باحثون: الإنسان الأول في أمريكا الجنوبية كان “نوعا عدوانيا”
337
شارك
الحكمة – واشنطن (رويترز): عندما وطأت أقدام الإنسان الأول أمريكا الجنوبية للمرة الأولى في نهاية العصر الجليدي وجد قارة خصبة عجيبة تقطنها صنوف مختلفة من الكائنات الغريبة مثل حيوان الكسلان العملاق وحيوان الأرماديلو الذي يماثل في حجمه العربة.
لكن هذا الإنسان الأول الذي كان يجمع بين صفات الصيد وجمع الثمار تطور ليصبح “نوعا عدوانيا” ثم تضخمت أعداده قبل أن تضمحل بعد أن استنفد الموارد الطبيعية عن آخرها.
ولم تتضخم أعداد هذا الإنسان الأول بصورة كبيرة إلا بعد فترات طويلة عقب الانتهاء من إقامة مستوطنات مستقرة وزرع المحاصيل وتربية الحيوانات بعد استئناسها.
هذه هي نتائج البحوث التي نشرت يوم الأربعاء بدورية (نيتشر) والتي تطرح أشمل نظرة حتى الآن على استيطان البشر في أمريكا الجنوبية وهي آخر قارة استعمرها الإنسان.
وحدد الباحثون مرحلتين متميزتين لسكنى البشر في القارة: الأولى منذ نحو 14 ألفا إلى 5500 عام وكان عدد البشر آنذاك 300 ألف وجاءت المرحلة الثانية منذ نحو 5500 سنة إلى ألفي عام وبلغ عدد البشر وقتئذ نحو مليون نسمة.
وقالت اليزابيث هادلي أستاذة علوم الأحياء بجامعة ستانفورد “الإنسان مثله مثل أي أنواع عدوانية أخرى. فإذا استنفدنا مواردنا كلية سنضمحل. إنه أمر بديهي لكن دراستنا تبين أنه حتى على مساحة جغرافية واسعة مثل القارات فإن بوسع البشر أن يستهلكوا كما هائلا وبسرعة بالغة”.
وأعاد الباحثون تصورهم لتاريخ نمو العشائر البشرية في أمريكا الجنوبية بالاستعانة ببيانات مستقاة من 1147 موقعا أثريا باستخدام الكربون المشع لتحديد العمر.
وظهر الجنس البشري لأول مرة في أفريقيا منذ نحو 200 ألف عام ثم واصل انتشاره إلى قارتي أوروبا وآسيا قبل أن يعبر إلى الأمريكتين في نهاية المطاف منذ نحو 15 ألفا إلى 20 ألف عام مستخدما جسرا بريا كان يربط بين سيبيريا وألاسكا.
وتزامنت المرحلة الأولى للاستيطان البشري مع انقراض الكثير من الحيوانات الضخمة منها أبناء عمومة الفيلة والنمور ذات الأسنان السيفية الشكل وحيوان الكسلان البري الضخم وحيوان الأرماديلو والطيور الضخمة العاجزة على الطيران.
وقالت آمي جولدبرج عالمة السلالات البشرية بجامعة ستانفورد إنه خلال تلك الفترة مرت العشائر البشرية “بدورات من الازدهار والاضمحلال” بعد أن أتى البشر على الموارد النباتية والحيوانية في بيئاتهم.
وبدأت بعض السلالات البشرية -لا سيما في بعض المناطق المعينة من جبال الأنديز- في استئناس الحيوانات وزراعة المحاصيل بما في ذلك نبات القرع والفلفل لكن معظم البشر كانوا من العشائر الرحل.
وقالت جولدبرج إنه منذ نحو خمسة آلاف عام استوطن البشر في مجتمعات مستقرة ثم بدأت أعدادهم تتضاعف بصورة لوغاريتمية عندما وصل عدد الناس بالقارة إلى ثلاثة أمثال تقريبا.
وقالت “وجدنا أن المستوطنات الكبيرة -وليس مجرد الموارد الغذائية المستقرة- هي التي أتاحت للبشر أن يقهروا بيئتهم وأن يتكاثروا بلا حدود”.
ومضت تقول “عاش معظمهم فيما هو الآن بيرو والإكوادور وشمال تشيلي علاوة على تجمعات محدودة لكنها ذات أثر في باتاجونيا كانت تعيش على الصيد وجمع الثمار”.