ذكرى وفاة الصديقة خديجة الكبرى سنة 2 للهجرة

487

1135

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ

اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا زَوْجَةَ رَسُولِ اللَّهِ سَيِّدِ الْمُرْسَلينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا زَوْجَةَ خاتَمِ النَّبِيّينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا اُمَّ فاطِمَةَ الزَّهْراءِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا اُمَّ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ سَيِّدَىْ شَبابِ اَهْلِ الْجَنَّةِ اَجْمَعينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا اُمَّ الْأَئِمَّةِ الطَّاهِرينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا اُمَّ المُؤْمِنينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا اُمَّ الْمُؤْمِناتِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا خالِصَةَ الْمُخْلِصاتِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا سَيِّدَةَ الْحَرَمِ وَ مَلائِكَةَ الْبَطْحآءِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا اَوَّلَ مَنْ صَدَّقَتْ بِرَسُولِ اللَّهِ مِنَ النِّساءِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا مَنْ وَفَتْ بِالْعُبُودِيَّةِ حَقَّ الْوَفآءِ، وَ اَسْلَمَتْ نَفْسَاً وَ اَنْفَقْتَ مالَها لِسَيِّدِ الْأَنْبِيآءِ اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا قَرينَةَ حَبيبِ اِلهِ السَّمآءِ، اَلْمُزَوَّجَةِ بِخُلاصَةِ الْأَصْفِيآءِ، يَا ابْنَةَ اِبْراهيمَ الْخَليلِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا مَنْ سَلَّمَ عَلَيْها جَبْرآئيلُ، وَ بَلَّغَ اِلَيْهَا السَّلامُ مِنَ اللَّهِ الْجَليلِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا حافِظَةَ دينِ اللَّهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا ناصِرَةَ رَسُولِ اللَّهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا مَنْ تَوَلّى‏ دَفْنَها رَسُولُ اللَّهِ، وَ اسْتَوْدَعَها اِلى‏ رَحْمَةِ اللَّه، اَشْهَدُ اَنَّكِ حَبيبَةُ اللَّهِ وَ خِيَرَةُ اُمَّتِهِ، اِنَّ اللَّهَ جَعَلَكِ فى‏ مُسْتَقَرِّ رَحْمَتِهِ فى‏ قَصْرٍ مِنَ الْياقُوتِ وَ الْعِقْبانِ، فى‏ اَعْلى‏ مَنازِلِ الْجَنانِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكِ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكاتُهُ.

 وفاة السيدة خديجة الكبرى سلام الله عليها

في العاشر من شهر رمضان الكريم في السنة العاشرة للبعثة، توفيت أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد زوجة نبي الرحمة صلى الله عليه وآله، هذه المرأة العظيمة التي بذلت كل ما عندها من أجل نصرة النبي الأعظم صلى الله عليه وآله فهي التي جندت نفسها لخدمته في أيام محنته ومتاعبه، أنفقت عليها السلام جميع أموالها التي كانت تحت يدها وبهذا شهد لها رسول الله صلى الله عليه وآله عندما قال (ما نفعني مال قط مثل ما نفعني مال خديجة) عليها السلام.

  وكان رسول الله (صلى الله عليه و آله) يفك من مالها الغارم و العاني و يحمل الكل، و يعطي في النائبة، و يرفد فقراء أصحابه إذ كان بمكة، و يحمل من أراد منهم الهجرة. (1)

ولأجل عظم هذه المصيبة سمى النبي صلى الله عليه وآله هذا العام بعام الحزن لأنه فقد من الرجال أبا طالب هذا الرجل العظيم المحامي والمدافع عن النبي صلى الله عليه وآله ورسالته ومن النساء خديجة عليها السلام.

أول امرأة أسلمت لله تعالى

تحدثنا الروايات أن أول امرأة أسلمت وآمنت بالدين الإسلامي هي خديجة عليها السلام نعم أسلمت والمجتمع آنذاك مجتمع جاهلي يسوده الكفر وسفك الدماء كانت عليها السلام مخلصتا في إيمانها.

فقد ورد عن ابن عباس يقول أول من آمن برسول الله (صلى الله عليه و آله) من الرجال علي، و من النساء خديجة. (2)

مكانتها وفضلها عند الله ورسوله صلى الله عليه واله

إن لخديجة عليها السلام مكانة خاصة عند الله عز وجل فقد ورد في الحديث (عن بريد العجلي، قال سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد) عليهما السلام (يقول لما توفيت خديجة) رضي الله عنها (جعلت فاطمة) صلوات الله عليها (تلوذ برسول الله) صلى الله عليه وآله (وتدور حوله، و تقول يا أبت، أين أمي قال فنزل جبرئيل) عليه السلام (فقال له ربك يأمرك أن تقرئ فاطمة السلام، و تقول لها إن أمك في بيت من قصب، كعابه من ذهب، وعمده ياقوت أحمر، بين آسية و مريم بنت عمران، فقالت فاطمة (عليها السلام) إن الله هو السلام، و منه السلام، و إليه السلام. (3)

وعن عائشة انها قالت…. فذكرها ذات يوم فحملتني الغيرة فقلت: لقد عوضك الله من كبيرة السن، قالت: فرأيت رسول الله صلى الله عليه وآله غضب غضبا شديدا، فسقطت في يدي ،فقلت: اللهم إنك إن أذهبت بغضب رسولك صلى الله عليه وآله لماعد بذكرها بسوء ما بقيت، قالت: فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وآله ما لقيت قال: كيف قلت ؟والله لقد آمنت بي إذ كفر الناس،وآوتني إذ رفضني الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، ورزقت مني حيث حرمتموه.(4)

وفاتها عليها السلام

وقال ابن سعد يرفعه إلى حكم بن حزام: قال: توفيت خديجة في شهر رمضان سنة عشرة من النبوة، وهي ابنة خمس وستين سنة، فخرجنا بها من منزلها حتى دفناها بالحجون، فنزل رسول الله صلى الله عليه وآله في حفرتها، ولم يكن يومئذ صلاة على الجنازة، قيل: ومتى ذلك يا أبا خالد ؟ قال: قبل الهجرة بسنوات ثلاث أو نحوها، وبعد خروج بني هاشم من الشعب بيسير، قال: فكانت أول امرأة تزوجها رسول الله صلى الله عليه وآله، وأولاده كلهم منها إلا إبراهيم، فأنه من مارية القبطية. (5)

وصيتها لرسول الله صلى الله عليه واله

ولما أشتد مرضها قالت: يا رسول الله أسمع وصاياي

أولا فأني قاصرة في حقك فأعفني يا رسول الله (صلى الله عليه واله) قال رسول الله: حاشا وكلا ما رأيت منك تقصيرا فقد بلغت جهدك وتعبت في داري غاية التعب ولقت بذلك أموالك وصرفت في سبيل الله جميع مالك قالت: يا رسول الله

الوصية الثانية أوصيك بهذه وأشارت الى فاطمة فإنها غريبة من بعدي فلا يؤذيها أحد من نساء قريش، ولا يلطمن خدها ولا يصحن في وجهها ولا يرينها مكروها.

وأما الوصية الثالثة فأني أقولها لابنتي فاطمة وهي تقول لك فأني مستحية منك يا رسول الله فقام النبي وخرج من الحجرة فدعت بفاطمة وقالت يا حبيبتي وقرة عيني قولي لأبيك إن أمي تقول: أنا خائفة من القبر أريد منك ردائك الذي تلبسه حين نزول الوحي تكفنني فيه فخرجت فاطمة وقالت لأبيها: ما قالت أمها خديجة فقام النبي صلى الله عليه وآله وسلم وسلم الرداء الى فاطمة وجاءت به الى أمها فسرت به سرورا عظيما فلما توفيت خديجة أخذ رسول الله في تجهيزها وغسلها وحنطها فلماأراد أن يكفنها هبط الأمين جبرئيل وقال يا رسول الله إن الله يقرأك السلام ويخصك بالتحية والاكرام ويقول لك: يا محمد إن كفن خديجة وهو من أكفان الجنة أهدى الله إليها فكفنها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بردائه الشريف أولا وبما جاء به جبرئيل ثانيا فكان له كفنان: كفن من الله وكفن من رسول الله. أقول: الم يبذلالحسين جميع ماله وعياله وأولاده في سبيل الله بقيت جنازته ثلاثة أيام بلا غسل ولا كفن دفنت (ره) بالحجون ونزل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في قبرها ولم يكن يومئذ سنة الجنايز والصلاة عليها ومنزلها يعرف بها اليوم اشتراه معاوية فيا ذكر فجعله مسجدا يصلي فيه وبناه على الذي هو عليه اليوم. ولما توفيت خديجة جعلت فاطمة تلوذ بأبيها وتقول: أين أمي حتى قالت يوما يا أبة ما أتغذى ولا أتعشى حتى أعلم أينأمي فجعل لا يجيبها لانه ما يدري ما يجيبها فنزل جبرئيل وقال: إن تقرأ على فاطمة السلام وتقول لها امك في بيت من قصب كعابه من ذهب وعمده من ياقوت أحمر بين آسية امرأة فرعون ومريم بنت عمران فقالت فاطمة: إن الله هو السلام ومنه السلام واليه السلام عزاها وعزاها جبرئيل بأمها.(6)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ

1- الأمالي للطوسي

2- المصدر السابق

3- المصدر السابق

4-بحار الأنوار / ج 16 / ص 12

5- بحار الأنوار / ج 16 / ص 13

6- شجرة طوبى

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*