المرجع الحكيم يستقبل وفدًا من عشيرتي الكرامشة والحلاف ويثمن تصالحهما ويدعو للالتزام بالموازين الشرعية والدفاع عن العقيدة
359
شارك
النجف الأشرف – الحكمة: استقبل سماحة المرجع الديني الكبير السيد محمد سعيد الحكيم (مدّ ظله)، الجمعة 14 من رجب الأصب 1437 هـ، وفدا مشتركا من عشيرتي الكرامشة والحلاف في محافظة البصرة بعد حالة الرضا والتصالح التي حلت بينهما بتدخل المرجعية الرشيدة لحل النزاع بينهما الذي طال لأكثر من 12 عامًا وراح ضحيته العديد من أبناء العشيرتين، وثمن سماحته هذا الصلح بعد النزاع الذي لا يخدم سوى أعداء العقيدة، مشددا سماحة السيد الحكيم على العشائر الكريمة بالالتزام بالموازين الشرعية والدفاع عنها بعيدًا عن الجاهلية التي جاء الرسول (صلى الله عليه وآله) لتخليص البشرية منها.
وأوضح سماحته (مدّ ظله) لأعزائه من العشيرتين أن يعرفوا ما تعرض له الشيعة عبر القرون الماضية من ظلم واضطهاد وتشريد وتنكيل لاسيما العصر الحديث وفي العقود الثلاثة الأخيرة التي سبقت سقوط النظام السابق، فالمقابر الجماعية وطوامير السجون شاهد حي على حرب الإبادة التي تعرض لها الشيعة لثنيهم عن التزامهم بعقيدتهم، إلا أن تلك المحاولات كانت سببًا لكي نكون أمة محترمة في العالم من خلال التزامنا بالعقيدة والدفاع عنها.
وبخصوص النزاعات العشائرية وحرمة دم المؤمن، ذَكّر سماحته بوصية الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) لعامله على مصر مالك الأشتر بحقن الدماء وبقوله له إن الله يحكم بنفسه فيها ويتولاها لأهميتها عنده (سبحانه وتعالى)، وإذا شق عليه ذلك سيقيم الحد عليه من قبل الإمام علي بنفسه لمعرفته (سلام الله عليه) أهمية وحرمة الدم عند الله تعالى، فالشيعة عندهم عقيدة ارتباط بأهل البيت وسيرتهم، فلا يذبح أحدنا الآخر على مسائل خلافية جاهلية في جذورها جاء الرسول من أجل وأدها من المجتمع، فعليكم الاستماع إلى كلام وسيرة المعصومين والذين طلبوا منا أن نكون عونا لهم ، فهم يغتبطون حين يرون شيعتهم يسيرون على منهجهم متحابين ومتكاتفين فيما بينهم ، فعليكم ترك العصبية القبلية فقد قال الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم): “دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ”، ونحن لا نملك لكم سوى تذكيركم باهل البيت وتبليغكم بالحفاظ على وحدتكم، فالعقيدة لا يوجد لديها سواكم للدفاع عنها.
من جهتهم شكر شيوخ ووجهاء العشيرتين سماحة المرجع الكبير لحرصه الشديد على تصالحهم وإرسال نجله سماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد عزّ الدين الحكيم (دام عزه) من أجل عقد الصلح والتراضي بينهم وأن تعود البسمة والفرحة لأهالي البصرة والعشيرتين على حد سواء.