علماء دوليون: الشرق الاوسط الأكثر تأثرا بزيادة العواصف الترابية
364
شارك
الحكمة – متابعة: يقول علماء تابعون للأمم المتحدة إن منطقة الشرق الأوسط هي المنطقة الأكثر تأثرا بالزيادة الكبيرة في العواصف الترابية التي يشهدها العالم، وان لذلك تأثير سلبي كبير على صحة سكان المنطقة.
ويقول هؤلاء إن البلدين الاكثر تضررا في المنطقة هما ايران والكويت، وذلك نتيجة الاتربة والرمال القادمة من سوريا والعراق، مضيفين ان سوء استغلال التربة والمياه نتيجة الحروب التي تشهدها المنطقة يعد عاملا مهما في التسبب بظاهرة التصحر وزيادة العواصف الترابية، اضافة الى التغير المناخي بشكل عام.
ويقول علماء الانواء الجوية إن مناطق لم تألف العواصف الترابية بدأت تشهدها مثل بعض اجزاء آسيا الوسطى.
وقال انريك تيراديلاس، وهو احد علماء الانواء الجوية العاملين في مركز التنبؤ بالعواصف الترابية التابع لمنظمة الانواء الجوية العالمية، “شهدت منطقة الشرق الاوسط زيادة كبيرة في عدد العواصف الترابية وشدتها في السنوات الـ 15 الاخيرة. وكان العراق احد اهم مصادر هذه العواصف نتيجة انحسار مستويات الانهار بسبب السباق المحتدم على بناء السدود في بلدان المنابع.”
واضاف “أدى ذلك الى جفاف الاهوار والبحيرات في العراق وايران، تاركة ورائها الاتربة التي تذروها الرياح.”
وفيما كانت الصحارى دوما مصدرا مهما للعواصف الترابية في المنطقة، يقول علماء إن نشاطات التعدين غير المستدامة واستخراج النفط والنشاط الزراعي والحروب المستمرة تزيد الوضع سوءا.
ويتنبأ برنامج البيئة التابع للامم المتحدة (UNEP) بأن يشهد العراق زهاء 300 عاصفة ترابية سنويا في غضون 10 سنوات، بينما يشهد اليوم نحو 120 عاصفة سنويا.
أضرار صحية
يقول مسؤولون في وزارة الصحة الايرانية إن 14 من محافظات البلاد باتت تتأثر بالعواصف الترابية اليوم بما فيها العاصمة طهران.
وقال جاسم، وهو تاجر من الاحواز، لبي بي سي وهو يسعل “إن الهواء ملوث جدا هنا، بحيث اصبت بمشاكل في التنفس. اصبح السعال اعتياديا لدي، ويتوجب علينا اغلاق الشبابيك وان نستخدم مكيفات الهواء طيلة الوقت.”
اما ايمان، وهي محاضرة جامعية تعمل جنوب شرقي ايران، فتقول إن الخروج من المنزل اصبح اكثر صعوبة جراء التلوث.
وتقول “نشعر بالغبار عندما يأتينا من غربي البلاد، ونمنع اطفالنا من اللعب خارج المنزل.”
ويقول العلماء إن المعلومات التي يحصلون عليها عن سوريا قليلة جدا، ولكن لديهم ما يكفيهم منها للاستنتاج بأن تلك البلاد مصدر آخر للاتربة والغبار.
ويقول نك مدلتون من كلية سانت آن في اكسفورد في بريطانيا، وهو احد الذين راجعوا البحث الذي اعده علماء الامم المتحدة “المزارعون في هذه البلاد لا يعتنون باراضيهم بالطريقة المناسبة – اي انهم لا يزرعون المحاصيل ويعتنون بها بطريقة مستدامة – لأنهم اما اصبحوا لاجئين او يشاركون في القتال الدائر فيها. ولذا تحولت مساحات شاسعة من الاراضي الزراعية الى مصادر للاتربة والغبار الآن.”
ويقول خبراء الانواء الجوية إن اجزاء من آسيا الوسطى اصبحت هي الاخرى معرضة للعواصف الترابية.
ويقول الكساندر باكلانوف، وهو خبير في قضايا التصحر والعواصف الترابية لدى منظمة الأنواء الجوية العالمية، “إن بحر آرال آيل للجفاف، ومشكلة التصحر والعواصف الترابية في ازدياد في كازاخستان ومنغوليا على سبيل المثال.”
يذكر ان الاتربة التي تنقلها الرياح من منغوليا وصحراء غوبي تصل الى الصين وشبه الجزيرة الكورية واليابان حيث تتسبب بمخاوف صحية كبيرة.
كما تنقل العواصف الترابية القادمة من الصحراء الافريقية الكبرى جراثيم مرض التهاب السحايا الدماغية القاتل الى دول وسط افريقيا.
ويقول ديارميد كامبل لندروم، الخبير في العلاقة بين الصحة والتغير المناخي لدى منظمة الصحة العالمية التابعة للامم المتحدة، “تتكون العاصفة الترابية من كميات هائلة من الجزيئات، وعندما يستنشق الناس هذا الهواء الملوث تصل هذه الجزيئات الى رئاتهم مما يتسبب في اصابتهم بامراض القلب والجهاز التنفسي.”
وتقول منظمة الصحة العالمية إن العواصف الترابية تسهم في تلويث الهواء الذي يتسبب في موت 7 ملايين شخص سنويا على مستوى العالم.