عاشوراء كابول يتحول إلى حداد، والشيعة ينددون بعجز الحكومة في ضمان أمن مراسم العزاء
334
شارك
الحكمة – متابعة: ندد الشيعة في كابول بعجز الحكومة عن ضمان الأمن خلال مراسم إحياء ذكرى عاشوراء وذلك غداة اعتداء على مسجد أوقع 14 شهيدا على الأقل.
يتمسك رجل باكيا في ساعات الفجر بالسياج المغلق لمسجد كارتي ساخي، وقد استشهد والده في الاعتداء الذي بلغت حصيلته 14 شهبدا من بينهم طفل أخرجتهم السلطات خلال الليل من المسجد بينما تم نقل 36 جريحا من بينهم عدد كبير من النساء والفتيات إلى اقرب مستشفى.
يروى سيد سليمان الشاب الملتف بشال أخضر “الجميع كان يصرخ من الرعب، نجح بعض الرجال في الهرب لكنني لم أر امرأة واحدة تتمكن من الخروج”.
واعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية صديق صديقي ان هذا الاعتداء، وهو الاول الذي يشنه منفذ منفرد، تم عندما القى المهاجم قنبلتين يدويتين قبل ان يفتح النار على الحشد. واضاف ان اعتداء ثانيا وقع بعد بضعة ساعات في الحي نفسه واستهدف مسجدا شيعيا اخر.
واكد صديقي الاربعاء ان “ارهابيين دخلا مسجدين الاول في كارتي ساخي والثاني في كارتي شار”، موضحا لوكالة فرانس برس ان “المهاجمين قتلا بايدي القوات الخاصة”.
ولم تعلن اي جهة الاربعاء مسؤوليتها عن الاعتداءات. واعلنت حركة طالبان التي تشن هجمات عدة في مختلف انحاء البلاد في تغريدة للمتحدث باسمها ذبيح الله مجاهد ان “لا علاقة لنا بالاعتداء على مسجد كارتي ساخي. نحن ناسف بشدة لهذا الاعتداء ضد مدنيين”.
“كان يطلق النار على الجميع″
تتدافع اسر الضحايا الى المستشفى للبقاء الى جانب اقاربهم من بينهم رجل يسهر على ابنته (6 سنوات) الراقدة في غيبوبة وراسها مضمد، وام ممددة مع ابنتها على السرير نفسه وكلتاهما مصابتان بجروح.
تروي صالحة بصوت خفيض والقطب واضحة على شفتها “المهاجم كان يطلق النار على الجميع. اصابني في ساقي. لحسن الحظ تمكن ابني من الفرار جريا لانه لم يكن سيوفره. اصيب عدد كبير من الاطفال بجروح”.
لكن الغضب بدا يحل محل الصدمة وتتابع صالحة “بالطبع اسر الرئيس والاثرياء تقيم في الخارج. الفقراء يقتلون كل يوم”.
امام مسجد كارتي ساخي ندد رجال بغياب الحراسة بينما التهديد واضح. وقال حميد الله (50 عاما) “بعد الاعتداء حضر عناصر الامن مدججون بالسلاح، لو كانوا هنا قبلا لكانوا انقذوا العديد من الناس″.
وتابع حميد الله متوجها الى الحكومة “تتركون رجالا ونساء واطفالا يتعرضون للقتل وتريدون منهم ان يؤيدونكم؟”.
اما امين الله فعلق قائلا “هذه امة في سبات! حان الوقت ليتحد الناس من اجل اطاحة هذه الحكومة”.
وكان الجدل بدا بعد الاعتداء الاخير على اقلية الهزارة في 23 تموز/يوليو في كابول عندما استهدف انتحاريان تظاهرة سلمية مما اوقع 84 شهبدا واكثر من 130 جريحا. واعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن الاعتداء الذي كان الاول له في قلب العاصمة.
وندد الرئيس اشرف غني في بيان مساء الثلاثاء بالاعتداء في كارتي ساخي وقال ان “اي اعتداء على اماكن عبادة او مدنيين يعتبر جريمة ضد الانسانية”.
وتعهد غني بان تستخدم الحكومة “اقصى قدراتها” لتوفير الامن خلال ذكرى عاشوراء ..، ودعا جميع الطوائف الافغانية الى “الوقوف بحزم” ضد اعداء البلاد.
وتسلط موجة العنف الاخيرة الضوء على الوضع الامني المتدهور في افغانستان مع استمرار تمرد طالبان ومحاولتهم الدخول الى المدن بعد 15 عاما من الاطاحة بهم من السلطة في غزو قادته الولايات المتحدة.