السابع من المحرم يوم أبي الفضل العباس (عليه السلام)
414
شارك
قدم عمر بن سعد بن أبي وقاص – وكان قائدا لجيش عبيدالله بن زياد – من الكوفة في الثالث من محرم الحرام في أربعة آلاف فارس فنزل بنينوى ، ثم ورد عليه كتاب ابن زياد أن “حل – أي امنع- بين الحسين و أصحابه و بين الماء ولا يذوقوا منه قطرة كما صُنع بالتّقي الزّكي عثمان بن عفان !!” ، فبعث عمر بن سعد في الوقت عمرو بن الحجاج في خمسمائة فارس ، فنزلوا على الشريعة و حالوا بين الحسين و أصحابه و بين الماء و منعوهم أن يسقوا منه قطرة و ذلك قبل قتل الحسين (ع) بثلاثة أيام.
ونادى عبدالله بن حصين الأزدي و قال بأعلى صوته : “يا حسين!! ألا تنظرون إلى الماء كأنه كَبِدُ السّماء، والله لا تذوقون منه قطرة واحدة حتى تموتوا عطشًا.
نفذ الماء و اشتد العطش بالحسين (ع) و أهل بيته و ضجَّ الأطفال وهم ينادون “العطش ، العطش” ، فدعا الحسين عليه السلام بأخيه العباس عليه السلام – وكان ذلك ليلة الثامن من المحرم- و ضم إليه ثلاثين فارسا و عشرين رجلا و بعث معه عشرين قربة ، فأقبلوا في جوف الليل حتى دنوا من الفرات.
فقال عمرو بن الحجاج : “من أنتم؟!”
فقال رجل من أصحاب الحسين عليه السلام يقال له هلال بن نافع البجلي :”أنا ابن عمِّ لكَ ، جِئتُ لأشرب من هذا الماء”
فقال عمرو :”اشرب هنيئا”
فقال هلال :” ويحك!! كيف تأمرني أن أشرب و الحسين بن علي (ع) ومن معه يموتون عطشا”
فقال عمرو: “صدقت ، ولكن أمرنا بأمر لابد أن ننتهي إليه”
فصاح هلال بأصحابه فدخلوا الفرات و صاح عمرو بالناس فاقتتلوا قتالا شديدا ، فكان قوم يقاتلون و قوم بملأون القرب حتى ملأوها و لم يُقتل من أصحاب الحسين أحد ثم رجع القوم إلى معسكرهم فشرب الحسين (ع) ومن كان معه ، و لذلك سمي العباس عليه السلام بـ”السقّا”
— المصدر :العباس بن عليه بطل النهضة الحسينية للسيد أبوالقاسم الديباجي ص 123 ، الطبعة الأولى 1997