خبر سار للبدناء.. علماء: زيادة الوزن تساعد في التغلب على سرطان الكُلى!
303
شارك
الحكمة – متابعة: أظهرت دراسة لفريق بمعهد دانا فاربر للسرطان ببوسطن أن السمنة وراء الإصابة بسرطانات الجهاز البولي التناسلي، وهو أمر منطقي، فمن المعروف لدى العلماء أن السمنة تزيد من خطر الإصابة بسرطان الكُلى.
لكن بعد إجراء الدراسة على 4657 مصاباً بمرض سرطان الكلى، صُنف ثلثاهم تقريباً كأشخاص سمان أو زائدي الوزن على أساس مؤشر كتلة الجسم، وجد الباحثون شيئاً صادماً، وهو أنه كلما ارتفع مؤشر كتلة جسم المريض، كلما طالت مدة بقائه على قيد الحياة بعد الإصابة بالمرض، وهو ما وصفوه بـ “متناقضة السمنة” وذلك بحسب ما نقله موقع Scientific American.
يُضاف إلى ذلك الاكتشاف غير المتوقع إلى نتائج مشابهة عن الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات أخرى من ضمنها أمراض القلب، والبول السكري وحتى كسور الفخذ، والعلاقة غير المنطقية – بالنسبة للعلماء – بسرطان الكلى، إذ يشبه كاميار كلنتر زاده، متخصص الكلى بجامعة كاليفورنيا، الموقف بمصادقة صديق السوء.
إذًا التساؤل هنا، هل يصاب الأشخاص البدناء والنحفاء بنوعين مختلفين من سرطان الكلى؟ هي ينبغي على العلاجات أن تضع وزن الجسم في الحسبان؟ وهل ينبغي على الأطباء أن ينصحوا الأشخاص السمان المصابين بسرطان الكلى بالتوقف عن الحمية؟
أصل متناقضة السمنة!
في بداية الثمانينات، وجد فريق في فرنسا أن مرضى الغسيل الكلوي المصابين بمرض خطير في الكلى كانت لديهم مضاعفات قلبية قليلة وفرص بقاء على قيد الحياة لفترات أطول إن كانوا زائدي الوزن.
فيما أكد البحث على مدار العقود القليلة التالية ذلك الاكتشاف، ففي 2012، وجد باحثون في كوريا الجنوبية دليلاً على أن المتناقضة تنطبق أيضاً على سرطان الكلى، فالنوع الأكثر شيوعاً من سرطان الكلى هو سرطان الخلايا الكلوية، وأكبر العوامل المعرضة لخطر الإصابة به هي السمنة، التي يُعزى إليها 40% من الحالات في الولايات المتحدة و30% في أوروبا.
وقد درس الباحثون الكوريون 1543 مريضاً خضعوا لجراحة إزالة ورم بالكلى بين 1994 و2008، ووجد الفريق أن الأشخاص السمان المصابين بسرطان الكلى انخفضت مخاطر وفاتهم عن الأشخاص ذوي الوزن العادي بنسبة 53% بسبب سرطان الخلايا الكلوية.
أيضًا بحسب 15 دراسة من أوروبا، آسيا والولايات المتحدة، وجد الباحثون أن معدل البقاء لخمسة أعوام بالنسبة لمن ينخفض مؤشر كتلة الجسم لديهم كانت 76%، بالمقارنة بحوالي 93% للأشخاص العاديين.
كيف تُمكن السمنة من التغلب على سرطان الكلى؟
عثر فربرج وآري حاكمي، متخصصا الكلى بمكز سلون كيتيرنج التذكاري للسرطان، على “متناقضة السمنة” أثناء بحثهما، وبالتعاون مع معهد السرطان الوطني ومعهد البحث الجيني البشري الوطني بالولايات المتّحدة جرى جمع معلوماتٍ جينية عن جينوم الأورام.
وبحساب مؤشر كتلة الجسم لكل مريض قبل الجراحة مباشرة للتحقق ما إذا كان المؤشر يحمل أي تأثير على التعبير الجيني لجينات الورم، ووجدوا أن اللجين FASN كان موجوداً في الأشخاص السمان بنسبة أقل، (FASN مسؤول عن تكوين إنزيم تصنيع الأحماض الدهنية وهو المصدر الأساسي للطاقة)، ويعتقد العلماء أن الجين المعدل ربما يبطيء من نمو الأورام بالكلى.
بينما قام فريق ألبيجيز بمقارنة معدلات البقاء بين السمان وغيرهم من المصابين بسرطان الكلى، ووجدا أيضًا أن السمان كان لديهم نسبة أقل من الإنزيم المسؤول عن تكوين الأحماض الدهنية.
ويعول الباحثون على الدهن المحيط بالكلى، بجانب توفيره الحماية، يمكنه أيضاً أن يؤدي وظيفية أيضية، إذ يقول ستيفين هيمفسفيلد، باحثٌ بمركز بينينجتون للأبحاث الطبية بباتون روج: “إن نزعت عنها كل الدهن، فمن المحتمل ألا تؤدي الكلية وظيفتها على النحو الأمثل”.
مشككون
شكك بعض العلماء في تلك النظرية، إذ إن الدهون في الجسم تأتي بدرجات ألوان مختلفة من البني إلى الأبيض، إذ يولد الأطفال بدهنٍ بني في غالبيته، وعندما يكبر الإنسان تُستبدل الدهون البنية بدهون بيضاء، لكن التمارين الرياضية يبدو أنها تحول الدهن الأبيض إلى لون وسطي بين البني والأبيض.
وقد أظهر ريكاردو ريبييرو، عالم السرطان الجزيئي بجامعة ليزبون، أن لون الدهون حول البروستاتا يؤثر على شدّة سرطان البروستاتا، إذ إن أغلب الدهون حول البروستاتا المصابة بالسرطان بيضاء، فمن خلال دراسة التفاعلات بين الخلايا الدهنية مختلفة الألوان وخلايا سرطان البروستاتا معملياً، وجد أن الأورام كانت أكثر شراسة في وجود الدهن الأبيض، وهذا ما يشير إلى أن الدهن لا يعطي أي أفضلية في البقاء، وأن متناقضة السمنة غير موجودة في سرطان البروستاتا.
أما الدهن حول الكليتين فيظل بنياً أكثر، لذا يحقق فريق ريبييرو في التركيب الجزيئي للدهن المحيط بالكليتين، وبالأخص الأنسجة القريبة من الأورام باستخدام الآشعة المقطعية على أكثر من 200 مريضٍ بسرطان الكلى ليرى إن كان سمك المستودعات الدهنية الكلوية وكثافتها تعدّ مقياساً أفضل للسمنة عوضاً عن مؤشر كتلة الجسم، ويرى عالم السرطان أنه ربما يوفر لون الدهن وسمكه ربما بعض البصيرة بشأن السبب الذي يجعل السمنة تكبح جماح أورام الكلى.
بينما تقول هايلي باناك، عالمة الأوبئة: “إنه على عكس الأمراض الأخرى مثل البول السكري وأمراض القلب والشرايين، فإن السرطان يمكنه التسبب في فقدان غير متوقع للوزن قبل وقتٍ طويل من ظهور الأعراض السريرية للمرض، لذا فإن قياس مؤشر كتلة الجسم قبل الجراحة مباشرة، وحتى السؤال عن فقدان الوزن مؤخراً، ربما يخلط بين الأشخاص الذين كانوا بدناء والأشخاص الذين كان مؤشر كتلة الجسم لديهم عادياً لأعوام طويلة”.
وتعتقد أنّ تفسيراً مرضياً للفرق بين الأشخاص السمان والنحيفين هو أنهم يصابون بأنواع فرعية مختلفة من سرطان الكلى، وتقول: “رغم أن الوزن الزائد ساهم غالباً في الإصابة بسرطان الكلى في شخص سمين (أو كان سميناً سابقاً)، فإن شيئًا آخر، مثل عوامل بيئية أو تمهيد جيني ربّما سبب السرطان في أصحاب الأوزان العادية، بشكلٍ ما سرطان الشخص النحيف أكثر عدوانية، لذا قد يبدو أن السمنة واقية، لكن هذا وهم”.
ومع المنافسة الشديدة بين المؤيدين والمعارضين لمتناقضة السمنة، يقول مارك بريستون، طبيب مسالك البولي بمستشفى Brigham and Women: “يبدو أننا نحصل على إجابتين مختلفتين تماماً، أعتقد أن هناك حقيقة في كلاهما، وأرى أن الخطة هي أن يطور فريق سلون كيتيرنج الملفات الجينية للأورام المستخرجة من المرضى في الدراستين الطوليتين اللتين استخدمهما ويلسون، وبريستون وزملاؤهما، المجموعات المختلفة ستتعرض أيضاً لعيوب قياسات الوزن بتقييم كل من مؤشر كتلة الجسم ومحيط الخصر، وهو مؤشر أفضل للسمنة”.