“علاج جديد” للتصلب المتعدد بالجرعات الكيميائية المكثفة
404
شارك
الحكمة – متابعة : أشار بحث مُصغّر إلى إمكانية علاج مرض الاعصاب المعروف بالتصلب اللويحي (أو تصلب العضلات المتعدد) عن طريق العلاج الكيميائي المكثف، تتبعه زراعة خلايا جذعية للحد من تقدم المرض.
ونُشر البحث في دورية لانسيت الطبية، وشمل 24 مريضا تتراوح أعمارهم بين 18 و50 عام، في ثلاث مستشفيات في كندا.
ونجح العلاج في الحد من تقدم المرض في 23 حالة، في حين توفي مريض واحد.
وقالت المتحدثة باسم جمعية مرض التصلب اللويحي إن هذا النوع من العلاج “يوفر أملا”، لكن له “مخاطر بارزة”.
ويبلغ عدد المصابين بمرض التصلب اللويحي في المملكة المتحدة وحدها حوالي مئة ألف شخص، وهو مرض عصبي غير قابل للعلاج حتى الآن.
“بلا انتكاسات”
ويتسبب المرض في هجوم الجهاز المناعي على اغلفة الأعصاب في المخ والعمود الفقري. وعادة ما يُكتشف المرض في سن العشرينات والثلاثينات.
وإحدى العلاجات المتاحة هي كبح الجهاز المناعي عن طريق العلاج الكيميائي، ثم ضخ الخلايا الجذعية في مجرى دم المريض. وتُعرف هذه العملية بـ “زراعة الخلايا الجذعية المنتجة ذاتيا في الدم”.
لكن الباحثين الكنديين في هذه الدراسة تجاوزوا كبح الجهاز المناعي إلى تدميره نهائيا.
ويعاد بناء الجهاز المناعي ثانية باستخدام خلايا جذعية يتم انتاجها باستخدام دم المريض نفسه، ولكنها في مرحلة مبكرة من التطور بحيث لم ينمو فيها الخلل الذي يؤدي الى انطلاق مرض التصلب.
وقال الباحثون إن من تماثلوا للشفاء، على مدار 13 عام هي فترة الدراسة، لم تحدث أية حالات انتكاسات، ولم تظهر أية أعراض لعودة المرض للنشاط.
وخضع المرضى المشاركون في البحث، الذين كانت امكانية شفائهم ضعيفة، من قبل للعلاج المضاد للمناعة المعتاد، والذي فشل في السيطرة على مرض التصلب اللويحي الذي يعاني منه مليوني شخص حول العالم.
وذكر الباحثون أن أحد المرضى توفي نتيجة التأثير القوي للعلاج الكيميائي.
“خالية من المرض”
وقال كبير الباحثين، مارك فريدمان، أن الدراسة شهدت عدد من أوجه القصور، من بينها قلة أعداد المشاركين، وغياب مجموعة تحكم لمقارنتهم بمن تلقوا العلاج.
وقال فريدمان: “الدراسة بحاجة إلى اختبارات طبية موسعة للتأكيد على هذه النتائج. كما يجب مقارنة الفوائد الممكنة بالمخاطر والمضاعفات المرتبطة بهذا النوع من العلاج الشرس. ويجب تقديم هذا العلاج في المراكز المتخصصة في علاج التصلب اللويحي والعلاج بالخلايا الجذعية، أو كجزء من الاختبارات الطبية”.
وتقول إيما غراي، رئيس البحث الطبي في جمعية التصلب اللويحي، إن “هذا النوع من العلاج بزراعة الخلايا الجذعية من بين أكثر الموضوعات البحثية نشاطا، ويحمل أملا لمن يعانون من أنواع معينة من المرض. لكنه علاج عنيف يحمل في طياته مخاطر كثيرة، ويتطلب عناية متخصصة ما بعد العلاج. ونوصي من يسعون لتلقي هذا العلاج أن يستشيروا أطباء الأعصاب المعالجين لهم”.
ووصف الدكتور سيدهارثان شاندران، من جامعة إدنبرة، البحث بأنه “هام وأُجري بعناية. وأثبت أن هذا العلاج الكيميائي المكثف من شأنه منع الانتكاسات، ويترك أجسام المرضى خالية من المرض”.
كما قال الدكتور ستيفن مينغر، استشاري مستقل وباحث في الخلايا الجذعية، إن الدراسة “مثيرة للإعجاب. لكن يجب الأخذ في الاعتبار أنها دراسة مبدئية، رغم الحالات طويلة المدى التي تماثلت للشفاء. كما أن النتائج الطبية مثيرة للإعجاب، وقاربت على الشفاء التام في بعض الحالات. لكن يجب المتابعة طويلة المدى للتأكد من استمرار تعافي المرضى، وعدم تعرضهم لانتكاسات”.