إساءة للإسلام والأدب تثير الغضب ضد رئيس وزراء الجزائر

315

10160388711108830658838220501172

أثارت تصريحات رئيس الوزراء الجزائري عبد المالك سلال موجة من السخط والغضب في أوساط المثقفين والشعراء ونقابات التربية والتعليم في الجزائر بعد خلطه بين آية قرآنية والشعر العربي. وقال سلال السبت الماضي ، في افتتاح الموسم الدراسي الجديد في الجزائر إنه لا يمكن إحداث التنمية بالشعر وقل أعوذ برب الفلق، وليس بالتاريخ والجغرافيا نستخرج النفط. وقال: “ليس بالشعر وبأعوذ برب الفلق نبني البلاد”، وأضاف “بماذا نعمل الدفاع الوطني؟ بالشعر، بغير مجدٍ في ملتي واعتقادي”، وأن “أي مجتمع لا يعتمد على العلوم والرياضات لن يكون له مستقبل، لكن إذا أراد أن يبقى في الشعر، فليبق في قل أعوذ برب الفلق”.

واعتبر مثقفون وشعراء ونقابات التربية والتعليم هذه التصريحات أنها إساءة إلى اللغة العربية والعلوم الاجتماعية، وخلط بين الشعر والقرآن، وتهكّم على الشعر والأدب. وقال الشاعر أحمد عبدالكريم، الجائز على جوائز عربية في الشعر، إن “كلام عبدالمالك سلال بحق الشعر بالمطلق كقيمة ثقافية وجمالية مرتبطة بالثقافة العربية أمر عميق وخطير يحتاج إلى وضعه في إطاره الصحيح”. وأضاف أن في تصريح الوزير إشارة إلى أن الشعر سبب الأزمة التي نعيشها، وعليه “يجب نفي الشعراء من المدينة الفاضلة مدينة سلال”. وأضاف عبد الكريم أن تصريحات عبدالمالك سلال استهزاء بالثقافة والشعر والأدب، وقال: “من الآن علينا أن نخجل من كوننا شعراء”.

وقال الروائي الجزائري المقيم في الولايات المتحدة الأميركية رابح فيلالي موجهاً رسالة الى عبد المالك سلال: “عزيزي سلال رئيس حكومة بلدي العزيز، الشعر ليس معيباً في حق أهله، والأمة حتى تصنع طريقها الى المستقبل تحتاج الى كافة أبنائها من طيار الى مهندس الى طبيب وصحافي وشاعر ورسام ومسرحي وروائي، هؤلاء جميعاً يا عزيزي هم من يصنعون الأمة وتاريخها ويشقون طريقها الى المستقبل الافضل”.

نريد العلوم الرياضية والإنسانية:

ووجّه الكاتب كمال قرور، المسؤول عن تنظيم مدني ثقافي، رسالة الى الوزير الأول انتقد فيها تصريحاته، جاء فيها “كان على السيد الوزير الأول أن يعطينا ملامح المدرسة التي نريدها مستقبلاً، دون إقحام الشعر في خطابك الشعبوي، نعم لمدرسة تعطي أهمية للرياضيات والعلوم، ونعم أيضاً لمدرسة تعطي أهمية للعلوم الإنسانية”. وحملت نقابات التربية على خطاب الوزير الأول الجزائري ووصفت تصريحاته بـ”المستفزة والمتهكمة على اللغة العربية والعلوم الإنسانية”. واستغرب اتحاد عمال التربية والتكوين (نقابة مستقلة) تصريحات سلال، واعتبر أن “الوزير الأول لا يفرق بين الشعر والقرآن، فالشعر ليس قل أعوذ برب الفلق”.

امتداد لسياسة حكومية قديمة:

ويعتقد الشاعر والأستاذ في كلية الإعلام في الجزائر، عاشور فني، أن “ما قاله السيد الوزير الأول عن الشعر والمعتقدات والقرآن الكريم أثار سخطاً في أوساط الأدباء والمثقفين ربما لمستواه المفجع، أما الخط العام للخطاب في حد ذاته فليس جديداً على الإطلاق، إنه امتداد لاختيارات سياسية واجتماعية تعود إلى الإصلاح الأول للمنظومة التربوية في السبعينيات”. وأضاف فني أن سياسات الحكومية تضع “جوهر الوظيفة المسندة للمنظومة التربوية تكوين إطارات للتنمية لا تكوين رجال ثقافة وفكر، ولا تكوين مواطنين لبناء الدولة الحديثة. والنتيجة هي أن الكفاءات التي تم تكوينها خلال أربعة عقود كان مآلها البحث عن منافذ في العالم كله ولم تستفد منها الجزائر”.

 العربية نت

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*