لحظات الرعب التي عاشتها ميسا في مطار أتاتورك… إطلاق نار وصراخ وسوء معاملة!

363

13814538_1763738967177078_359408616_n_757473الحكمة – متابعة: هرجٌ ومرجٌ، كأنه يوم الحشر، صراخٌ وركضٌ، من دون أن يعلمَ أحدٌ ما يدورُ، حالة الرعب عمّت الجميع، تحت الطاولات وفي الحمامات اختبأ البعض. الصورة ضبابية وكل شخص بدأ يرسم سيناريو ما يدور في مخيلته، هذا جزء بسيط من ساعات رعب طويلة عاشها من كتب له القدر ان يتواجد ليل الجمعة الماضي في #مطار_أتاتورك باسطنبول ساعة وقوع الانقلاب العسكري ضد الرئيس التركي رجب الطيب #أردوغان.

ميسا اشقر (31 عاماً) واحدة ممن كانوا في المكان والزمان الخاطئين، وقد كلفها الأمر عدا عن الخوف الذي تملكها، 30 ساعة انتظار في المطار مع معاملة أقل ما يقال عنها انها سيئة لاسيما كما قالت لـ”النهار” من قبل موظفي شركة “Turkish_airlines#”.

وشرحت انه “عند الساعة التاسعة مساء من تلك الليلة وصلتُ مع صديقتي الى المطار آتية من جورجيا، اذ لم أكن في جولة سياحية في تركيا بل الامر كان مقتصراً على ترانزيت كما حال معظم اللبنانيين الذين تواجدوا حينها… كانت الأمور هادئة ولا شيء يشير الى ان في الخارج أمراً يحاك او انقلاباً ينتظرُ البلاد، لأتفاجَأ برسالة عبر واتس اب وصلتني من لبنان تطلعني على الامر وأن رحلات الطيران ألغيت جميعها”.

لحظات بل أحاسيس

في البداية، لم تأخذ ميسا الأمر على محمل الجد، لكن ما ان مرّ وقت قصير حتى بدأ الناس يدخلون إلى المطار مسرعين يصرخون بأعلى صوتهم، “انتقلت عدوى الركض لدى كثيرين… البعض تمدد أرضاً والبعض الآخر اختبأ تحت الكراسي والطاولات، لم أفهم ماذا يحصل لكن في هذه اللحظات تجمدتُّ في مكاني، وبدأت البحث عن صديقتي التي كنتُ قد ابتعدتُ عنها لشراء شاحنٍ للهاتف، وجدتها تحت احدى الطاولات شاركتها المكان اترقب ما سيدور وانا اتخيّل بأن شخصاً يحمل رشاشاً قد يدخل ويمطر الموجودين بالرصاص”.

مواجهة المصير

” بدأ صوت إطلاق النار يتعالَى في الخارج، وفي الداخل كان الجميع في حالة ذهول، ينتظرُ ما سيؤول، منا من اختبأ في الحمام أو في اي مكان اعتقد انه سيحميه من خطر المسلحين المفترضين، استمرَ الأمر حتى الساعة الخامسة صباحاً، المطار خلا من الموظفين، لم يسألْ أحدٌ عن المسافرين حتى الاوروبيين ” وفق ميسا التي تلفت انه “في اليوم التالي تم تأمين رحلات لهم، الا نحن اللبنانيين قنصليتنا كانت غائبة عن الحدث، تركنا نواجه مصيرنا منفردين مع شركة طيران لا تحترم المسافرين، فلم تسمح لي بحجز رحلة جديدة على متن الطائرة التي ستقلع عند الساعة الثامنة والاربعين دقيقة مساء السبت رغم وجود مقاعد فارغة، ما اضطرني وصديقتي الى انتظار طائرة الساعة الواحدة والخمسة وأربعين دقيقة بعد منتصف الليل من دون ان يؤمنوا لنا طعاماً وشراباً طيلة مدة الانتظار”.

ميسا تحمد الله أنها استفاقت من الكابوس، لكن الى الآن لا تتمكن من النوم جيداً، فلم يخطر في بالها يوماً ان تعيش حالة الرعب التي مرّت بها لا في الواقع ولا في الأحلام!

(النهار)

س ف

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*