عبد الله الرضيع بن الحسين (عليه السلام) في عاشوراء
2٬688
شارك
عبد الله بن الحسين كان أصغر أبناء الإمام الحسين (ع).. كان عمره 6 أشهر و ولد في المدينة و أمه الرباب بنت امرؤ القيس و قُتل في يوم عاشوراء في كربلاء.
في أكثر الروايات يسمى أيضاً علي الأصغر. و على ما يظهر كما في كتاب الإرشاد للشيخ المفيد سمى الإمام الحسين (ع) اثنين من أبنائه علي على الأظهر كوسيلة لحماية الإمام الرابع علي بن الحسين زين العابدين (ع) في يوم عاشوراء و الذي كان أخاه يسمى علي الأكبر مع أنه كان أصغر من الإمام زين العابدين (ع) مما أدى إلى أن جيش يزيد بن معاوية ظن أنه قتل الإمام الرابع عندما قُتل علي الأكبر وأن مهمتهم انتهت بذلك أنهم قتلوا اثنين من أبناء الإمام الحسين (ع) و هما علي الأكبر و علي الأصغر أي عبد الله.
والدة عبد الله هي الرباب بنت امرؤ القيس و قد أنجبت أيضاً سكينة بنت الإمام الحسين (ع). و قد رافق ثلاثتهم الإمام الحسين (ع) في رحلته إلى كربلاء.
كون الإمام الحسين (ع) أخذ حتى الطفل الرضيع معه هو أكبر برهان أنه لم يُرد أن يقوم ببلبلة أو انتفاضة مسلحة.
لقد كان عمر عبد الله 6 أشهر. اعتباراً من اليوم السابع من محرم حال جند يزيد بين الإمام الحسين (ع) ومن معه وبين نهر الفرات مما سبب عطشاً شديداً للأطفال لا سيما عبد الله لكونه رضيعاً.
لما صار الإمام الحسين وحيداً لا سيما بعد قتل أخيه العباس (ع) و ابنه علي الأكبرعاد الإمام الحسين (ع) إلى المخيم منحني الظهر قال: ناولوني ولدي الرضيع، لأودعه .. فأتته العقيلة زينب بابنه عبد الله فأجلسه في حجره وجعل يقبله ويقول: بعداً لهؤلاء القوم وويل لهم إذا كان جدك محمد المصطفى خصمهم. و كان من زينب أن قالت أخي يا أبا عبد الله هذا الطفل قد جفَّ حليب أمه، فاذهب به إلى القوم علّهم يسقوه قليلاً من الماء.
خرج الإمام الحسين (ع) إليهم وكان من عادته إذا خرج إلى الحرب ركب حصانه ذا الجناح، وإذا توجه إلى الخطاب كان يركب الناقة، ولكن هذه المرة خرج راجلاً يحمل شيئاً يظلله من حرارة الشمس و صاح أيها الناس، فاشرأبت الأعناق نحوه قال: يا قوم قد قتلتم أخي وأولادي وأنصاري،وما بقي غير هذا الطفل وهو يتلظى عطشا فاسقوه شربة من الماء.
فاختلف القوم ما بينهم: منهم من قال لا تسقوه، ومنهم من قال اسقوه، ومنهم من قال لا تبقوا لأهل هذا البيت باقية.
عندها التفت عمر بن سعد قائد جيش يزيد بن معاوية إلى حرملة بن كاهل الأسدي، قال له يا حرملة اقطع نزاع القوم.
يقول حرملة: فهمت كلام الأمير، فسددت السهم في كبد القوس وصرت أنتظر أين أرميه، فبينما أنا كذلك إذ لاحت مني التفاتة إلى رقبة الطفل، تلمع على عضد أبيه الحسين كأنها إبريق فضة عندها رميته بالسهم، ذلك الطفل كان مغمىً عليه من شدة الظمأ ولكن عندما وصل إليه السهم ذبحه من الوريد إلى الوريد، ذلك الطفل كان مغمىً عليه رفع يديه من تحت قماطه واعتنق أباه الحسين وصار يرفرف بين يديه كالطير المذبوح، وضع الحسين يده تحت نحر الرضيع حتى امتلأت دماً رمى بها نحو السماء، قائلاً: اللهم إني أشهدك على هؤلاء القوم،فإنهم نذروا إلا يتركوا أحداً من ذرية نبيك. عن الإمام محمد الباقر (ع) ” أنه لم تقع من ذلك الدم قطرة إلى الأرض ” ثم رفع رأسه إلى السماء داعياً: هون علي ما نزل بي أنه بعين الله تعالى .. اللهم لا يكون أهون عليكم من فصيل ناقة صالح .. إلهي إن كنت حبست عنا النصر فاجعل ذلك لما هو خير منه،وانتقم لنا من هؤلاء القوم الظالمين واجعل ما حل بنا في العاجل ذخيرة لنا في الآجل.
عاد به الإمام الحسين (ع) إلى المخيم، استقبلته سكينة: أبه يا حسين، لعلك سقيت عبد الله ماءً وأتيتنا بالبقية، قال: بنية سكينة هذا أخوك مذبوح من الوريد إلى الوريد.
تلك الكلمات إن دلت على شيئ فإمنا تدل على فجيعة الإمام الحسين برضيعه الطاهر و كم هو صعب كان امتحان الرباب لما رأت رضيعها على تلك الحال و لكنها تحلت بالصبر أمام هذه الفجيعة و قلبها يدمي من الألم على رضيعها الحبيب.
ثم إن الإمام الحسين (ع) حفر له عند الفسطاط حفيرة في جفن سيفه فدفنه فيها بدمائه ورجع إلى موقفه .ا
في كثير من مراسم عاشوراء يرتدي بعض الأطفال الصغار زي هذا الرضيع الشهيد.