المرجع الديني الكبير السيد الحكيم يشدد على بناء مؤسسات الدولة وفق أسس صحيحة ورعاية النازحين
359
شارك
النجف الأشرف – الحكمة: طالب المرجع الديني الكبير السيد محمد سعيد الحكيم (مدّ ظله) المتصدين للشأن السياسي بتوجيه الطاقات إلى هدف واحد متمثل ببناء مؤسسات الدولة على أسس صحيحة.
وطالب سماحته (مدّ ظله) ، في كلمته التي ألقاها نيابة عنه نجله حجة الإسلام والمسلمين السيد علاء الحكيم، خلال المؤتمر 31 للمبلغين والمبلغات، الذي عقد في النجف الأشرف، المتصدين إلى الشأن العام، بـ “التعامل مع هذه الجرائم على إنها جرائم إبادة ضد الإنسانية”، مطالبا المتصدين السياسيين بـ “توحيد جهودهم وتوجيه الطاقات إلى هدف واحد، وهو بناء مؤسسات الدولة على أسس صحيحة لتمارس دورها بتقديم الخدمات للمواطنين، ومعالجة مشكلة النازحين وتخفيف معاناتهم والسعي الجاد لرعاية عوائل الشهداء وتخفيف معاناتهم وتقديم يد العون للجرحى”.
ودعا (مدّ ظله) المبلغين والمبلغات إلى “البحث عن واقع النهضة المقدسة وأبعادها وأهدافها ودراساتها موضعيا وتثقيف المؤمنين بالاعتزاز بدينهم والدفاع عنه، والتعريف بأهمية إحياء هذه الذكرى وأهمية الدين والثبات أمام الأشرار، بمختلف الأساليب، وينبغي متابعة ما ورد عن آل البيت في ذلك والتذكير به لان مواقفهم العملية موقعها الخاص في نفوس المؤمنين”.
وأشار سماحة المرجع الكبير السيد الحكيم (مدّ ظله) ، إلى ضرورة “بث الثقافة الدينية العامة في العقيدة والسلوك والتعريف برموز الدين وتنبيه المؤمنين إلى التعرف على واقع دينهم والاعتزاز بأمورهم والتنفر من الطغاة والمنحرفين”، مشددا على ضرورة “مراعاة الغرض الأهم من هذه المواسم والتي أكد عليها أهل البيت عليهم السلام، وعرض ظلامة سيد الشهداء خاصة وظلامة أهل البيت عامة والتفكر، لأن في ذلك أداء لحقهم والتعبير عن موالاتهم” وتأسي شيعتهم بهم وصبرهم على ما يمر بهم للاستمرار بقضيتهم.
ونوه المرجع الحكيم (مدّ ظله) ، إلى أن “الشعب العراقي وشيعة أهل البيت (عليهم السلام) خاصة، واجهوا منذ الأيام الأولى لسقوط النظام هجمة إرهابية شرسة أدت إلى استشهاد وجرح ما لا يحصى منهم ، وكادت البلاد أن تقع ضحية للإرهاب لولا رعاية المرجعية في فرض الدفاع عن الأرض والمقدسات، وكان لاستجابة المؤمنين أثر كبير في صد الهجمة الإرهابية”، مضيفا “إننا نثمن تلك الوقفة الشجاعة، وندعو المبلغين إلى التواصل مع المقاتلين وشحذ هممهم”.
وتطرق سماحة المرجع السيد الحكيم(مدّ ظله) إلى، واقعة الطف مبينا أن “فاجعة الطف أحدثت تحولا عظيما في تاريخ الإسلام وصانت قيمه من الزيف والانحراف مع إنها انتهكت حرمة آل بيت الرسول صلى الله عليه واله ، حيث واجه الإمام الحسين عليه السلام والصفوة من بيته وأنصاره وبكل ما يملكون وبكل قوة معنوية الطغاة مستغلين إغراءات المال وبطش السيف من أجل أن لا تنسى الأمة الدين الإسلامي وأخلاقياته الفاضلة وترجع في غفلتها نحو جاهليتها لتتخذ من الطغاة أصناما تعبدهم من دون الله”.
وأضاف، “كان سيد الشهداء على علم بما ستؤول لها الأمور، ومع ذلك سار إلى الموت بخطى ثابتة وعزم راسخ ولم يكن معه إلا عدد قليل من المؤمنين ممن امتحنهم الله للأيمان، ولقد أحس الإمام بالفتح وتلمس النصر المتمثل في الشهادة”، مشيرا إلى أن “واقعة الطف كانت صرخة أيقظت ضمير الأمة ونبهتها إلى ما هي عليه من سوء، وصبت عليهم اللعنة والنقمة أبد الآبدين وعادت دينة الدين حية تستقطب ذوي السعادة والتوفيق ليبلغوها الأجيال لتبقى كلمة الحق ظاهرة تقوم عليها الناس”.
وتابع، “وإذا كان سيد الشهداء قد تحدى الطغاة والمنحرفين، وقدم نتيجة ذلك الدماء الزكية فإن شيعته قد واصلوا التحدي منذ الأيام الأولى والمواصلة على إحياء الذكرى المقدسة والعقائدية والرموز الشامخة ملبين نداء النصرة والاستغاثة الذي لا يزال إلى ألان، وقد تحملوا في سبيل ذلك وإلى يومنا هذا التشكك والمصائب والمآسي والفجائع ونزف الدماء ما لم يحط أحد”.
وأشار المرجع الحكيم، إلى أنه “مرت على المؤمنين ظروف عصيبة بدأت منذ الأيام الأولى من سقوط النظام الى دخول التكفيريين حيث بدأوا باستهداف المجالس الحسينية، وواجه المؤمنون تلك الماسي ببطولة وكان لتلك المواقف أعظم الأثر في صد الهجمة الشرسة فجزاهم الله خيرا على كل ما قدموه وان هذا كله بعين الله ورعايته، وقد كان للمد الإلهي والكرامات التي رآها المؤمنون على مدى العصور المختلفة أعظم الأثر في شد عزائمهم وشحذ الهمم مما زادهم ثباتا على العقيدة وبصيرة، وهكذا صدق الوعد الإلهي الذي أشارت إليه زينب الكبرى في حديثها مع الإمام زين العابدين في 11 من محرم”.