ماذا تفعل إذا شاهدت شخصا يتحرش بمسلم في المواصلات؟

365

teaser_maeril_new_obs_3_sept_16-copyالحكمة – متابعة: ماذا تفعل إذا رأيت متعصبا يتحرش بشخص بسبب دينه، وخصوصا إذا كان الشخص المستهدف مسلما؟ طبعا لن توافق وستريد أن تتدخل. لكنك لا تريد أن تصاب بالأذى.

ماري-شيرين يينر -22 عاما- رسامة فرنسية مقيمة في باريس وجدت الحل في صيغة كتيّب مصور يضع أسلوبا علميا مجربا يهدف إلى عزل المتحرش عن  الضحية ومساندة الشخص المستهدف بالتحرش والحد في نفس الوقت من احتمال حدوث العنف.

“لاحظت تصاعدا للإسلاموفوبيا”

لاحظت تصاعدا للإسلاموفوبيا بعد اعتداءات باريس ونيس… فبدأت أسمع قصصا من أصدقائي. أخبرتني بعض الصديقات أن غطاء رؤوسهن نزع عنهن بالقوة وتعرضن للشتائم في الشارع، إذ قيل لهن: “أنتن إرهابيات… أنتن مستفزات لنا بأغطية رؤوسكن”، وما شابه هذا الكلام. وهؤلاء هم تحديدا أشخاص يريدون أن يؤكدوا أن المسلمين أشخاص غير مرحب بهم. وسمعت أيضا قصصا من متابعيّ عبر فيس بوك وتويتر. كل هذا أوصلني إلى قناعة بأنه من الضروري أن أعدّ هذا الكتيّب الدليل.

“هذا الدليل أخرج كل الكراهية”

لقد لقي هذا الدليل استقبالا جيدا في الغالب. وفرح المسلمون برؤية كل هذا الدعم. لكنه للأسف أخرج أيضا كل الكراهية الدفينة. ووصلتني عدة رسائل ذات طابع إسلاموفوبي. هناك أشخاص قالوا لي إنني ساذجة لأنني أردت مساعدة المسلمين. من جهتي مسحت هذه الرسائل من صفحتي عبر فيس بوك، فانا لا أسمح بالكراهية على صفحتي.

من المهم أن نساعد المسلمين لأنهم في موقف محرج في الوقت الراهن. إن الناس يحاولون في الغالب التخفيف من أثر العنصرية قائلين إن الجميع يمكن أن يكون مستهدفا. لكن الشخص الأبيض البشرة لن يجبر على خلع الملابس أمام الملأ…والشخص الأبيض البشرة لن يلحق به حارس الأمن في المتجر. أنا مثلا عندما أذهب إلى متجر أتعرض لتفتيش حقيبة يدي مثل أي شخص آخر بسبب الاحتياطات الأمنية العالية [هيئة التحرير: خطة الاحتياطات الأمنية المعروفة باسم فيجيبيرات التي تم رفعها إلى أقصى درجة في باريس منذ اعتداءات شارلي إيبدو عام 2015].

وحتى عندما أذهب للدفع عند الصندوق يسألونني: ” هل فتشت حقيبة يدك من قبل؟” وكل هذا لأن ملامحي ليست كملامح البيض. أبدو عربية. أبدو من الشرق الأوسط. وأبدو في نظرهم كالإرهابية. بعد الاعتداءات التي جرت في فرنسا، ستنتشر ظاهرة الإسلاموفومبيا. لكن ليس في وسعي الحد منها، وكل ما أتمناه هو أن يفهم الجميع أن المسلمين الذين يعيشون في فرنسا قد روّعتهم الاعتداءات كما روّعت غيرهم. .

ترجمة: عائشة علون

(مراقبون)

س ف

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*