احمِ كوكبنا واعدل عن اللحوم إلى الحبوب!

418

0,,15776840_403,00الحكمة – متابعة: هل تريد أن تشارك العالم في جعل عام 2016 عام البقول العالمي؟ الأمم المتحدة أعلنت المبادرة، وتركت للناس أن يحموا الأرض التي تحمل حضارتنا وتاريخنا وكل خيراتنا فوق ظهرها وفي جوفها. ابدأ بنفسك ودع اللحوم إلى البقول.

تشيع في ثقافة حماية البيئة ظاهرة نمطية تقوم على مؤتمرات دولية يشارك فيها مختصون يرتدون بدلات أنيقة ويتخذون قرارات موسعة تصدر هنا ويكتب عنها الإعلام في كل أنحاء العالم بكل اللغات، ثم ينتهي كل شيء ويعود الناس إلى حياتهم ولا يتغير شيء. وهكذا فقد نصت اتفاقية باريس على خفض انبعاثات البيوت الخضراء إلى دون درجتين وما زال العالم ينتظر كيف سيتحقق ذلك.

إذا يئست من الانتظار والقرارات الدولية التي لا ينفذها أحد فابدأ التغيير بنفسك، ويمكنك أن تسهم بحماية البيئة من خلال حماية الحياة، وتغيير نظام تغذيتك قد يحقق هذا دون جهد كبير. إذا كنت من أكلة اللحوم فاعدل سريعا عنها إلى المواد الخضراء والحبوب، ففيها بروتين يكفي حاجة الجسد!

الأرقام تروي قصة لا تصدق، كيلوغرام واحد من لحم البقر المعد للاستهلاك البشري سينتج ما يعادل 300 كيلوغراما من ثاني اوكسيد الكربون (أهم أسباب التلوث المناخي في العالم).

وعلى سبيل المقارنة، فإن كيلوغراما واحدا من العدس أو الباقلاء (نوع من الفول) أو الفاصوليا عموما ينتج ما يعادل نحو 900 غراما من ثاني اوكسيد الكربون ، وأشار هولي تيمبلير من رابطة أصدقاء الأرض في بريستل بالمملكة المتحدة في حديثه إلى DWإلى أن “الحبوب مصدر عظيم للبروتين مقارنة بما تنتجه اللحوم، وهي تساهم في خفض انبعاث ثاني اوكسيد الكربون، وبإمكان الحبوب ان تلعب دورا كبيرا في خفض انبعاث غازات البيوت الخضراء ضمن صناعات إنتاج المواد الغذائية”.

حماية لكوكبنا

مبادرة الأمم المتحدة سلطت الضوء على أهمية الحبوب لصحة الإنسان ولديمومة البيئة، ولا يقتصر الأثر الايجابي على خفض انبعاثات ثاني اوكسيد الكربون بل يتعداه إلى أنّ هذه المحاصيل تتطلب مقادير أقل من المياه.

فإنتاج غرام واحد من البروتين يتطلب 19 ليترا من الماء، فيما يتطلب إنتاج غرام واحد من البروتين من لحم البقر نحو 112 ليترا من الماء.

أكثر من ذلك فان المساحات المخصصة لزراعة البقوليات والحبوب تنتج بروتين أكثر من المساحات المخصصة لتربية اللحوم، بمعنى أن مزارع الأبقار وحيوانات اللحوم تتطلب مزيدا من الأراضي، ما يعني مزيدا من تجريف الغابات والموارد الطبيعية.

بل أن زراعة البقول تغني التربة نفسها بالنيتروجين وتقلل الحاجة إلى استخدام الأسمدة والمخصبات الصناعية والطبيعية.

وما يناسب كوكبنا الذي نحب قد يناسب أجسادنا، ولمعالجة الشراهة والبدانة الناتجة عنها توصي منظمات الصحة الدولية بتناول الحبوب كجزء من الوجبات اليومية الأساسية. فالحبوب مصدر للحديد والأنسجة وهي عوامل تقلل احتمالات الإصابة بإمراض القلب وبمرض السكري من الدرجة الثانية، كما أنها تساعد الجسم في السيطرة على الكولسترول.

الإنتاج يستجيب لحاجات السوق

ورغم ما يقال عن فائدة المواشي للتربة والمشهد الطبيعي إلا أن المزارعين لن يتجهوا إلى زراعة محاصيل أخرى ما لم يجدوا مستهلكا يشتريها وبهذا الخصوص يقول المزارع سمول في حديثه إلى DW” كمزارعين نحن ننتج ما يناسب السوق، وطبقا لطلبات المستهلك، فإذا تغيرت الطلبات غير المزارعون إنتاجهم، سواء كان ذلك هنا في المملكة المتحدة أم على مستوى عالمي”. ورغم توسع الزراعة خلال العقود الأخيرة لسد الطلب المتنامي المرتبط بالنمو السكاني على مستوى الكوكب، فإن إنتاج البقول بقي متعثرا مقارنة بمحاصيل أخرى.

وطبقا لإحصاءات منظمة الزراعة والغذاء الدولية فإن إنتاج الحنطة والرز والصويا والشوفان تضاعف بنسبة تتراوح بين 200 إلى 800% بين أعوام 1961 و2012، فيما ارتفع مستوى إنتاج البقول بنسبة 59 % فحسب.

وعلى وجه العموم، ينظر إلى البقول في الدول النامية باعتبارها غذاء فقيرا، فيما أدمنت الدول الصناعية على اللحوم كجزء أساس من سلة غذائها وبات من الصعب إقناع الطرفين بالعدول إلى البقول والحبوب.

ويخلص خبراء الأمن الغذائي والمناخ إلى أن البروتين الحيواني الذي يتلذذ باستهلاكه بانتظام اغلب الناس اليوم، في طريقه إلى الزوال، لكن إقناع الناس بالانتقال إلى البقول والحبوب قد يتطلب إنتاج وجبات غذائية من هذه المواد ذات مذاق يروق لهم.

لويز اورجارد/ م.م-DW

س ف

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*