بالمئة من كتلة الجسم ويحوي من 4-7 لترات، وهو عضو سائل شأنه كشأن بقية الأعضاء، ويلعب الدم دوراً كبيراً في إتمام العمليّات الحيوية التي تحدث داخل الجسم، ويتم إنتاجه من خلايا العظام، وهو أثمن ما يجود به في سبيل إنقاذ الآخرين ولا يمكن الحصول عليه إلا من خلال التبرع، ويحتاج الآلاف من المرضى إلى عملية نقل الدم أو أحد مشتقاته، وفي التبرع بالدم إنقاذ للنفس البشرية وإحياء لها، وتتم هذه العملية في مصرف خاص أنشئ في عام 1959 ومقره في بغداد وله فروع أخرى.

ويقوم الدم بوظائف بالغة الأهميّة للحفاظ على الجسم ليبقى على قيد الحياة، وتكمن أهميته بالنسبة للجسم بأنه عصب الحياة وديمومتها.

في صالة التبرع

في  صالة التبرع وجدنا  العديد من الرجال المتبرعين، منهم علاء حسن غضبان البالغ من العمر 42 عاما الذي قال: «إن تبرعه هذا هو التبرع العاشر، ويؤكد أنه جاء لدوافع إنسانية ولإنقاذ حياة مريض ربما كانت حالته متوقفة على هذا الكيس وأن شعوره عند الانتهاء من التبرع هو الفرحة لأنه استطاع أن ينقذ حياة مواطن من مواطنيه».

 المتبرع نعمة زياد من محافظة واسط لديه طفل مريض بــ«لوكيميا الدم» يرقد في مستشفى الأطفال يشيد بالمعاملة الطيبة في المصرف، ويؤكد أنها المرة الأولى التي يتبرع بها بالدم لطفله البالغ من العمر سنة ونصف السنة.

ويشير المتبرع عباس غانم الذي يعمل كاسبا: «أنه على استعداد للتبرع لكل من يحتاج إلى الدم وأن تبرعه خاص بالصفائح، وأنه تبرع لإنقاذ حياة ابنة جارهم البالغة من العمر 18 سنة».

مصرف الدم

وتقول مدير مصرف الدم الوطني العراقي الدكتورة عواطف جاسم محمد: «تأسس المصرف عام 1959 وهو قسم تابع إلى مركز عمليات طب الطوارئ، ويرتبط بمكتب الوكيل الفني لوزارة الصحة ويضم الشعب الآتية (السريرية، الإنتاجية، المختبرية، الهندسة والصيانة، الإدارية، والتدريب والسيطرة النوعية)، وتم فتح قسم ملحق بنا ومكمل لعملنا هو قسم خدمات نقل الدم واليقظة الدموية في عام 2015 ويقوم هذا القسم بمتابعة قنينة الدم ما بعد وصولها الى المستشفى، وكذلك الأعراض الجانبية لعملية نقل الدم ولدينا تخويل من وزارة الصحة بتزويد جرحى قواتنا الأمنية والحشد الشعبي بما يحتاجون من قناني الدم بدون مقابل والمقصود هنا بالمقابل هو دون وجود شخص متبرع)».

أما عن تزويد المدنيين فأشارت محمد إلى «أن تجهيزهم يجرى وفق نظام الحصص والحالة المرضية، منها أمراض الدم المزمنة والوراثية، ولدينا في بغداد مركزان لأمراض الدم الوراثية هما مركز مستشفى الكرامة ومركز مستشفى ابن البلدي، ويتم تجهيز هذين المركزين من دون مقابل، إضافة إلى مراكز أمراض الدم الأخرى وهي أمراض اللوكيميا التي تتعلق بتليف النخاع أو بفشله، ولدينا أربعة مراكز في بغداد لتقديم الدم لهذه الأمراض، والأمراض الوراثية مقسمة إلى اثنين في الرصافة ومثلهما  في الكرخ، وتقسم هذه المراكز لتكون اثنين للبالغين ومركزين للأطفال وتمنح هذه الفئات الدم ومشتقاته دون  مقابل، كما نزود هذه الفئات بالدم من دون مقابل وهم مرضى الأمراض السرطانية وعجز الكلية أو غسلها، فضلًا عن تعرض المواطنين إلى ظروف إنسانية، منها حاجة النازحين المرضى منهم كذلك جرحى التفجيرات والأعمال الإرهابية الأخرى».

التبرع بالدم

وتؤكد الدكتورة محمد: «بالمقابل نجد أن هناك تفاعلًا كبيرًا من قبل المواطن الذي لا يبخل بدمه في سبيل إنقاذ أبناء شعبه ولدينا مواسم يكثر فيها تبرع الدم، منها المناسبات الدينية ففي شهر محرم المنصرم وصلت قناني الدم الى 70 بالمئة إثر تبرع طوعي وبدون مقابل مما جعلنا نعطي الدم إلى مستشفيات فتحت حديثًا، منها مستشفى ماجد في صلاح الدين ومستشفى الحشد الشعبي ومستشفيات أخرى في الخطوط الأمامية للأعمال الحربية، كل هذه المستشفيات كان المصرف مسؤولًا عن تلبية حاجتها من الدم، ومع ذلك من واجبنا أن يكون لنا خزين من الدم، لذا نحاول حسب خبرتنا أن يكون الخزين وفق حد معين، مؤكدة أن صالة المصرف مفتوحة أمام المتبرعين ولدينا التبرع الآلي وهو فصل الأقراص، نرسل فرقاً جوالة تذهب إلى جمع التبرعات من المواطنين، وأن هناك مراكز تبرع في بغداد؛ الأول في مستشفى الكاظمية المقدسة والآخر في مستشفى اليرموك ومركز في مدينة الصدر، والحاجة ماسة إلى هذه المراكز كون بغداد مدينة كبيرة إلا أن المركز الرئيس للتبرع والذي يشهد زخماً كبيرًا هو المركز الوطني لمصرف الدم الذي يزود كل المؤسسات المحتاجة للدم، أما خارج بغداد فلدينا مركز واحد في كربلاء المقدسة، ويتعاون مع الوحدات العسكرية بتجهيز مستشفياتهم بقناني الدم، وكذلك في حالات الطوارئ التي تحدث في المحافظات الساخنة».

تقسيم الدم

وتبين الدكتورة محمد: «أن أكياس الدم بعد التبرع بها تقسم إلى أجزاء، فليس هناك شيء اسمه الدم الكامل بل هناك أجزاء منه، فالدم الكامل بعد مرور 24 ساعة على أخذه من المتبرع تصبح أقراصه بدون فائدة، فخلال أوقات معينة وهي عادة تكون من 6-8 ساعات نقوم بفصل أجزاء الدم وهي (الأقراص والبلازما والكريات)، وأكدت أن العراق لا يستورد الدم من الخارج وأنه الآن خاليًا من الأمراض التي تنتقل عن طريق الدم بل أن وضعه أفضل من دول الجوار، ولأسباب عديدة منها التربية الدينية التي نشأت عليها الأجيال كما أن الأعراف والتقاليد تمنع تواجد الأمراض».

وتواصل: «أن المصرف يحرص على أن يكون المتبرع خاليًا من الأمراض المعدية أو الانتقالية للحفاظ على سلامة العاملين في المصرف وسلامة الدم نفسه ولهذا يجب أن تكون قنينة الدم آمنة، لذا لدينا ضوابط بالنسبة للمتبرعين وللعاملين في صالات التبرع وأهم الأمراض التي تنتقل عن طريق الدم هي التهاب الكبد الفايروسي والايدز وبعض الأمراض الجنسية، ونتمنى من المتبرعين أن يعطونا معلومات صحيحة ودقيقة عن وضعهم الصحي، وننتظر أن ينتهي العمل بالرقم الوطني للبطاقة لكي تختصر لنا الكثير من المعلومات وخاصة الأسماء المتكررة».

شعبة المختبر

ندخل الشعبة ونلتقي رئيس مساعد مختبر حامد عبد الله مسؤول قسم الخزن والتوزيع وهو أحد الشعب الإنتاجية لتجهيز الدم ومشتقاته  الذي أكد : «أن التجهيز يجري لكل المرضى ولجبهات القتال وأن الخزين لدينا يتجاوز الـ(3) آلاف قنينة في أسوأ الظروف، والمصرف يعمل وفق نظام الطوارئ وعلى مدى 24 ساعة، ولدينا معايير علمية لحفظ الدم ومشتقاته، ولدينا نوعان من التبرع؛ الأول عوضي والثاني طوعي. وأن أنواع الدم هي سالبة وموجبة وأن نسبة السالبة عالميًا هي 2 إلى 3 بالمئة».

اما مساعد المختبر حميد كاظم والذي كان يقوم بتصنيف القناني فأشار إلى: «أن عدد المتبرعين في الوجبة الصباحية يزيد على الـ200 متبرع من كلا الجنسين وأن التبرع يجري في كل المواسم وأن نسبة النساء أقل من الرجال وهناك غرف خاصة لهن».

بينما أوضح رئيس الممرضين الأقدم مسؤول صالة سحب الدم «أن خدمة المواطن تشعرهم بالراحة وأن عدد المتبرعين في المساء يقل إلى 180 متبرعًا ولدينا فرق جوالة تذهب إلى الجامعات والمساجد والدوائر وأن أوقات سحب قناني الدم تتم صباحًا وخاصة للمستشفيات ولدينا متبرعون وصل عدد تبرعاتهم إلى 120 مرة ولا يزالون مستمرين بالتبرع، وننظم للمتبرع دفترًا خاصًا وهوية خاصة به ويفضل على الآخرين في حالة حاجته إلى الدم، إذ يعطى مثل هذا الشخص الدم مجانًا أي بدون تبرع ويختتم حديثه بأنه قد شارك بعدد من الدورات واستفاد منها».

خطوات التبرع

وتوضح الدكتورة زمن حسن المتخصصة  بـ« اختيار المتبرعين»: «يتم انتقاء الأصحاء حسب ضوابط وشروط وضمنهم المتبرعون المرفوضون والمتبرعون المؤقتون والمرفوضون الدائميون وهم أصحاب الأمراض المزمنة والأمراض القلبية وأمراض السكري الذين يتعاطون الأنسولين، أما المؤقتون فهم الذين تبرعوا قبل شهر أو شهرين وهذا لا يجوز حيث الفترة المحددة هي ثلاثة أشهر كما أن الذي أجرى (الحجامة) لا يجوز له التبرع إلا بعد 6 أشهر وكذلك الحال مع الوشم لأنه يدخل فايروسات إلى الجسم».

وعن خطوات التبرع بالدم تقول:» الخطوة الأولى يجيب المتطوع على مجموعة الأسئلة التي تتعلق بالتاريخ الطبي السابق ويتم إجراء فحص كامل لكل متبرع ويتم خلالها قياس نسبة الهيموغلوبين، أما الخطوة الثانية فتجري خلالها فحوصات السلامة ومأمونية الدم على جميع وحدات الدم المسحوبة، فضلًا عن فحوصات الفصائل الدموية، وتضيف حسن لا توجد أي خطورة على المتبرع بالدم لأن الأدوات التي تستخدم في عملية سحب الدم جديدة ومعقمة وتستعمل لمرة واحدة ويمكن للشخص الواحد التبرع بالدم أكثر من مئة مرة في حياته ويمكن للسيدات التبرع بالدم ولكن يفضل أن لا يتم ذلك خلال فترة الحمل أو فترة الرضاعة ويمكن للذكور التبرع كل ثلاثة أشهر وللنساء كل أربعة أشهر ولا تستغرق عملية التبرع أكثر من عشر  دقائق، أما عن الأعمار وأوزان المتبرع فهي أن لا يقل وزن المتبرع عن 50 كغم وأن يتراوح عمرة بين 16-60 سنة إلا أن الفترة الأفضل للتبرع هي من 18 سنة إلى 35 سنة موضحة: أن الكريات الحمراء يمكن حفظها لمدة 35 يومًا بدرجة حرارة 4 درجات مئوية، أما البلازما المتجمدة فيمكن حفظها لمدة سنة بدرجة حرارة 40 تحت الصفر، والصفائح الدموية تحفظ لمدة 5 أيام في درجة حرارة 33 درجة مئوية، وكمية التبرع في كل مرة بين 400 إلى 450 مل من الدم ويتم تعويض سائل الدم خلال 12 إلى 72 ساعة، أما فصائل الدم فهي: (B,O,A,AB)«.

فصل المكونات

وتلفت الصيدلانية مها محسن حسين: «إلى أن عملية فصل مكونات الدم تجري في المختبرات المختصة حيث يتم فصل الدم إلى ثلاث مشتقات وهي (بلازما، صفائح دموية، كريات الدم الحمراء) وللحصول على وحدة علاجية من الصفائح الدموية التي يمكن نقلها للمريض الواحد يجب جمعها من أربعة الى ستة متبرعين كما أن عملية نقل الصفائح إلى المريض عن طريق التبرع وتجري في أجهزة فصل مكونات الدم الآلية وهي الأكثر فاعلية، وذلك لان المتبرع الواحد يمكن أن يتبرع بعدد من الوحدات العلاجية من الصفائح الدموية تكفي الاحتياجات الكاملة للمريض».

وتشير حسين إلى أن »المتبرعين عن طريق استخدام أجهزة فصل الدم الآلية هم متبرعون متميزون لأن تبرعهم يغطي الاحتياجات المختلفة للمريض عن طريق امدادهم بمشتقات الدم عند الحاجة لذلك».

(الصباح)

س م

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*