المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يجدد دعوته للمقاتلين بتوفير الحماية للمدنيين ويقول: يا ليتنا كنّا معكم فنفوز فوزاً عظيماً

344

سماحة المرجع الديني الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني (مدّ ظله)

كربلاء – الحكمة: جدد سماحة المرجع الديني الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني دعوته بضرورة توفير الحماية للمدنيين الأبرياء في معارك تحرير الفلوجة، مبينا أن إنقاذ إنسان بريء مما يحيط به من المخاطر أهم وأعظم من استهداف العدو والقضاء عليه، واصفا المقاتلين الذين يخوضون معارك ضارية لدحر الإرهاب الداعشي بأنهم الأجل قدراً والأعظم اجراً ومثوبة من جميع من سواهم.

وتحدث ممثل المرجع السيستاني وخطيب جمعة الصحن الحسيني الشريف السيد أحمد الصافي خلال الخطبة الثانية لصلاة الجمعة اليوم 19/شعبان/1437هـ الموافق 27/5/2016م بقوله: في هذه الأيام العظيمة التي يخوض فيها أعزتنا في القوات المسلحة، والشرطة الاتحادية ومن يساندهم من المتطوعين الأبطال وأبناء العشائر الغيارى معارك ضارية لدحر الإرهاب الداعشي عن مناطق أخرى من أرض العراق الطاهرة. داعيا إلى الوقوف لنحيي بإكبار وإجلال هؤلاء الرجال الميامين على انتصاراتهم وبطولاتهم وتضحياتهم وتفانيهم في الدفاع عن وطنهم وشعبهم ومقدساتهم.

وأضاف: إننا لا نجد من الكلمات ما تفي ببيان قدرهم ومكانتهم ولا يسعنا إلا أن نقول إنكم حقاً الأجل قدراً والأعظم اجراً ومثوبة من جميع من سواكم ويا ليتنا كنّا معكم فنفوز فوزاً عظيماً، مؤكدا أن الشهداء الذين ارتقوا إلى جنان الخلد مضرجين بدمائهم الزكية فما عسانا أن نقول فيهم وقد قال الله تعالى: (وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنْ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171))- سورة آل عمران -..وأما الجرحى والمعاقين ممن أصيبوا في ساحات المنازلة مع الإرهابيين فإن الله تعالى سوف يؤتيهم أجرهم مرتين مرة على جهادهم ومرة على صبرهم وتحملهم لما نالهم من الأذى في سبيله.. ولكن ما أعظم واجبنا تجاههم في رعايتهم والعناية بهم وتخفيف آلامهم وتأمين الحياة الكريمة لهم… وأما أرامل الشهداء وأيتامهم وسائر ذويهم فيكفيهم فخراً ما قدموا للدين والوطن من شهداء كرام ولكن الواجب تجاههم أعظم أنهم فقدوا احبتهم ومن كانوا يحضون برعايتهم في حياتهم المعيشية فلابد أن يجدوا منا من العناية والرعاية ما يعوض ولو جزءاً مما فقدوه بفراق أولئك الكرام.

وتابع السيد أحمد الصافي خلال خطبته من الصحن الحسيني وحضرته وكالة نون الخبرية لقد مضت سنتان منذ أن هب العراقيون للدفاع عن بلدهم وشعبهم ومقدساتهم أمام الهجمة الهمجية الداعشية وقد قدموا خلال هذه المدة آلاف الشهداء وأضعاف ذلك من الجرحى والمصابين ولكنهم لم يملّوا ولم يكلّوا عن مقارعة الإرهابيين ولم يزالوا صامدين في مختلف الجبهات بل إنهم يزدادون إصراراً على الاستمرار في جهادهم الدفاعي إلى تطهير آخر شبر من أرض الوطن من رجس هؤلاء الظلاميين، مشيرا إلى أن الجميع قد ساهم في هذه المنازلة العظيمة شيباً وشباناً كباراً وصغاراً رجالاً ونساءً ولا يزالون مستمرين في ذلك فمنهم من يشارك ببدنه في حضور جبهات القتال ومنهم من يشارك بماله بتوفير ما يحتاج إليه المقاتلون من المؤن وغيرها.. فسلام الله عليكم من شعب صامد صابر فاجأ العالم بصبره وصموده..

وأكد المرجع السيستاني من خلال كلام ممثله في كربلاء على المقاتلين الأبطال بضرورة توفير الحماية للمدنيين الأبرياء وتخليص من احتمى به العدو منهم بكل الوسائل المتاحة واعلموا أن إنقاذ إنسان بريء مما يحيط به من المخاطر أهم وأعظم من استهداف العدو والقضاء عليه داعيا إلى بذل قصارى الجهود في تأمين حياة المدنيين وإبعاد الاذى عنهم. شكر الله سعيكم وجزاكم خير جزاء المحسنين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

واختتم السيد الصافي خطبته بشاهد حي من مدينة الناصرية احدى مدن الجنوب بالعراق تؤكد على قوة هؤلاء الابطال وهؤلاء العوائل..بقوله ذهب احد المشايخ الى مدينة الناصرية لتفقد عوائل الشهداء.. ذهب الى بيت التقى بالأب الاب يملك من الاولاد 11 ولداً.. 5 منهم استشهدوا والـ 6 الباقين امرهم ان يذهبوا الى جبهات القتال قائلا ً لهم: اما ان تئتوني شهداء واما ان تأتوني بالنصر..هذه الروح واقعاً قد فاجأت العالم بصمودها..

نسأل الله تعالى ان يرينا في هذا البلد كل خير ويتجاوز عن سيئاتنا وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*