ماذا تفعل إذا فقدت جميع مدخراتك فجأة؟

335

160419175438_savings_suddenly_disappeared_640x360_thinkstock_nocreditالحكمة – متابعة: عندما تقع بعض الأحداث الطارئة أو تتراجع أسواق المال بشكل مفاجئ، فإن المدخرات التي عملت بكل جهد ممكن لجمعها قد تضيع من بين يديك. فماذا يمكنك أن تفعل إذا فقدت مدخراتك فجأة أو أصبحت مفلسا؟

كانت جميع الأمور المالية الخاصة بجون دولين وزوجته تسير على ما يرام. فقد ادخر الزوجان أموالا جانبية لوقت التقاعد، بالإضافة إلى مبلغ جيد لأوقات الطوارئ. كان ذلك هو الوضع عندما لاحظ الزوجان وجود بقع مياه على جدران المنزل من الخارج، وحول النوافذ.

قال دولين البالغ من العمر 37 عاما، والذي يعيش في بنسلفانيا بالولايات المتحدة: “لقد اكتشفنا أن هذه مشكلة كبيرة حقا”. فبسبب رداءة المواد المستخدمة في بناء المنزل، كانت المياه تنفذ إلى داخل الجدران وتختزن فيها، ما أدى إلى فساد الأخشاب المستخدمة في البناء. وقد بلغت تكلفة إصلاح المنزل 50 ألف دولار أمريكي.

وقال دولين إن الأمر كان صعبا جدا، كما كتب على موقع “موني سمارت غايدز” على الإنترنت. وأضاف: “إن هذه التكلفة تأخذ كثيرا من المال المخصص للطوارئ”.

وبسبب هذا الحادث غير المتوقع، بات على الزوجين أن يقللا من حجم مدخرات التقاعد للأعوام القليلة القادمة من أجل زيادة حجم المال المخصص للطوارئ، والذي يراه دولين “أمرا يبعث على الإحباط”.

إن بعض النفقات غير المتوقعة أو الكبيرة قد تكون واحدة من العديد من الطرق التي يمكن أن تؤدي إلى خسارة المدخرات. فتراجع أسواق المال يمكن أيضا أن يؤدي إلى القضاء على مدخرات جمعت على مدار عدة سنوات.

ويمكنك التعرف على ذلك من خلال الحديث إلى أحد الأشخاص الذين فقدوا أموالهم خلال الأزمة المالية العالمية التي ضربت أسواق المال في عام 2008.

ففي الولايات المتحدة، خسر بعض العمال نحو 24 في المائة في المتوسط من رصيد حساباتهم البنكية التقاعدية في ذلك العام. كما أن أكثر من نصف الآباء الأمريكيين الذين كانت لديهم خطط ادخار جامعية (لأبنائهم) تراجعت مدخراتهم أيضا في ذلك العام.

وفي المملكة المتحدة، أدت الأزمة المالية عام 2008 إلى تراجع في قيمة الثروة العامة بلغ نحو 1,16 مليار دولار، (815 مليار استرليني)، فقد سُجل تراجع بمقدار 31 ألف استرليني في كل بيت في المتوسط. وذلك بسبب انخفاض أسعار المنازل، وتراجع قيمة أموال التقاعد والاستثمارات.

لكن إذا اختفت مدخراتك فجأة، فإن خطواتك التي ستتخذها لاحقا ستكون لها أهمية كبيرة.

وقال مارك لاسبيزا، المخطط المالي لدى مؤسسة “فيرميلوين فاينانشيال أدفيزورز” لتقديم الاستشارات المالية بولاية إلينوي الأمريكية: “الأمر الأساسي هنا هو أنه أصبح لديك موارد أقل مما كنت تتوقع. وبالتالي فإنك تحتاج إلى اتخاذ بعض القرارات”.

ونعرض فيما يلي بعض الاستراتيجيات الخاصة بالتعامل مع أي أزمة مالية كبيرة قد تمر بها.

ماذا ستحتاج: سوف تحتاج بالطبع إلى الصبر، وقوة العزيمة، والقدرة على النظر إلى الصورة الأكبر بكل تفاصيلها.

إن فقدان المال يمكن أن يكون سببا في التوتر والشعور بالخوف، ولكن ينبغي عليك أن تتخذ قرارات حكيمة، وربما مختلفة، بشأن الإنفاق والادخار في الفترة اللاحقة.

كم تحتاج من الوقت: تأتي معظم الخسائر المالية الكبيرة على نحو مفاجئ، لكن هناك بعض الأشياء التي يمكنك القيام بها لتمتص تلك الصدمة.

إن وجود صندوق لمدخرات الطوارئ تحتفظ فيه بنفقاتك المعيشية لفترة تتراوح ما بين ثلاثة إلى ستة أشهر يمكن أن يقدم لك مساحة لالتقاط الأنفاس حتى تتمكن من التفكير في الخيارات المتاحة أمامك.

وإذا كانت حقيبتك الاستثمارية قد تراجعت بشكل حاد، فمن الضروري أن تأخذ بعض الوقت للتفكير في خياراتك المختلفة بدلا من اللجوء إلى إنفاق المال كرد فعل مباشر.

استشر خبيرا ماليا: يمكن لطرف آخر موضوعي أن يقدم لك بعض الجوانب الفنية بشأن مدى تأثير تلك الخسارة المالية على وضعك المالي بشكل عام. فربما تكون هناك موارد لم تأخذها في الحسبان، أو أن إدخال بعض التعديلات البسيطة على خطتك يمكن أن يضعك على المسار الصحيح.

ما يمكن أن تقوم به في وقت لاحق: عليك أن تسعى إلى تقليل الخسائر بشكل مناسب. عندما تقترب من حدث كبير ومهم في حياتك، مثل دخول الجامعة (للأبناء)، أو التقاعد، عليك أن تفكر في وضع مزيد من المال في استثمارات ذات مخاطر أقل.

وبهذه الطريقة، لن تكون عرضة لتقلبات السوق قبل وقت قصير من احتياجك للمال.

عالج الأمر بحكمة: قالت شانون سيمونز، الخبيرة المالية بشركة “سيمونز فاينانشيال بلاننغ” بمدينة تورنتو: “في الحقيقة، الخطأ الأكبر (في مثل هذه المواقف) هو الاستسلام. فالصدمة المالية يمكن أن تكون مدمرة، ولها أثر قوي على الدافع النفسي”.

وأضافت: “والعديد من الأشخاص الذين يتعرضون لخسائر مالية كبيرة قد يصلون إلى مرحلة اليأس، وهي المرحلة التي يتوقفون فيها عن المحاولة.” ويمكن لذلك الوضع أن يؤدي أيضا إلى ارتفاع في الديون الاستهلاكية، ووقف الادخارات، أو التخوف غير الصحي من تقلبات السوق، وكلها أمور لن تساعد في شيء.

وأضافت سيمونز: “الشيء الأكثر أهمية هو الاستمرار في المحاولة. ضع خطة تتسم بالواقعية، ولا تجعل نفسك عرضة للفشل من خلال وضع أهداف ضخمة وغير واقعية بالمرة. وأعد البناء شيئا فشيئا، ولا تفقد الأمل”.

(بي بي سي)

س ف

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*