تمور البصرة تزين موائد الإفطار العراقية

426
مصانع تمور البصرة تنتج 7 أطنان في اليوم من كل أنواع التمور
مصانع تمور البصرة تنتج 7 أطنان في اليوم من كل أنواع التمور

الحكمة – متابعة: يعمل العاملون في واحد من أقدم مصانع التمور في مدينة البصرة العراقية وقتًا إضافيًا هذه الأيام لتلبية الطلب المتزايد على إنتاج مصنعهم خلال شهر رمضان الذي يكثر فيه العراقيون من أكل التمر.

وعادة ما يُستهلك التمر يوميًا عند الإفطار سُنة عن النبي محمد صلى الله عليه وآله.

وقال عبد الرضا عبد الله الموسوي مسؤول مصنع تمور الموسوي بمدينة البصرة: «نحن بالحقيقة تهيأنا لشهر رمضان منذ شهر شعبان، فبدأنا نزيد ساعات العمل إلى 12 ساعة بدل 8 ساعات. كنا ننتج 4 أطنان بدأنا ننتج 6 و7 أطنان من كل أنواع التمور. كل أنواع منتجاتنا».

وأوضح الموسوي أن مصنعه يعتمد على التمور المنتجة محليًا. لكن نظرًا للصراع المتنامي في العراق وزيادة نسبة الملوحة في الأرض تمثل أشجار النخيل المُنتجة في البصرة نحو 20 في المائة فقط من إجمالي التمر الذي يجري تصنيعه في المصنع. وتأتي بقية الكميات من محافظات عراقية أخرى.

وكان العراق أكبر منتج للتمر في العالم العربي. وقبل حرب الثمانينات مع إيران كان في البلاد 30 مليون نخلة تنتج مليون طن من التمر سنويًا.

لكن المغامرات العسكرية لصدام حسين والإهمال الذي تعرضت له الأرض على مدى عقود تسببا في الإضرار بصناعة التمور جراء انخفاض عدد أشجار النخيل إلى النصف وتراجع الإنتاج إلى نحو 420 ألف طن.

وأطلقت الدولة حملات لإنعاش صناعة التمور من خلال زراعة ما يصل إلى 40 مليون نخلة في عشر سنوات ولإنتاج أصناف يحتاجها السوق أكثر من غيرها.

وعادة ما ترتفع أسعار التمر مع دخول شهر رمضان. لكن الموسوي قال إن مصنعه لم يرفع الأسعار خلال شهر الصوم.

وأضاف: «إحنا ما حاولنا نزيد أسعار التمور احترامًا لشهر رمضان. هي نفس الأسعار قبل شهر رمضان، إلا إذا التمور ارتفعت أسعارها. من ترتفع أسعارها نأخذ حق الإنتاج وهكذا ما زيدنا السعر نهائيًا».

ويؤكد تجار التمور ارتفاع مبيعاتهم بنسبة كبيرة أثناء شهر رمضان الذي يُقدم فيه التمر يوميًا على موائد الإفطار.

وقال بائع تمر بالجملة يدعى نادر عبد الله السلمان: «بالأيام العادية كنت أبيع حمولة سيارة تظل شهرًا 10 أطنان أو 12 طنًا. حاليًا السيارة في شهر رمضان 20 طنًا تظل ثلاثة أيام. السوق قوية. البقال يسحب. المواطن يسحب. التمر مطلوب خصوصًا بشهر رمضان». ومحل العامري والشيتي من أشهر محلات بيع التمور في البصرة.

وقال أبو محمد صاحب محل العامري والشيتي لبيع التمور: «الأشهر الباقية تختلف عن الشهر الكريم. مثلاً كنا نبيع 100 كيلو أو 200 كيلو. الآن نبيع 400 كيلو و600 كيلو وتأتي جماعات من المحافظات القريبة الناصرية والعمارة. هنا تأتي جماعات السفارات القريبة منا. السفارة التركية. السفارة الإيرانية. السفارة المصرية. عندنا جماعات الوفود التي تأتي إيفادات مثل جماعات النفط والفنادق القريبة».

وتتعدد أنواع التمور في البصرة لتشمل الحلاوي والبريم والبرحي والخضراوي والساير والمكتوم وغيرها.

ولم يتزامن شهر رمضان مع موسم إنتاج البلح هذا العام ولا العام الماضي في العراق، وإن كان تصادف مع بداية موسم الرطب في أسواق منطقة الخليج.

«الشرق الأوسط»

س ف

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*