إدراج الأهوار على لائحة التراث العالمي سيضمنها كمحمية طبيعية
الحكمة – متابعات: تعد أهوار العراق من أبرز المعالم الجغرافية في منطقة الشرق الأوسط وتضم مسطحات مائية وبحيرات ضخمة تعد مواطن ثابتة لكثير من الكائنات والأحياء الفريدة.
وتتخذ بعض الطيور المهاجرة من الأهوار العراقية كمواقع استراحة خلال مواسم تكاثرها هي وأنواع عديدة من الأسماك إضافة لوجود حيوانات ثدية في المنطقة بعضها مهدد بالانقراض، وتتميز الأهوار بوجود المياه والنباتات وخصوصًا القصب والبردي وأنواع أخرى من النباتات التي تشكل الغذاء الرئيس للكثير من الأحياء التي تعيش فيها.
سكان الأهوار
كما يتصف سكان الأهوار بنمط حياتي معين يميزهم عن بقية سكان العراق حيث يهتمون بتربية الجاموس الذي يحتاج لبيئة الأهوار، ويبنون بيوتهم من القصب إضافة لامتهانهم صيد السمك، و يعد التنوع البيئي في المنطقة أحد أبرز العوامل التي قد تشكل عماد سياحة ايكولوجية وتنميتها.
يذكر أن وزارة الثقافة طالبت في وقت سابق مؤسسات الدولة ومنظمات المجتمع المدني كافة بدعم جهود ترشيح الأهوار لادراجها على لائحة التراث العالمي.
محافظ ميسان علي دواي أكد أن إدراج الأهوار على لائحة التراث العالمي سيضمن التعامل مع هذه البيئة كمحمية طبيعية من الواجب مواصلة تطويرها، مشيراً إلى أن محافظة ميسان شكلت لجنة لمتابعة الملف مع الحكومة الاتحادية ومع اليونسكو بشأن إدراج الأهوار على لائحة التراث العالمي.
التراث العالمي
وقال دواي في حديث تلفزيوني: إن إدراج الأهوار ضمن لائحة التراث العالمي يعد مهما للحفاظ على الاستقرار الاجتماعي ولرفع المستوى الاقتصادي للسكان، إضافة الى المحافظة على الجانب الإحيائي والاقتصادي والبيئي، وجعلها محمية طبيعية، فضلا عن تشجيع الاستثمار فيها، وأضاف: أن الاغمار فيها وصل إلى نسبة 59 بالمئة من المياه.
النائب الأول لمحافظ ميسان جاسب كاظم الحجاجي أوضح أن بعض مجاميع من السياح من خارج العراق وصلت أهوار ميسان ولكن ليست بالعدد المناسب وانما على مستوى منظمات عالمية ودولية، أما السياحة المحلية فهي نشطة وعلى مستوى جيد.
وقال الحجاجي في حديث نقلته »الصباح» أن الحكومة المحلية بدأت منذ 2007 بالعمل على إدراج أهوار الحويزة ضمن مواقع «رامسار» وهي منظمة عالمية اشتركت دول العالم فيها، ولم ينضم العراق إليها جراء سياسة النظام السابق المعادية للحياة والإنسانية، مبينًا أن العراق أصبح اليوم عضوا فيها بعد سقوط النظام ويعمل على ادخال هور الحويزة ضمن خريطة المواقع المهمة عالمياً.
قيمتها الترفيهية
وتعد اتفاقية «رامسار» معاهدة دولية للحفاظ والاستخدام المستدام للمناطق الرطبة من أجل وقف الزيادة التدريجية لفقدان الأراضي الرطبة في الحاضر والمستقبل وتدارك المهام الإيكولوجية الأساسية للأراضي الرطبة وتنمية دورها الاقتصادي والثقافي والعلمي وقيمتها الترفيهية، واطلق على الاتفاقية اسم مدينة رامسار الإيرانية.
وأكد الحجاجي على أهمية دور وزارة البيئة في التواصل مع المنظمات العالمية واليونسكو والأمم المتحدة والمنظمة العالمية للطبيعة من أجل اكمال ملف الأهوار ليتناسب مع المعايير العالمية وأن تحسب كمحمية طبيعية، منوها إلى أن الحكومة المحلية لم تستطع تعزيز الملف التراثي للأهوار لادخاله كملف تراثي.
وتابع: أن خبراء البيئة والتراث من المنظمات العالمية عندما زاروا الأهوار أعربوا عن انبهارهم بما شاهدوه من التنوع البيئي والاحيائي وكونها مأهولة وتوفر الخدمات المطلوبة إلى حد ما واهتمام السياسيين في تلك المناطق، مؤكدًا اكتمال دراسات ملف الاهوار بتعاون الجميع من منظمات عالمية ومنظمات مجتمع مدني وحكومات محلية والحكومة المركزية وتم الوصول في نهاية المطاف إلى ادخال الأهوار ضمن لائحة التراث العالمي.
أبناء المنطقة
وأشار إلى أن الادارة الحقيقية لهذه الأهوار تقع على عاتق أبناء المنطقة إضافة إلى القوات الأمنية والحكومة المحلية ووزارة الزراعة والبيئة من أجل مراقبة تطبيق السياسات المناسبة لإدارتها مثل منع الصيد الجائر فيها.
وأضاف: أن منطقة الأهوار تعد أبرز المعالم السياحية والبيئية المتميزة بتفردها، مبينًا أن ذلك يستدعي تنشيط الاستثمار من أجل تقديم الخدمات المناسبة التي يحتاجها السائح من فنادق وغيرها من منشآت، منوها بأنه في حال عدم وجود الاستثمار فعلى الحكومة المركزية أن تتبنى القيام بمشاريع استثمارية كمرحلة أولى لاسيما واننا مقبلون على تسجيلها ضمن لائحة التراث العالمي.
من جانبها، أكدت وزارة السياحة أن إدراج الأهوار ضمن لائحة التراث العالمي سيوفر إمكانية وضعها تحت وصاية وحماية اليونسكو التابعة للأمم المتحدة وتعريفها دوليًا.
وزارة السياحة
وقال منسق ملف الأهوار الثقافي في وزارة السياحة قحطان عبد علي: إن إدراج الأهوار على لائحة التراث العالمي سيمكنها من أن تكون تحت وصاية وحماية اليونسكو التابعة للأمم المتحدة وتعريفها دوليا»، مبينًا أن الأمم المتحدة ستتمكن من الضغط على تركيا لإطلاق الحصص المطلوبة من المياه للأهوار.
وأضاف: تم إعداد خطة ستراتيجية خلال إدراج هذا الملف والمواقع السبعة الأخرى تلزم الحكومات العراقية المتعاقبة بتنفيذها لحماية المواقع على وفق المعايير الدولية.
(الصباح)
س م