مفارقات مذهلة في سورية: المسلحون الذين تدعمهم الولايات المتحدة يطبعون صور صدام حسين على جميع سياراتهم!

271

 farouq_militants_saddam_inter

   قامت “كتائب الفاروق” مؤخرًا بطباعة صورة الطاغية العراقي السابق صدام حسين على كافة سياراتها القتالية، مع إضافة عبارتي ” زعيم العرب ..القائد صدام حسين”. وشوهدت سيارات المجموعة المشار إليها، وهي أقدم مجموعة مسلحة تأسست تحت اسم “الجيش الحر”، تجوب مناطق ريف حمص وقد طبعت عليها كلها “الكليشة” التي تظهر في الصورة أعلاه.

   يشار إلى أن” كتائب الفاروق” تشكل إحدى أكبر المجموعات التابعة للعميد “المنشق” سليم إدريس، رئيس أركان ما يسمى”الجيش الحر”، الذي تديره وتموله وكالة المخابرات المركزية الأميركية ودول الخليج؛ أي الدول نفسها التي استدعت تحالفا دوليًّا لاجتياح بغداد وإسقاط نظام صدام حسين، بينما كانت الطائرات القاذفة الأميركية تقلع من قواعدها في “الظهران” و”تبوك” في السعودية و “السيلية” و”العيديد” في قطر، فضلًا عن الأراضي الكويتية، لدك معاقل الجيش العراقي وقصور الرئيس المخلوع!

   المفارقة الأخرى هي أن “كتائب الفاروق” تحديدًا كانت أنشئت من قبل الاستخبارات السعودية وبرنار هنري ـ ليفي، ولا تزال تتمول حتى الآن من المخابرات السعودية!

   المفارقة الثالثة هي أن هؤلاء الذين يضعون صور صدام حسين على سياراتهم ويصفونه بأنه “زعيم العرب”، هم أنفسهم الذين يستدعون الولايات المتحدة للاعتداء على بلادهم ، رغم أن الولايات المتحدة هي التي أسقطت “زعيمهم” وأعدمته! وهذا ما يؤكد أن “الإسلام السياسي السني”، وكما قال المفكر السوري الراحل ياسين الحافظ ( ابن مدينة “دير الزور”) “لا يمكن أن يكون إلا إسلامًا عميلًا للإمبريالية وإسرائيل في كل زمان ومكان”.

   أحد المراقبين فسر الأمر بأن المسلحين، وكما بات واضحًا منذ صيف العام 2011، يخوضون حربًا بوصفهم “سنة ضد نظام علوي”، وباعتبار أنهم يفتقدون للرموز، إذ جميع قادتهم من الزعران وقطاع الطرق والمهربين ومجرمي الحق العام، لم يجدوا “أيقونة” و”رمزًا” لهم سوى صدام حسين. هذا فضلا عن أن صدام حسين، كما تربوا سياسيًّا، شن حربًا ضد “إيران المجوسية” لثماني سنوات. ولا يهمهم ما إذا كانت حربه بأوامر واشنطن وتوجيهاتها الاستخبارية، كما كشفت “فورن بوليسي” مؤخرًا من خلال وثائق”سي آي إي” التي نشرتها. فما يهم هؤلاء هو أنه كان“سنيًّا يخوض حربًا ضد الشيعة”، وهذا يحاكي برنامجهم السياسيّ في سورية الآن على نحو صريح، ويدغدغ مشاعرهم الطائفية والمذهبية التي تحرك ثورتهم الوهابية.

الحقيقة

تعليق 1
  1. سرحان أبو ذيب يقول

    نفس الطينة ونفس الفكر الفاسد قتل واقصاء وظلم وسيعلم الذين ظاموا (( كل الذين ظلموا )) أي منقلب ينقلبون

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*