الحكمة – متابعات: اتسع بشكل كبير حجم الانتصارات العسكرية المتحققة في مختلف الجبهات، فعقب يومين من انتصار القيارة، حققت القوات الأمنية انتصارا آخر أمس في جزيرة الخالدية شرق الرمادي، حينما تمكنت بمساندة أبطال الحشد الشعبي من تدمير جميع تحصينات «داعش» في عموم هذه الجزيرة وما حولها، وقتل عشرات الإرهاببيين خلال تدميرها وكرا كان بداخله عتاد تلك العصابة الاجرامية اذ تم تطهير الجزيرة بالكامل.
النجاحات العسكرية المتحققة، رافقها جهد خدمي، عكفت على تقديمه الجهات المعنية بهدف اعادة الحياة الطبيعية لناحية القيارة، من خلال رفع العبوات الناسفة من شوارعها وادخال شاحنات المواد الغذائية والمساعدات التي بوشر فعلا بتوزيعها بين الاهالي.
تطهير الجزيرة
فقد أعلنت قيادة العمليات المشتركة مساء أمس تطهير جزيرة الخالدية في محافظة الأنبار بالكامل من سيطرة «داعش» الإرهابي. من جانبه ، قال قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت: ان ابطال القوات المشتركة واشاوس تشكيلات هيئة الحشد الشعبي، دمروا بمساندة فعالة من غطاء جوي عراقي خالص ومن دون مشاركة طيران التحالف الدولي، جميع تحصينات ارهابيي «داعش» حول جزيرة الخالدية، ولم يبق منهم الا جيوب مشتتة من اجل المشاغلة لا غير.
وأضاف ان عصابات «داعش» دفعت بـ(1000) ارهابي للدفاع عن جزيرة الخالدية وهم من فرق ما يسمى بـ(النخبة)، الا انه اكد ان قواتنا تمكنت من ابادة معظمهم ولم يتبقَ منهم سوى 100 ارهابي تجري مطاردتهم على مدار الساعة للقضاء عليهم نهائيا.
وأشار جودت الى ان منطقتي البوبالي والكرطان وما حولهما من مناطق في جزيرة الخالدية اصبحت خالية من اي تواجد للدواعش، بعد طردهم منها وقتل العديد منهم، فيما هرب بعضهم باتجاه منطقة البوكنعان المجاورة، لافتا الى ان نسبة 70 بالمئة من قتلى «داعش» هم عراقيو الجنسية غرر بهم وتلطخت ايديهم بدماء الأبرياء من ابناء جلدتهم، اما البقية فهم عرب واجانب.
ووصف جودت عملية تحرير جزيرة الخالدية بأنها نظيفة بالمجمل ولم تتسبب في اضرار بالبنية التحتية للمناطق وهو عامل سيعجل من عملية إرجاع النازحين اليها.
التوجه لراوة وعنه والقائم
من جانبه قال مدير عمليات قيادة قوات الشرطة الاتحادية، العميد الركن فارس راضي، ان هذه القوات دمرت اقوى واشد حصن للدواعش في منطقة البوكنعان اذ تم ردم انفاقهم والخنادق المتفرعة منهم، مؤكدا تكبيدهم خسائر كبيرة جدا في تلك المنطقة التي اصبحت مقبرة لهؤلاء الارهابيين وبينهم عدد كبير من امراء وقادة «داعش» العسكريين الضالعين بالاجرام وكانوا تلقوا تدريبات عسكرية في دول اخرى.
ورأى القيادي بالحشد الشعبي النائب هادي العامري، ان منطقة البوكنعان كانت لها اهمية استراتيجية لدى عصابات «داعش» بالإضافة الى مناطق الجزيرة الأخرى، وعليه حاولت تلك العصابات عرقلة وابطاء السيطرة عليها بهدف اتخاذها منطلقا لاستهداف مركز الرمادي والمناطق المحررة الأخرى بالانبار، لكن انجاز عملية التحرير ازاح هذا الخطر وابعد تهديده عن مدن المحافظة.
وكشف قائد الشرطة الاتحادية عن انه بعد حسم هذه العملية ستكون وجهة القوات المشتركة صوب الشمال باتجاه جزيرتي هيت والرمادي ومناطق اعالي الفرات المتمثلة براوة وعنه والقائم اقصى غرب الانبار وصولا الى الحدود مع سوريا.
تأمين ناحية القيارة
بالرجوع إلى قاطع جنوب الموصل وتحديدا من ناحية القيارة التي تم تحريرها الخميس الماضي، وضمن انطلاق حملة إعادة الحياة الطبيعية لها، أفاد قائد الفرقة الخاصة الثانية بجهاز مكافحة الإرهاب اللواء الركن معن السعدي، بان قوات الجهد الهندسي باشرت فور انجاز عملية تحرير الناحية رفع العبوات الناسفة وتفكيك الألغام في الشوارع الى جانب فتح الطرق التي تحتوي على خنادق كان حفرها ارهابيو عصابات «داعش» قبل هزيمتهم، مشيرا الى ان القوات الأمنية ستنجز مهماتها الأساسية خلال الأيام المقبلة وتشرع بتسليم الأراضي المحررة الى قيادة عمليات نينوى ليتم ايكال مهمة مسك الأرض الى قطعات الفرقة 15 والشرطة المحلية للمحافظة.
وأكد السعدي، أن الجهد الاستخباري بمساعدة أهالي القيارة القى القبض على عدد من دواعش الناحية لاسيما ان العوائل تشجعت على ابداء التعاون بعد دخول القوات المحررة، لافتا إلى ان الجهد الاستخباري يواصل عمليات البحث عن الارهابيين والمندسين.
«داعش» ينتقم من الأهالي
وعلى أثر هزيمتها النكراء في القيارة، اتخذت عصابات «داعش» اجراءات انتقامية تجاه جميع سكان القرى الواقعة شمال الناحية واجبرتهم على ترك منازلهم خشية اندلاع انتفاضة ضدها على غرار ما جرى من قبل اهالي القيارة الذين هجموا على مقار ارهابييها واحرقوها، بحسب حديث مدير ناحية القيارة صالح الجبوري، موضحاً ان إرهابيي «داعش» وقياداتهم من الذين فروا من معارك القيارة الى قرى (الحود تحتاني والحود فوقاني وحميدات) اجبروا سكان هذه القرى التي يقطنها نحو 17 ألف نسمة على النزوح الى العراء مع الاطفال والمسنين خشية قيامهم بالانتفاض ضد هؤلاء الارهابيين كما فعل اهالي القيارة.
وتابع الجبوري ان الاف العائلات الان تحت اشعة الشمس ولا يسمح لها «داعش» بالدخول الى الموصل او القرى المجاورة، متخذا منهم دروعا بشرية لاسيما ان القرى المذكورة ستكون ضمن مرحلة التحرير خلال عمليات الايام المقبلة.
وأكد قائد عمليات نينوى اللواء نجم الجبوري، العثور على مقبرة جماعية تضم 40 رفاتا تعود لشيوخ وابناء عشائر القيارة، خلال عمليات تمشيط وتطهير الناحية، مشيرا الى ملاحظة اثار التعذيب البشع على الجثث. وأوضح العميد في شرطة نينوى، محمد الجبوري، بان عصابات «داعش» نفذت امس عمليات اعدام 30 من عناصرها المهزومة من جبهات القتال خلال عملية تحرير القيارة بينهم قياديون عرب ومحليون بعد اعتقالهم من خلال نصب مفارز لهم جنوب الموصل، مبينا ان الاعدام نفذ في داخل ناحية الشورة مع منع تسليم جثثهم لدائرة الطب العدلي.