يوافق غرة شهر محرم الحرام مع بداية الأحزان، وانطلاق النياحة والبكاء على سيد الشهداء عليه السلام الذي بذل مهجته لأجل إحياء شريعة سيد المرسلين، وهكذا هلال هذا الشهر يهيج الشجون المحب والموالي ويذكره بهذه المصائب، فيقول الشاعر مخاطباً هذا الهلال ثم يتطرق إلى ما جرى على الحسين (ع) وأهل بيته:
كم يا هلال محرم تشجينا([1])
ما زال قوسك نبله يرمينا
كل المصائب قد تهون سوى التي
تركت فؤاد محمد محزونا
يومٌ به ازدلفت(2) طغاة أُمية
كي تَشفِيَنَّ من الحسين ضغونا(3)
نادى ألا هل من معين، فلم يجدْ
إلاّ المحددة الرقاق([2]) معينا
فهوى على وجه الصعيد ([3]) مبضعاً([4])
ما نال تغسيلاً ولا تكفينا
وسروا بنسوته على عجف المطا([5])
تطوي ([6]) سهولاً بالفلا([7]) وحزونا
أَوَ مثلُ زينبَ، وهي بنت محمد
برزت تخاطب شامتاً ملعونا
فغدا بمحضرها يقلب مبسما
كان النبي برشفه مفتونا
نثرت عقيق دموعها لما غدا
بعصاه ينكت لؤلؤا مكنونا([8])
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] . تحزننا، تحركنا. 2 . حشدت، نزلت. 3. الحقد.
[2] . السيف القاطع.
[3] . الأرض .
[4] . مقطعا.
[5] . الخيل الهزيلة التي لا يوجد عليها سرج.
[6] . تقطع المسافات .
[7] . الأرض الواسعة.
[8] . سحر بابل وسجع البلابل (ديوان السيد جعفر الحلي). مجمع المصائب: 1 / 21 .