الحكمة – متابعة: يعكف علماء من جامعة بريستول البريطانية على تصميم شاشة إلكترونية متحولة حسب الطلب، وعرض هذا المشروع خلال المؤتمر الدولي للذكاء الاصطناعي، الذي عقد في السويد مؤخراً، وشهد اهتماما بكيفية التفاعل بين الإنسان والكمبيوتر.
تخيل لو أنك تقوم بتشغيل لعبة إلكترونية على هاتفك الذكي، فتجد الهاتف قد تحول من تلقاء نفسه إلى ذراع تحكم في الألعاب، ثم تأتيك رسالة نصية على الشاشة، فتجد الجهاز قد عاد مرة أخرى إلى صورة الهاتف حتى يتيح لك قراءة الرسالة.
فريق من الباحثين في جامعة بريستول البريطانية قام بتصميم جهاز سوف يكون بإمكانه يوما ما القيام بهذه الوظائف المتعددة في آن واحد. ويطلق على الجهاز اسم “كيوبي مورف” وهو عبارة عن مكعب إلكتروني مركب له ست شاشات تعمل بنظام اللمس يمكنه تغيير صورته إلى أشكال مختلفة حسب الوظيفة التي يحددها المستخدم. ويقول أعضاء الفريق إن هذه التكنولوجيا يمكن أن تمهد الطريق أمام المزيد من الأجهزة الإلكترونية المحمولة ذات القدرة على التكيف مع رغبات المستخدم.
التفاعل بين الإنسان والكومبيوتر
وعرض هذا المشروع مؤخرا خلال المؤتمر الدولي للروبوتات والذكاء الاصطناعي الذي عقد في السويد الأسبوع الماضي وشهد اهتماما متزايدا بكيفية التفاعل بين الإنسان والكمبيوتر، وبخاصة كيف يمكن لأجهزة مثل “كيوبي مورف” أن تطور العلاقة بين احتياجات الإنسان وقدرات الآلة. وقالت آن روداوت الباحثة بقسم علوم الكمبيوتر بجامعة بريستول والتي ترأس فريق البحث الخاص بمشروع كيوبي مورف: “لدي اهتمام بالغ بقدرة البشر على التحكم في الأشياء”.
وأوضحت أنها تريد إكساب الأجهزة سلسلة من الوظائف، بحيث تستطيع أن تتحول من تلقاء نفسها من أجل تحقيق أفضل وأسهل استخدام للشخص الذي يتعامل معها. ويأخذ جهاز كيوبي مورف شكل مكعب الألغاز “روبيك” ويتكون من مجموعة من المكعبات الصغيرة المتصلة، ويغطي كل سطح من أسطحه شاشة صغيرة تعمل بنظام اللمس. وترتبط المكعبات الصغيرة بمفصلات تسمح بحركتها عند الزوايا، ويتم التحكم فيها بواسطة محركين صغيرين. وتقول روداوت في تصريحات لموقع “لايف ساينس” الإلكتروني المعني بالأبحاث والدراسات العلمية إنه “من الجوانب المثيرة للاهتمام فيما يخص هذا الجهاز قدرته على التحور بما يتناسب مع طبيعة المستخدم سواء إن كان طفلا أو شخصا مسنا أو معاقا، أي أنه يمكنه تغيير حجمه ليتلائم مع الشخص الذي يستخدمه”.