لماذا ألغت أبل منفذ السماعات القديمة وإستبدالها بسماعات لاسلكية؟!
411
شارك
الحكمة – وكالات: منذ إطلاق أبل لهواتفها الجديدة في السابع من سبتمبر الجاري، ولا زال الحديث يدور عن هذا الحدث في المجتمعات التقنية وغير التقنية أيضاً، والشيء الأكثر إثارة للجدل هو التحديث الثوري و غير المتوقع تماماً الذي أحدثته أبل في عالم الهواتف الذكية.
فأبل عودتنا دائماً على الجديد في كل هاتف أو منتج تطلقه، ولكن هذه المرة ذهبت لأبعد من ذلك بكثير بإلغاء إحدى الميزات التي ظلت صامدة لأكثر من نصف قرن. هذه الميزة هي منفذ السماعة السلكية التقليدية وإستبدالها بمخرج Lightning الخاص بالشحن لتوصيل السماعات، فما هي أسباب هذا الثورة الغير تقليدية لهاتف آيفون الجديد.
تدفق مزيد من الأموال
بطبيعة الحال هنالك مستخدمين ظلوا أوفياء لهواتف أبل منذ الجيل الأول وحتى الآن، و تم إطلاق مصطلح Apple Fan Boy عليهم، وهولاء بالضبط ما تعول عليهم أبل لتسويق هواتفها الجديدة بغض النظر عن تكلفتها وتكلفة الإكسسوارات المرافقة لها.
وبالحديث عن الإكسسوارات فإن الطرف الأبرز والأهم في كل هاتف هي السماعة التقليدية المرافقة لكل وحدة هاتف جديدة، ولكن مع أبل أصبحت الأمور مختلفة، فقد جعلت هذه الوحدة تُباع كوحدة خارجية بحد ذاتها بسعر 159 دولار أمريكي، وهي السماعة اللاسلكية والتي تم تسميتها AirPods المتوافقة مع هواتف أبل الجديدة وفي هذا دولارات جديدة سوف تدخل خزينة أبل، كون أن إستخدام المنفذ الوحيد سيكون خاصاً للشحن ومع إمكانية إستخدامها كمنفذ لسماعة سلكية إلا أنها قد تكون حل غير عملي خاصة لهواة الإستماع للموسيقى بصورة مستمرة.
ليس المستخدم وحده … بل للشركات نصيب
بإلغائها لمنفذ السماعات التقليدية، فإن أبل تفتح المزيد من الفرص للشركات المصنعة للإكسسوارات للدخول رغماً عنها لصنع سماعات لاسلكية متوافقة مع أجهزتها الجديدة، وللحصول على رخصة التصنيع هذه لابد لها من الرجوع لأخذ الإذن من الشركة المصنعة للهاتف “أبل” ودفع رسوم الترخيص للسماح لها بالولوج في هذا المجال، وسيصب هذا أيضاً في صالح أبل نحو مزيد من الدولارات التي تأتي لخزينتها.
هل إلغاء المنفذ التقليدي هو لجعل الهاتف مقاوماً للماء؟!!
إحدى أسباب أبل التي تستند إليها للدفاع عن إلغائها للمنفذ التقليدي هو أنها في سبيل جعل الهاتف مقاوماً للماء لابد لها أن تقلل من المنافذ الموجودة في الهاتف لتطبيق هذه الميزة في هواتفها الجديدة.
ربما كانوا محقين وربما لا، ولكن الشيء المؤكد هو أن هنالك الكثير من الشركات وصانعي الهواتف الذكية قد سبقوهم في هذا الأمر بدون إلغاء المنفذ التقليدي، وعلى رأس هذه الشركات شركة سوني وهاتفها Xperia Z وشركة سامسونج وهاتفها Galaxy S7.
من الفقرة السابقة يمكننا أن نقول أن أبل أرادات أن تأخذ الريادة في هذا الأمر بطريقتها الخاصة والخاصة جداً.
مسألة إدارة الحقوق الرقمية
بإلغائها للمنفذ التقليدي للسماعة فإن أبل فتحت الباب واسعاً أمام صانعي الموسيقي ومنتجيها للحفاظ على حقوقهم في ما يخص المحتوى الرقمي في أجهزة المستخدم، فيمكن إستخدام الأغنية التي تم شراءوها على جهاز أبل فقط بسبب الحقوق الرقمية Digital Rights Management المعروف إختصاراًDRM، والسبب في ذلك أن المحتوى الرقمي محمى في جميع أنحاء العالم بقانون الألفية للملكية الرقمية Digital Millennium Copyright Act المعروف إختصاراً DMCA.
وبإطلاق أبل لهذه الميزة فإنها سوف تساعد هولاء الصانعين في الشروع في إصدار بعض القوانين تقيد الجميع بالتحقق من مضمونها على أجهزتها، ومع إمكانية تفعيل هذه المحتويات من خلال أطراف ثالثة إلا أنها أصبحت من الصعوبة بمكان، فمن الآن وصاعداً وصل الهاتف بسماعات الرأس التي اشتريتها حديثاً أو وصل الهاتف بنظام الإستيرو الخاص بك أصبح صعباً إن لم يكن مستحيلاً.
كل ثورة لابد لها من قائد
في مناحي الحياة المختلفة، يجب أن يكون هنالك شخص يأتي ببعض الأفكار التي يمكننا أن نطلق عليها ثورية وسابقة لعصرها، والأمثلة كثيرة في هذا الأمر، وبالنسبة للمجال التقني فإن أبل وبغض النظر عن كل شيء تعتبر قائدة ثورات التغيير الرقمي منذ نشأتها.
فكل منتج تطلقها تلاقي الكثير من الاعتراض ثم لا تلبث أن يتم – هضمها – بمرور الوقت وتبدأ الإشادات تتوالى عليها، وفي أمر إلغاء منفذ السماعات السلكية التقليدية فيمكننا أن نقول أن أبل خرجت بأمر لم يفكر فيه الكثيرين – أو كانوا خائفين من تطبيقها على ارض الواقع – .
فمنطق أبل يقول انه حان الوقت لإلغاء بعض الأفكار التي تعتبر عتيقة الطراز مع التقدم التقني الهائل في الوقت الراهن وفي المستقبل أيضاً، فكلنا نتذكر الثورة الهائلة عندما تم التخلي عن تقنية الأقراص المرنة وإستبدالها بالأقراص الضوئية ومن ثم حلول تقنية محركات الأقراص الفلاشية و منفذ 3.0 بدلاً 2.0 والأمثلة في هذا الأمر لا يحصى.
خلاصة القول هو أن خطوة أبل الكبيرة بإلغائها لمنفذ السماعات التقليدي وإستبدالها بسماعاتها اللاسلكية، قد سبقت الكثيرين وقفزت خطوات عديدة نحو المستقبل، وأصبح على الجميع الآن مجاراتها في هذا السباق وربما قد ينجحون في الإقتراب منها ولكن من الصعب أن يسبقوها والإستثناء الوحيد للتغلب عليها هو يجب عليهم التفكير خارج الصندوق.