(29/جمادى الآخرة 252هـ) وفاة السيد محمد بن الإمام الهادي (عليهما السلام)
426
شارك
وفاة السيد محمد ابن الإمام الهادي (عليهما السلام)(1)
اسمه وكنيته ونسبه (رضي الله عنه)
السيّد أبو جعفر، محمّد ابن الإمام الهادي (عليه السلام)، المعروف بالسيّد محمّد البعّاج، وبالسيّد محمّد سبع الدجيل.
ولقّب بسبع الدجيل؛ لأنّ العرب الذين يسكنون في الدجيل كانوا يلتجئون إليه في الليل؛ لأنّ قطّاع الطرق لا يجسرون عليه.
ويذكر أنّ نسب السادات آل البعّاج في العراق ومنطقة خوزستان، يصل إلى السيّد علي والسيّد أحمد أولاد السيّد محمّد البعّاج.
مكانته (رضي الله عنه)
كان السيّد محمّد جليل القدر، عظيم المنزلة، عالماً عابداً، وكانت جلالته وعظم شأنه أكثر من أن يذكر.
وكان أكبر ولد الإمام الهادي (عليه السلام)، لذا كان كثير من الشيعة في زمان أبيه الإمام الهادي (عليه السلام) يظنّون أنّه الإمام بعد أبيه، ولكنّ موته في حياة أبيه أوضح أنّ الإمام من بعده الإمام الحسن العسكري(عليه السلام).
إنّ الإمامة إن عدتك فلم ** تكن تعدوك كلا رفعةً ومقاما
يكفي مقامك أنّه في رتبةٍ ** لولا (البدا) لأخيك كنت إماما
مجيئه (رضي الله عنه) إلى سامراء
تركه الإمام الهادي (عليه السلام) طفلاً في المدينة المنوّرة لمّا استُدعي وأُتي به إلى العراق، ولمّا كبر السيّد محمّد قدم إلى سامراء لرؤية أبيه، ثمّ عزم على الرجوع إلى الحجاز، فلمّا بلغ منطقة بلد ـ على تسعة فراسخ من سامراء من منطقة دجيل بطريق بغداد ـ مرض وتُوفّي.
كراماته (رضي الله عنه)
لقد ظهرت من مرقده الشريف كرامات كثيرة، وأُلّفت لها عدّة كتب، لهذا يقصده الشيعة ومحبّو أهل البيت (عليهم السلام)، وهكذا أهل السنّة للتبرّك والزيارة، فتجد مرقده عامراً بالزوّار، لأنّه باب الحوائج إلى الله تعالى.
من أقوال الشعراء فيه (رضي الله عنه)
1ـ قال السيّد محمّد جمال الدين الكلبايكاني (قدس سره):
مرقدٌ في الدُّجَيل مَن زارَه ** كان لآل النبي فيه مواسي
كم له من مناقبَ قد تجلّتْ ** بسَناها للدهر كالنبراسِ
لم أشفّعْه في أُموريَ إلّا ** وقضاها الإله دون مكاسِ
فاقضِ يا سيّدي حوائجَ عبدٍ ** مُوثَقٍ بالذنوب والإفلاسِ
إن تخب في مُناك زُرْه فتحظى ** عنده بالمُنى عقيب الباسِ
2ـ قال الشيخ أبو حازم الباوي الكاظمي (قدس سره):
لمدحك قد غدا يجري يراعُ ** ومِن علياك تنحطّ التلاعُ
وأضحى ذكرك المعطار يذكو ** على الدنيا وما فيها يُذاعُ
ضريحُك روضة والناس فيها ** ببحر النور يغمرها شعاعُ
فيا سبع الدُّجَيل فداك نـاءٍ ** عن الأوطان إذ عزّت بقاعُ
إلى بلدٍ أتوق فهل تراني ** أرى مولايَ ينفضّ النزاعُ