الحكمة – متابعة: ساعد التطور التقني الذي رافق علم الأشعة إلى تطوير التصوير الشعاعي، والذي لم يعد يقتصر فقط على التشخيص وإنما أصبح يتحول تدريجيا إلى وسيلة للعلاج أكثر دقة تستهدف العضو المريض دون غيره من الأعضاء.
تطور التصوير الشعاعي مؤخرا ولم يعد يقتصر على تصوير الأعضاء الخارجية للجسم وإنما أصبح بالإمكان الآن تصوير الأوعية أيضا. ويتم ذلك من خلال إدخال أنبوب دقيق في الأوعية الدموية بعدها يتم ضخ مادة صبغية من خلال الأنبوب لتصوير الأوعية الدموية. ويوفر التشخيص بالأشعة المقطعية صوراً تفصيلية للغاية في مجال أمراض الأوعية، كما يتم تشخيص التغييرات المرضية في القلب والرأس والهيكل العظمي والأورام بشكل جيد.
ويرتبط تطور طب الاشعة بشكل وثيق بتطور الحاسوب، إذ إن كل الطرق التي يتم استعمالها اليوم رقمية وتعتمد على الحاسوب، التصوير المقطعي، والرنين المغناطيسي. ويوفران كميات هائلة من البيانات التي تقتضي حواسيب قوية لمعالجتها بسرعة. كما أن جودة الصور المتوفرة اليوم، وكمية البيانات لم تكن ممكنة قبل عشرة أعوام.
استخدام العلاج الموضعي
التصوير الشعاعي لا يستخدم في التشخيص فقط بل أيضاً في العلاج. وهو ما يسمى بعلم الأشعة التدخلي. وقبل عدة سنوات فكر بعض أطباء الأشعة المبدعون باستخدام الأنبوب كوسيلة للعلاج، وتحدث الدكتور توماس ألبريشت، من مستشفى فيفانتيس في برلين، لبرنامج “صحتك بين يديك” عن حالة صعبة لورم في الكبد انتقلت معه الخلايا السرطانية إلى أجزاء أخرى. وتم إخضاع المرض حينها للعلاج الموضعي، وبعد عام من العلاج تم القضاء على الورم بالكامل. ويشير الدكتور ألبريشت أيضاً إلى أن الأضرار الجانبية للعلاج الشعاعي كانت ضئيلة جدا لدى المريض.
وحول مستقبل التصوير الشعاعي يؤكد د. ألبريشت بأن الأبحاث ما تزال مستمرة بهذا الخصوص، وهي تستفيد من سرعة الحاسوب العالية التي تسمح بمعالجة كماً هائلاً من البيانات. ويتوقع الأخصائي في علم الأشعة التوصل مستقبلا للمزيد من أنظمة تحليل الصور التي ستقوم بتغيير االكثير في عملية التشخيص، بالإضافة إلى عملية الإدخال الموضعي للأدوية للإبقاء على الشرايين مفتوحة لمعالجة الجزء المتضرر مباشرة عوضاً عن تعريض الجسد كله للدواء.