إعلاميٌّ نجفيٌّ يفجِّر فضيحةً ثقافيةً .. حيدر الجنابي لقرائه : المقبرة الجماعية “المكتشفة” تحوي قبور مسيحيين ماتوا قبل 16 قرنًا

350

1238005_633532840000356_1531053034_n

لم تعثر محافظة النجف الأشرف على مقبرة جماعية كما أشاعت وسائل الإعلام نقلًا عن المسؤولين والدوائر الرسمية وإنما هي مقبرة مسيحية قديمة عمرها ما يقارب 1600 سنة تعود إلى زمن دولة المناذرة، والتي لم تكتشفها وزارة السياحة الآثار لحد الآن ، وهي تحت حماية وزارة حقوق الإنسان لوجود فريق من الخبراء مختص يحقق في تحديد الضحايا بسبب اعتقاد الوزارة أنها تعود إلى زمن المقابر الجماعية مطلع التسعينيات من القرن الماضي ولا يعلم أحد في العراق لحد الآن أنها مقبرة مسيحية رغم وجود الأدلة المادية الكثيرة.

وقال الصحفي حيدر حسين الجنابي المختص بالآثار لـ(وكالة النجف نيوز) ” زرت المقبرة الجماعية التي أعلن عنها في وسائل الإعلام لغرض كتابة موضوع يتحدث عن جرائم النظام البائد التي انتشرت في أنحاء مختلفة من العراق لكني فوجئت بأ نها تل يقع في بحر النجف، خلف المعهد الفني مباشرة بين النجف والمناذرة، والذي يعتبر من أشهر الأماكن المسيحية التي كانت تعج بالرهبان والمسيحيين القدامى آنذاك حيث تنتشر الكنائس والأديرة والتي لم تكتشف التنقيبات الكثير من أسرارها بسبب الإهمال ، ولا يعلم أحد في العراق أنها مقبرة مسيحية لغاية الآن رغم وجود الأدلة المادية الكثيرة والبارزة “.

وأضاف الجنابي ” إن المقبرة القديمة تمتلئ بقطع صخرية وفخارية وزجاج ممتلئ بذرات التراب ، تعود للفترة الساسانية ضمن مقبرة الحيرة القديمة، التي تقع في المقاطعة ثلاثة من حصوة الخورنق بحسب تسميتها أثريًّا ، وهي امتداد لمقابر المناذرة وأم خشم والحصية ، والتي أجريت عليها تحقيقات صحفية أحدها نشر بعنوان :

(النجف تضم أكبر مقبرة للمسيحيين القدامى) ، والثاني ( النجف مدينة الكنائس والأديرة ) “.

1236530_633533250000315_1772163466_n

وأضاف حيدر الجنابي” تكثر القبور المسيحية في النجف التي كانت عاصمة للمسيحيين القدامى في منتصف القرن الرابع الميلادي ، وسبب دفن موتاهم في النجف اعتقادهم بقدسيتها ،  فالموقع المسيحي مملوء بالفخاريات المنتشرة في المقبرة ، وهي قطع مهشمة لبقايا توابيت فخارية مصنوعة من الطين كان المسيحيون القدامى يستخدمونها كتوابيت لدفن موتاهم مع ممارسة طقوس خاصة ، فالمقبرة تبعد عن مرقد الإمام علي (عليه السلام ) مساف كيلو مترين ، وهي عبارة عن تل يرتفع مترين إلى ثلاثة أمتار ممتد إلى مساحات واسعة بين الطريق القوسي والمعهد الفني في النجف”

وأشار إلى” أن العبث بالمقبرة يجري منذ حزيران الماضي 2013م، دون تدخل دائرة الآثار والتراث في المحافظة ، والمقبرة تجاور اليوم مشروعًا استثماريًّا جرت إحالته من قبل هيئة الاستثمار في النجف ، وبسبب الحفريات التي تجريها بعض الجهات، حدث تلاعب بالتل الأثري ونقل ما فيه من حجر وعظام الموتى إلى مكان آخر .

وتابع أنه ” خلال الحفر اكتُشِفَتْ ستة هياكل عظمية في مقبرة لم تكشف مساحة واسعة منها ، وجرى التبليغ عن وجود مقبرة جماعية فيها عظام بشرية وسط الرمال ، وبعد أن عُبثَ بالمقبرة وإزيلت بعض آثارها .

   وقد سارعت الجهات الحكومية إلى إيقاف العمل وتطويق المكان بأمر من مجلس محافظة النجف الأشرف ووضعها تحت إشراف وزارة حقوق الإنسان التي سارعت لتشكيل فريق متخصص مازال يعمل للآن بسبب اعتقادهم بوجود مقبرة جماعية ترجع إلى زمن نظام صدام حسين تدل على جرائم النظام البائد إبان أحداث الانتفاضة الشعبانية التي اندلعت عام 1991″ .

1098385_633533260000314_1040956710_n

وأوضح الجنابي لوكالة النجف نيوز ” سألنا أحد أصحاب البساتين القريبة من المقبرة والذي رفض التصريح عن اسمه عن عمر هذا المكان ، فأجاب: إن هذا المكان معروف عند أهل المنطقة منذ القدم بأنه أثري ويعتقد بعض الناس أنه مقبرة لعبدة الشمس ” حسب قوله ” وأنه سمعها من آبائه وأجداده ، وهذا التل الأثري منذ سنين طويلة موجود، قبل عثور الحكومة عليه وغلقِهِ كمقبرة جماعية تعود لمواطنين عراقيين ، تضم رفاة رجال ونساء وأطفال أعدموا ودفنوا بعد الانتفاضة الشعبانية “.

ودعا الجنابي ” وزارة السياحة والآثار إلى تقصي حقيقة الأماكن الأثرية وتشكيل لجنة مختصة للتنقيب ودراسة المكان قبل أن تغيير معالمه من قبل الجهات الحكومية الأخرى وإتلاف ما فيه من آثار ، وأن تأخذ وزارة الآثار دورها وتسعى إلى حماية المواقع والأماكن الأثرية والتراثية التي تنتشر في النجف، ومنها حماية هذا الموقع الأثري وتطبيق القانون ومنع التجاوز والعبث بالآثار، لأنها ثروة وطنية للعراق ومحاسبة من يسعى لتدميرها من المؤسسات الحكومية والمواطنين”.

وختم قوله ” إن زيارة الموقع الأثري جرت برفقة الزميلين عقيل جاحم مدير وكالة النجف نيوز والزميل أمجد الأعرجي لإعداد تقرير خاص عن المقبرة الجماعية وتسجيلها شاهدًا على جرائم النظام واللذين فوجئا عندما أبلغتهما بحقيقة المقبرة الأثرية “.

1238894_633533406666966_154949079_n

النجف نيوز

مراجعة وتدقيق : (الحكمة)

تعليق 1
  1. كريم بلال يقول

    الرجاء توخي الدقه والموضوعيه والعلميه قبل النشر وهذا الكلام كله للاستهلاك المقبرة جماعيه للنظام البائد وتمثل جريمة بشعة ارتكبت في هذا الموقع وكان بامكان السيد حيدر الاتصال بنا لنطلعه على الادله قبل ان يجتهد

    عبد الكريم علي بلال
    مدير مكتب وزارة حقوق الانسان في النجف

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*