الحكمة – متابعة: بيّنت تجارب أجريت على فئران أن تفعيل مركز السعادة في الدماغ يحفز نظام المناعة على العمل بنشاط ويحمي الجسم من جراثيم عصية القولون.
وقال العلماء إن نظام المناعة لدى الإنسان والحيوان، هو نظام مرن ومعقد من شأنه أن يحمي الجسم من الجراثيم والفيروسات الضارة، استنادا إلى ردود الفعل الوراثية، وعن طريق تعليم الذات وإنتاج أجسام مضادة قادرة على تحديد الأجسام المرضية حديثة الولادة.
وقالت الباحثة “أسيا رولز” إن من مميزات نظام المناعة قابليته للخداع، أو بالأحرى إنه خاضع للكذب الذي يجعله يعمل بفعالية تزيد عن الفعالية المعتاد عليها حيث يبدو أن المريض يتعاطى دواءً قويا (ظاهرة “الدواء الوهمي”). ويتساءل العلماء اليوم لماذا ظهر هذا الأمر ويبحثون احتمال استخدامه في الطب.
وقد وجدت الباحثة وفريقها ردا على هذا السؤال من خلال متابعة ما يحدث في أدمغة الفئران التي كان العلماء قد نقلوا إليها جرعة خطيرة من جراثيم عصية القولون القادرة على إيقاع عواقب خطيرة في جسمها.
ودلت الدراسات على أن ظاهرة “الدواء الوهمي” تتعلق بشعور المتعة أو تفعيل مركز المتعة في دماغ الفأر. وقرر الأطباء إنماء نوع خاص من الفئران يمكن تفعيل و إطفاء مركز المتعة في أدمغتها.
وتابع العلماء كيفية مقاومة نظام المناعة لعدوى عصية القولون التي نقلت إليها. واتضح أن تشغيل نظام المتعة في دماغ الفأر يؤدي إلى ارتفاع نشاط نظام المناعة في مقاومة جراثيم عصية القولون وإنتاج الأجسام المضادة.
لم يفهم العلماء حتى الآن لماذا تطورت ظاهرة “الدواء الوهمي” لدى الإنسان والحيوان. لكنهم يعتقدون أن جسم الإنسان والحيوان يتعرض للحد الأقصى من المخاطر في أثناء التكاثر وتناول الطعام ، ما يعتبر متعة بالنسبة إليه.