منظمة الصحة العالمية: المشكلة في تفشي الحمى الصفراء تكمن في سرعة وفاعلية الاستجابة

348

UN-Photo-Daniel-Johnsonالحكمة – متابعة: في إطار سعي منظمة الصحة العالمية الحثيث لمكافحة تفشي عدوى الحمى الصفراء في أفريقيا، عقدت المنظمة الخميس، مؤتمرا صحفيا بمقر المنظمة في جنيف، للوقوف على آخر تطورات الأوضاع وجهود المنظمة في التصدي للفيروس.

الدكتور بروس أليوارد المدير التنفيذي للطوارئ الصحية بمنظمة الصحة العالمية، تحدث في المؤتمر عن التغيير في طبيعة اندلاع المرض وطريقة التعامل معه، والمتوقع على المدى القصير والطويل.

المزيد في التقرير التالي.

يختلف التفشي الأخير لفيروس الحمى الصفراء عما سبق، في كونه حضريا، أي ينتشر في المدن أكثر منه في الأرياف. وهو ما يقلق منظمة الصحة العالمية بشكل بالغ لخطورة تفشيه بسرعة وعلى نطاق واسع.

فوفقا لآخر احصائيات منظمة الصحة العالمية، فمنذ ديسمبر الماضي وحتى الآن، هناك أكثر من 3,500 حالة مشكوك في كونها حمى صفراء في أنغولا، تم تأكيد 875 حالة منها، ووفاة 355 حالة.

أما في جمهورية الكونغو الديمقراطية فهناك حوالي 1300 حالة مشكوك فيها من الوباء، تم تأكيد 68 حالة منها، جاء معظمها عبر الحدود من أنغولا.

جاء ذلك على لسان المدير التنفيذي للطوارئ الصحية بمنظمة الصحة العالمية، بروس أليوارد، الذي ذكر أن المنظمة تسعى إلى احتواء الفيروس جغرافيا:

“أولا، يمكن حدوث التفشي في المناطق الحضرية، وهذا يمكن أن يبدأ مع نشاط أسراب البعوض التي تنشر الفيروس بين السكان والأفراد المعرضين بشكل سريع جدا. ومع الانتشار السريع، يمكن أن نرى معدل وفيات عال جدا، مما قد يؤدي إلى أحداث خطيرة مزعزعة للاستقرار. ولكن الأمر الآخر المقلق هو عندما يحدث التفشي في المناطق الحضرية، فإن هناك خطرا من انتشار الفيروس دوليا.”

كما شدد بروس أليوارد على أنه لم يثبت علميا أن هناك تغيرا في طبيعة الفيروس ذاته. لكن هناك تغير كبير في نمط الحياة، نظرا لزيادة انتقال الناس إلى الحياة الحضرية:

“نحن نشهد زيادة في الكثافة السكانية وزيادة في التنقل وحركة الأشخاص، نظرا لكسر الحواجز وزيادة القدرة على السفر. ولذا فالاستراتيجية الأصلية للتطعيم الروتيني والتطعيم الشامل في المناطق الريفية لن تكون كافية مستقبلا، لأن الفيروس يتم نقله مباشرة خلال هذا الحاجز الحصين الذي كنا نحاول تحقيقه في المناطق الريفية إلى المناطق الحضرية، حيث تتصاعد المخاطر بسرعة.”

وردا على تقارير إخبارية، تم تداولها مؤخرا تحذر من خطر عدم كفاية المخزون العالمي من لقاح الحمى الصفراء، أشار أليوارد إلى أن المعضلة لا تكمن في ذلك:

“أرى الكثير من التقارير الصحفية التي تشير إلى أنه ليس هناك ما يكفي من اللقاح. هذه ليست المشكلة، المشكلة هي أن اللقاح لا يستخدم بسرعة كافية وبشكل فعال بما فيه الكفاية لوقف انتشار المرض.”

وفيما يلي بعض الحقائق عن وباء الحمى الصفراء:

–       الحمى الصفراء تنتمي لنفس عائلة الفيروسات (الحمى النزفية الفيروسية) التي ينتمي إليها فيروس الإيبولا، وتنتقل عن طريق بعوضة الزاعجة المصرية، وهي نفسها المسؤولة عن انتشار فيروس زيكا.

–       تعتبر الحمي الصفراء مرضا فتاكا، حيث تصل نسبة الوفيات في الحالات الحرجة إلى 50%.

–       على الرغم من عدم وجود علاج للحمى الصفراء، إلاّ أنه يوجد لقاح فعال ضد الفيروس منذ ثلاثينيات القرن الماضي، بخلاف الإيبولا الذي لا يوجد له لقاح حتى الآن.

–       خلال التفشي الأخير للوباء في أنغولا وجمهورية الكونغو الديمقراطية، تم تطعيم حوالي 15 مليون شخص، وتسعى منظمة الصحة العالمية إلى تحصين كل سكان المناطق الحضرية بأفريقيا، والمقدر عددهم بثلاثمئة مليون نسمة.

–       هناك 47 بلدا حول العالم حيث تعد الحمى الصفراء مرضا مزمنا، 33 منها في أفريقيا، والبقية في دول أميركا اللاتينية.

(منظمة الصحة العالمية)

س ف

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*