صحبفة الوطن المصرية تكتب: بساتين «البوعيثة»: جحيم أخضر أمام «داعش»
469
شارك
الحكمة – متابعة: زار الصحفي المصري أحمد العميد العراق وتجول في مدنه وتنقل في قواطع العمليات ضد داعش وبعد عودته اكد أن لا حرب طائفية في العراق وإنما حرب بين العراقيين والإرهاب، وأدناه تنقل الحكمة تجربة الصحفي المصري كما نشره موقع الوطن:
(Blitzkrieg) أو الحرب الخاطفة، كانت تلك الاستراتيجية العسكرية التي اجتاحت العراق بسرعة لإخضاع مساحات شاسعة من شمال العراق تحت يد تنظيم «داعش» قبل عامين، كان الخطر يقترب بسرعة نحو العاصمة بغداد بينما كان الجيش لا يزال يعانى محنته الخاصة.. عسكرياً كان يمكن متابعة الزحف بسرعة وإسقاط بغداد لكن تباطأت العملية لأسباب غير معلومة إلى أن تمكن العراق من حشد طاقة كل الأمة ومصادرها حتى النهاية. اقتربوا نحو بغداد والتفوا لدخولها من الجنوب لكن كانت تنتظرهم مفاجأة غير سارة مع الوحش الذى كان لا يزال متربصاً في البساتين الخضراء بحزام العاصمة المشجر، كانت أولى المهام التي تولتها سرايا «عاشوراء» التابعة للحشد الشعبي الذى تأسس بفتوى الجهاد الكفائي التي أطلقتها المرجعية الدينية الشيعية بعد اجتياح «داعش» الموصل فى 2014، ثم انضم لهم الكثير من السنة حتى بلغ تعدادهم 50 ألف مقاتل سنى بالحشد بحسب الشيخ مهدى الصميدعى، مفتى أهل السنة والجماعة فى العراق، وأيضاً عدد من المسيحيين بهدف إنقاذ البلاد من السقوط وتعمل تحت قيادة وزارة الدفاع العراقية، دارت الحرب فى حزام بغداد الملىء بالبساتين لكن نصبت القوات الشعبية الجديدة حصونها على التلال المواجهة لتلك المنطقة الخضراء واتخذت مواقعها وجلسوا لتتبع الإرهابيين، لكن الأمر تحول إلى جحيم بالتسلل ليلاً وزرع أكثر المفخخات قسوة، وأبرعها تخفياً. على الجبهة الأخرى يجلس قناصو «داعش» ومقاتلوهم المسلحون ينتظرون الفرصة للانقضاض وتدمير الحصون الدفاعية ليضعوا أقدامهم على الطريق الذى يذهب مباشرة إلى العاصمة بغداد.. وسمت هذه الحرب فى المنطقة الخضراء بالجلوس أسفل الأشجار وخلف النخل متأهبين للهجوم المحتمل، «الوطن» زارت هذه الحرب الجالسة فى الجحيم الأخضر الذى يبعد فقط عن بغداد بـ35 كيلومتراً.
من بغداد كان الوصول إلى المواقع الأكثر خطورة ليس بعيداً، فحزام بغداد المشجر بكثافة لم يبعد عن العاصمة، حدود العاصمة العراقية، سوى بضعة كيلومترات، اضطررت إلى الدخول من الطريق العسكرى، الذى يبدأ بمعسكر ومركز عمليات سرايا عاشوراء، كنت قد حصلت على التصريحات اللازمة من الفرق المرابطة على الطريق، وجميعها تابعة لسرايا عاشوراء، للوصول إلى البوعيثة، حيث الجحيم الأخضر، الذى يمثل حواضن جيدة للدواعش، كان دخولى من الطريق العسكرى أكثر أماناً حيث يندس الدواعش بين الأهالى فى هذه البقعة الخضراء، كما أتيحت لى الفرصة للمطالبة بالمعدات العسكرية اللازمة للوصول إلى العمق ومنطقة التماس مع «داعش» فى أكثر المواقع أهمية بالنسبة إلى بغداد والتى تمكنت من الوصول إليها متحصناً داخل المدرعة الأمريكية «هامفى».
داخل مدرعة فى وزن فيل بالغ محصنة ضد الرصاص وشظايا القذائف والقنابل، تمكنا من اختراق الطريق الموازى لنهر دجلة والذى يأخذك إلى البوعيثة عبر انحناءات غير كبيرة، لم أتمكن من سماع أى أصوات فى الخارج ولم تكن لى الفرصة أن أفتح شبراً من زجاج المدرعة المضاد للرصاص، فكان صوت محرك هذه الآلية الثقيلة يطغى على أى أصوات أخرى، لكن الخارج يصف نفسه بأشجار ونخيل وبنايات صغيرة تطل على الطريق الذى يصل عرضه إلى نحو 4 أمتار فقط، لكن فى الأمام والخلف كانت تحرسنا 3 سيارات عسكرية تحمل قرابة 15 جندياً مسلحاً مع برج فوق كل مدرعة مع أعلام السرايا التابعين لها، وهى سرايا «عاشوراء»، وكانت وجهتنا إلى مقر الفوج الثالث للواء الثامن «سرايا عاشوراء»، حيث كان ينتظرنا المقدم غانم البيضانى، آمر الفوج، داخل فيلا تطل على نهر دجلة مباشرة فى ساحة خضراء مبهرة، كانت هذه إحدى الفيلات التابعة لجهاز الاستخبارات العراقى فى عهد الرئيس الأسبق صدام حسين، وكانت مخصصة لسهرات كبار الضباط التى كانت تعج بالخمور والنساء، بحسب الجنود وأحد المرافقين التابعين لمقر مركز سرايا عاشوراء.
التقيت بآمر الفوج «البيضانى»، هذا الرجل كان أحد ضباط فيلق بدر الذى سافر إلى إيران خلال فترة حكم «صدام» وعاد بعد سقوط العراق على يد الأمريكيين، ثم ظهور «داعش» منحه الفرصة للمشاركة فى الحشد الشعبى للدفاع عن العراق، منذ لحظة لقائى به رحب بى بسخاء وأبدى إعجابه وانبهاره بمصر وشعبها حيث استهلك وقتاً كثيراً من لقائنا ورحلتنا فى الحديث عن مصر وشعبها وقوة جيشها، بادلته الشعور بالإعجاب وطلبت منه معرفة ما يجرى فى هذه الغابات المخيفة على طول الطريق حتى مقر تمركزه، ليؤكد لى الأهمية الاستراتيجية لهذه البقعة التى تدافع عن بغداد وتمنع شن هجمات «داعش» عليها أو إسقاطها، مشيراً إلى أن منطقة «البوعيثة» هى أكثر المواقع أهمية فى حزام بغداد، حيث إنها منطقة بساتين كثيفة يوجد فيها الإرهابيون بكثرة يختبئون خلف الأشجار والزراعات ويشنون هجمات بين الحين والآخر من خلال المفخخات التى يزرعونها بعيداً عن الحرب المباشرة والاشتباك المسلح ونقاط التمركز، موضحاً أن الأشجار والنخل جعلت الحرب هنا مقتصرة على الجلوس فى المواقع المختلفة والقنص حينما تسنح الفرصة، لافتاً إلى أنه يحيط بـ«البوعيثة» من الجنوب منطقة السيافية وعرب جبور، ومن الجهة الشرقية منطقة الباوى، وأنها حواضن مناسبة للإرهاب، حيث توجد مسافات شاسعة وغير مسيطر عليها.
متابعاً: «السيطرة على هذه المساحات الشاسعة من الأشجار والبساتين تتطلب قوة عسكرية كبيرة ذات تجهيزات عالية، للتوغل فى البساتين وتطهيرها دون القصف العشوائى والمدفعى الذى يضر بالأهالى»، مشيراً إلى أن القوات التى لديه ليست كافية من حيث العدد ولكنها مجهزة إلى حد جيد بما يمكنها من التغلب على الصعوبات التى تواجههم لردع أى محاولات اختراق والعبور إلى بغداد، قائلاً: «نخن مستعدون لهؤلاء القتلة ولدينا مواقف مشرفة فى صدهم وطالما ندافع عن الإسلام دون تفرقة بين سنى أو شيعى وطالما ندافع عن الإنسانية والحضارة سينصرنا الله»، مضيفاً أن قواته موجودة منذ عام ونصف العام، وبالرغم من ذلك لا يوجد خرق خلال هذه المدة.
ويضيف آمر الفوج الثالث أن منطقة «البوعيثة» أغلبها من السنة ويوجد بها 20% فقط من الشيعة، بعضهم هرب منها بسبب تسلل الدواعش، وأن قوات «داعش» ترسل رجالها فى الليل لتتسلل إلى الطرق العسكرية وزرع المفخخات واستهداف القوات، إلا أن الأهالى يمتنعون عن إخبار القوات بمواقع المفخخات خشية من عنف «داعش» ضدهم والتنكيل بهم، مؤكداً أن الحرب هنا أصبحت تسير على هذا النحو من الجلوس للقنص أو زرع المفخخات، متابعاً: «فلو حد من الأهالى أخبرنا بمكان المفخخة، (داعش) تقتله هو وأهله، فبنسامح الأهالى إنهم يسيبونا للمفخخات، وها دى حربهم، صدقنى هم ليسوا شجعان ولا يمتلكون شيئاً، صدقنى»، مشيراً إلى أنه وقعت حادثة قبل أيام قليلة من لقائنا استشهد فيها جنديان وأصيب آخرون إثر مرورهم على عبوة مفخخة، وكان قبل الحادث مباشرة هناك جرار زراعى مر وحينما وصل إلى العبوة استدار وانحنى إلى طريق ثانٍ، ما يعنى أنه كان يعلم بوجودها ولم يخبر القوات.
وحول مستوى المعاملة بين قوات الحشد الشعبى وأهالى المنطقة من السنة والشيعة، أكد «البيضانى» أن المعاملة حسنة وهم يحبون القوات ويحبون بعضهم، لكن خوفهم من بطش «داعش» يجعلهم يتسترون على جرائمهم، مشيراً إلى أن «داعش» تشوه الإسلام سواء سنة أو شيعة، وأن دعوة «السيستانى» طالبت الشيعة بأن يعتبروا السنة أنفسهم وليسوا إخوانهم، وأن الحرب التى تدور هى حرب بين تنظيم إرهابى وبين دولة وشعبها.
ولّد لدى الشعور بالقلق من تقاعس الأهالى عن مساعدة الجيش وترك المفخخات تستهدفهم، حيث اضطررت أن أرافق تلك القوة العسكرية وركوب الآليات التى تتعرض للاستهداف وكانت مرافقتهم الحل الوحيد أمامى، فلا يمكن دخول هذه المنطقة والتجول بها، فكان بالتأكيد سيتم رصد أجنبى داخل المنطقة وسيتم تصفيتى فى الحال، بتهمة أننى عنصر استخباراتى تابع للجيش، شعرت بأهمية خبير المفرقعات لذا التمست من آمر الفوج والقائد أن أتحدث مع خبير المفرقعات فى المنطقة التى تعانى من المفخخات فى كل بضعة أمتار تخطوها الآليات.
بوجه أبيض ممتلئ وجسم قوى، حضر النقيب سالم محمد محمود، خبير المفرقعات بالفوج الثالث، حاملاً مع أحد الجنود قطعة من الحديد المحشوة بنترات الأمونيوم، وهى إحدى العبوات التى قام بتفكيكها من قبل، بينما يحمل جندى آخر أسلاكاً صفراء ومسطرة خشبية طويلة بها كبسولات معدنية، جلس على الأرض ليروى لى كيف كانت مزروعة وكيف تم تفكيكها، سارعت إلى الجلوس بجانبه لمتابعة الأمر، ليقول: «ها دى الحرب تخصنا نحن لأن العدو جبان بيزرع ويجرى، وأنا مهمتى أنظف المنطقة من تفخيخاتهم»، ويضع يده على قطعة العبوة الناسفة التى أمامه، ويتابع: «ها دى نوع من العبوات تسمى مطبة، وتكون بداخلها مادة نترات الأمونيوم أو التى إن تى أو السى فور وبيكون معها فتيل كورتكس وهو فتيل انفجارى من مادة البى تام»، مشيراً إلى أن كل هذه المواد تحتاج إلى صواعق كهربائية وبطارية 9 فولت ومفاتيح، موضحاً أن المفاتيح لها أنواع وهى التى تحدد كيفية التفجير، وأشهرها التى تسمى «مسطرة» وهى قطعة كبيرة من الخشب أو المعدن توجد عليها حلقات بلاستيكية وخطوط كهربائية، وعند المرور والضغط على المسطرة يعمل الفتاح ويصل الكهرباء بالعبوة فتنفجر.
ويضيف «سالم» أن النوع الثانى من المفاتيح هو السبحة وهى مادة معدنية عند الضغط عليها تنفجر العبوة وتستخدم فى المنازل واستهداف السيارات العسكرية، ويتم الكشف عنها عن طريق الممرات والجسور والبيوت، حيث تزرع فى هذه المناطق، مشيراً إلى أنه لا يستخدم أجهزة أو معدات فى عمله سوى القاطع (مشرط)، وأنه يعتمد على الخبرة العسكرية التراكمية فى الكشف عن مواقع هذه المتفجرات من خلال النظر إلى الأرض والبحث عن أى شىء يدل على وجود مفخخات، لافتاً إلى أنه يقوم بعمل بحث دورى ويومى وساعاتى أحياناً على طرق المنطقة لحماية العسكريين والمدنيين، ليتابع: «تعطيل العبوة يكون عن طريق قطع مصدر الكهرباء إما عن طريق إزالة البطارية أو الصاعق والأفضل أن أزيل البطارية مباشرة لأنها المصدر الذى تخرج منه الكهرباء».
وبسؤاله عن العبوات التى اضطر إلى ضربها عن بعد وتفجيرها بسبب صعوبات تفكيكها، قال: «هناك عبوات ناسفة من طريق السيستم ساوند وهى عبوات صوتية حينما تسمع صوتاً تنفجر، وعبوات تعمل بنظام الصورة مثل بوابات الفنادق الفاخرة بها عدسات حينما ترى جسماً يقترب تقوم بفتح الباب، وهو نفس المبدأ المستخدم فى زرع عدسات إذا رأت جسماً يقترب تنفجر»، مشيراً إلى أنه يعرفها لأنها تكون إما مايكات صوت أو عدسات تليفزيونية أو مراقبة، فحينما يراها يقوم بضربها، مشيراً إلى أن أكبر العبوات التى قام بتفكيكها كانت سيارة مفخخة بها تسع عبوات تزن الواحدة 75 كيلوجراماً، وأنه كان يستغل العبوات الناسفة فى صنع قذائف محلية يقوم هو بتصميمها وقادرة على ضرب أهداف تبعد كيلومترين وتزن القذيفة الواحدة نحو 100 كيلوجرام، حيث أخرج لى إحدى القذائف التى صممها وجاهزة للإطلاق، مشيراً إلى أنه صمم 7 قذائف ولا يمكن استخدامها على هذه الجبهة لوجود الأهالى وطبيعة المنطقة، وأنه تم تجهيزها للعمليات فقط.
بعد انتهاء الحديث مع خبير مفرقعات الفوج، الذى كان ضابط احتياط فى الجيش العراقى فى سلاح الهندسة العسكرية، طالبت بمتابعة التقدم حتى الوصول إلى خط الجبهة المباشرة التى تطل على البساتين المتحصنة بها قوات «داعش»، لم تكن الخطورة فقط فى صعود هذه الحصون ومشاهدة البساتين التى تحتضن القناصين من الدواعش والقوات المختبئة، بل كان الخطر أسفلنا حيث طريق ترابى بين أراضٍ زراعية بها نخل وأشجار، يمكن زرع عبوات ناسفة عليه، قبل مغادرتنا صعد «البيضانى»، آمر الفوج، للسماح لنا بالوصول إلى العمق وصعود الحصون التى تطل مباشرة على البساتين الخضراء، ومنذ بدء الطريق العسكرى الذى بدأته من أطراف بغداد كنت قطعت نحو 35 كيلومتراً حتى الوصول إلى الجبهة الأمامية.
أصبح «البيضانى» الدليل على هذه الجولة على خط «الجحيم الأخضر»، فكان يشرح لى ما يجرى فى هذه المناطق الوعرة بين الحين والآخر من هجمات انتحارية أو رصاص القناصين أو المفخخات التى تزرع ليلاً على الطرق، كأنت أولى محطاتنا فى منطقة الباوى، وأكد أن هذه المنطقة الأكثر تماساً مع «داعش» حيث يتسللون فى الليل لزراعة العبوات الناسفة ثم فى بداية الصباح يقوم خبراء المفرقعات بتنظيفها، انحنى الطريق إلى جهة اليمين لنصبح على خط التماس مباشرة لـ«داعش»، حتى أصبحت بساتينهم على اليسار بينما نحن نسير إلى العمق لنمر على بقية الجبهات والحصون والتى تقع أولها بعد 4 كيلومترات من منطقة الباوى، وهو حصن «تلة البستان» ومن بعده حصن «كمين التلة» وهى نقطة استراتيجية مسيطرة على مناطق نفوذ «داعش» فى «بساتين الراى» التى تعد حواضن لهم، وأن السيطرة على هذه النقطة بمثابة قطع الطريق عليهم من المرور والعبور إلى الطريق الذى يذهب مباشرة إلى بغداد، ليشرح: «ما يصير خرق فى هذه المنطقة إلا فى الليل، وخرقهم بيكون زرع عبوات ونضربها فى الحال، وعندنا أوامر بذلك وأبلغنا الأهالى ممنوع التجوال لأن أى حركة ورصد أى شخص يعتبر عدواً ويتم ضربه»، مشيراً إلى أن قواته لديها مناظير ليلية وخبرة فى السيطرة ومراقبة نقاط استراتيجية ومهمة مثل تلك النقطة وذلك من خلال الجبهات الأخرى فى العراق والتى اكتسبوا منها الخبرة الكافية مثل جبهة «الصقلاوية» بالفلوجة.
كان أسفل التلة العالية عدد من الآليات والمركبات المدمرة والتى وقع الظن أنها جراء الحرب الحديثة مع «داعش»، إلا أننى فوجئت بأنها مخلفات الحرب مع الأمريكيين عام 2003، حيث أبلغنى «البيضانى» بأن هذه المنطقة كانت الأكثر أهمية فى الدفاع عن بغداد، وأنه جرت فيها المعارك الطاحنة والتى خلفت آليات عسكرية مدمرة ويأكلها الصدأ.
أعلى الحصن كان يوجد عدد من الجنود المتناوبين على الأسلحة الرشاشة والثقيلة، كان فى مقدمة الذين استقبلونا حسن عطية، آمر السرية التى تتولى مهمة الدفاع عن هذا الحصن المهم، الذى كشف عن أنه يعتمد على المعلومات الاستخباراتية التى تأتيه من داخل البساتين التى تحتضن «داعش»، مشيراً إلى أن المعلومات التى لديهم ليست عن موعد عمليات الهجوم فحسب أو التسلل بل حتى بحجم المعدات والأسلحة التى بحوزة «داعش»، لافتاً إلى أن لديه وجنوده مناظير ليلية وكاميرات حرارية تمكنه من ضرب أى أهداف ليلية متحركة، موضحاً أن عملية الرصد تكون فى الليل فقط لأن «داعش» لا يجرؤ على المقاتلة وجهاً لوجه فى وضح النهار، مشدداً على أهمية هذه النقطة فى الدفاع عن «البوعيثة» وبغداد كلها، وأنها كانت تلة استراتيجية منذ أيام «صدام» ودخول القوات الأمريكية حيث اتخذتها القوات العراقية قاعدة لها لاستهداف الطائرات الأمريكية بمدافع مضادة للطائرات، حيث وجد فى المنطقة كميات من الأسلحة المعطوبة من أيام الغزو الأمريكى.