المرجع الحكيم يذكر المؤمنين بحزن وألم أئمة الحق (ع) في عاشوراء، ويدعوهم إلى التأسي بسيرتهم للتقرب إلى الله تعالى
359
شارك
النجف الأشرف – الحكمة: استهل سماحة المرجع الديني الكبير آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم (مدّ ظله) حديثه مع حفظة وقراء القرآن الكريم من محافظة بغداد، بتذكيرهم بحديث الإمام الرضا صلوات الله وسلامه عليه، حيث قال: كان أبي إذا دخل شهر المحرم لا يرى ضاحكا، وكانت الكآبة تغلب عليه حتى يمضي منه عشرة أيام، فإذا كان يوم العاشر كان ذلك اليوم يوم مصيبته وحزنه وبكائه، ويقول: هو اليوم الذي قتل فيه الحسين صلوات الله وسلامه عليه.
ودعا سماحة المرجع المؤمنين لأن يستفيدوا من موسم عاشوراء، بأن يقوي كل منهم ارتباطه بالله سبحانه وتعالى وبالعقيدة التي ضحى الأئمة عليهم السلام من أجلها.
وبين سماحته (مدّ ظله) أن مصيبة كربلاء هي من أكبر مصائب أهل البيت فعلينا أن نستفيد من هذا المصاب والذكرى بتقوية عقيدتنا وزيادة تعاطفنا وتعلقنا بهم (عليهم السلام)، منبها سماحته بقوله إن سيد الشهداء (عليه السلام) لم يخرج أشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا لأجل أن يستلم حكما أو سلطة، وإنما من أجل الدعوة إلى الحق.
وعرج سماحة السيد الحكيم (مدّ ظله) على وصية الإمام الحسين عليه السلام حينما قال فيها “إني لم أخرج أشراً، ولا بطراً ولا مفسداً، ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهي عن المنكر فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق، ومن رد علي هذا أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق، وهو خير الحاكمين”، فكان سيد الشهداء عليه السلام يؤكد على الجانب الإلهي بخروجه على الباطل وليس من أجل دنيا.
وختم سماحته حديثه لحفظة وقراء القرآن بدعوته للمؤمنين أن يعينوا أئمتهم بتطبيق أحكام الشريعة وبالورع وبالصدق وأداء الأمانة ليكون مجتمعنا نموذجا صالحا لبقية المجتمعات التي تنظر إليه نظرة احترام وتقدير، وأن لا نتسامح مع الأمور التي تغضب الله تعالى.
ودعاهم سماحته (مدّ ظله) أن يوصلوا حديثه وسلامه ودعاءه لأهلهم وذويهم ومجتمعهم، وأن يتواصلوا مع المبلغين الذين يسعون لمساعدتهم في أمور دينهم ودنياهم، وأن يكونوا من المستفيدين من هذه المناسبات الدينية وأن تكون ثمراتها واضحة فيما بينهم.