مطالبات بالتخلي عن التوقيت الموحّد في الهند

363

645الحكمة – متابعة: مع انطلاق ساعات العمل في شمال شرقي الهند خلال أطول أيام السنة، تكون الشمس ساطعة بقوة والحرارة في أوجها تقريباً، نظراً إلى توحيد التوقيت في هذا البلد الشاسع. فالهند تضم منطقة زمنية لجميع سكانها البالغ عددهم 1,2 بليون نسمة ينتشرون في مناطق ممتدة من شرق بنغلادش إلى بحر العرب الغربي.

ووحّد التوقيت في البلاد لينسجم مع ذلك الخاص بولاية أوتار براديش التي تقع قرب خط الطول الأقرب إلى وسط البلاد. وبدأ انتهاج هذه السياسة عندما حصلت البلاد على استقلالها من بريطانيا، غير أن وزراء في حكومة شمال شرقي الهند يطالبون بالتخلي عن هذا التوحيد غير المنطقي بنظرهم للتوقيت. فمنطقتهم هي أقرب إلى دكا عاصمة بنغلادش التي يسبق توقيتها ذلك المعتمد في نيودلهي بـ30 دقيقة. وتشترك المنطقة في الحدود مع الصين وبورما وبوتان وكذلك بنغلاديش.

ويشير نشطاء داعمون للحملة إلى أن التوقيت الموحد أعاق تطوير المنطقة التي تضم بعض أفقر ولايات الهند، ما ضرب الإنتاجية وولّد مصاريف إضافية لإنارة المنازل والمكاتب.

وفي هذا الإطار، يقول أروب كومار داتا وهو كاتب في ولاية أسام في شمال شرقي البلاد يشارك في الحملة: «بالتأكيد ثمة إهدار للطاقة وساعات العمل»، مضيفاً: «الإنسان يكون أكثر نشاطاً (في الصباح)، لكن بحلول الوقت الذي نذهب فيه إلى مكاتبنا عند العاشرة صباحاً نكون قد فقدنا هذه الطاقة». وأسوأ من ذلك، يرى المشارك في الحملة جانهو باروا أن السياسة التي كانت تهدف إلى توحيد الهند المستقلة حديثاً أدت إلى مفاقمة الشعور بالتهميش في شمال شرقي البلاد، وهي منطقة تسيطر عليها القبلية في مواجهة حالات تمرد انفصالية كثيرة. ويقول باروا الذي يطالب منذ عقود بتغيير التوقيت في منطقته: «الناس ليسوا حمقى، بل باتوا يعون ببطء ما يحصل في بقية العالم وأصبحوا يدركون أنهم تعرضوا للتضليل».

ترعرع باهروا في مزارع للشاي في ولاية أسام، حيث كان العمل يبدأ السادسة صباحاً بهدف الاستفادة إلى أقصى حد من ضوء النهار. ويؤكد أنه «من غير الممكن اعتماد منطقة زمنية واحدة في بلد شاسع مثل الهند. هذا الأمر يجب أن يتغير». ففي الولايات المتحدة مثلاً، باستثناء الأراضي الواقعة في المحيط الهادئ وألاسكا، ثمة أربع مناطق زمنية مختلفة. كما أن البر الرئيسي في أستراليا يضم ثلاث مناطق زمنية وتضم روسيا تسع مناطق زمنية.

ولم تلق مقترحات سابقة لإقامة مناطق زمنية منفصلة في الهند آذاناً صاغية. غير أن بصيص أمل يلوح في الأفق مع مشروع للحكومة الجديدة في ولاية أسام بقيادة حزب بهاراتيا جاناتا الذي يتزعمه رئيس الوزراء ناريندرا مودي.

(أ ف ب)

س ف

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*