كولومبيا: كيف تحول مقاتلون في تنظيمات مسلحة لرجال أعمال

الحكمة – متابعة: تقول مقاتلة حرب العصابات السابقة جلاديس جيرالدو إنها أدركت أخيراً أن العنف ليس هو الحل.
عملت السيدة جيرالدو التي تبلغ من العمر 38 عاماً الآن 12 عاماً مع مجموعة مسلحة تعرف باسم القوات الثورية الكولمبية (فارك)، وهي جماعة ثورية يسارية مسلحة. وتتذكر السيدة جيرالدو، التي تركت تلك المنظمة المسلحة قبل عشر سنوات، بأسف أهوال المعارك التي خاضتها.
وتقول إنها انضمت إلى منظمة فارك، والتي تدرجها كل من الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي على قائمة المنظمات الإرهابية، منذ سن المراهقة بسبب قلة الفرص المتاحة، لكن في نهاية الأمر قررت أن ما فعلته كان أمرا خاطئا.
وتقول: “ضميرك ينمو وتدرك أنها ليست الطريقة المثلى، وعندما تغادر تندم على كل شيء”.
كانت المشكلة بالنسبة للسيدة جيرالدو تتمثل في أنها بعد مغادرتها تنظيم فارك المسلح، كان من الصعب أن تجد أحداً يقبل توظيفها. وتقول في هذا السياق: “معظم الناس لا يرغبون في أن يعمل لديهم الأعضاء السابقون في فارك بسبب ماضيهم”.
ويرجع الفضل بالنسبة للسيدة جيرالدو إلى هيئة حكومية تدعى الهيئة الكولمبية لإعادة الإندماج (إيه سي آر) التي تكفلت بدفع تكاليف تعليمها الحياكة، مما مكنها من افتتاح مشروعها الخاص.
ومع أن العمل في حياكة القمصان والبنطلونات لمحلات الأزياء في مدينة ميديلين، ثالث أكبر مدينة كولومبية، ليس من شأنه أن يجعلها ثرية، لكنها هي صاحبة العمل، وليست مضطرة لإخفاء ماضيها عن العاملات لديها وعددهن سبعة من أقاربها.
وتقوم مؤسسة “إيه سي آر” التي تأسست عام 2003 وتمكنت من مساعدة حوالي 60 ألفا من مقاتلي منظمة فارك السابقين، وأعضاء سابقين في منظمات يمينية شبه عسكرية، على البحث عن وظائف أو تأسيس شركات خاصة لهؤلاء المقاتلين.
ويأتي استمرار تلك المؤسسة في عملها في وقت يلتقي فيه ممثلون عن فارك، والتي مازالت تضم حوالي 10,000 عضواً من الرجال والنساء، وعن الحكومة الكولمبية في كوبا للتوصل إلى اتفاق سلام ينهي أكثر من 50 عاماً من القتال.
فإذا تم التوصل إلى اتفاق، سيكون لهيئة “إيه سي آر” الدور المركزي في إعادة دمج ما تبقى من أعضاء فارك في المجتمع.
