الحكمة – وكالات: من المعروف أن الوظيفة الرئيسية لجهاز المناعة لدى الإنسان هي التعرف على الأجسام الغريبة التي قد تدخل الجسم كالفيروسات والبكتيريا والقضاء عليها، وتسمى هذه الأجسام الغريبة والتي تثير الاستجابة المناعية في الجسم “بالمستصدات” أو “مولدات الضد” (antigen)، حيث تقوم باستثارة واستفزاز الخلايا المناعية التي تقوم بدورها بمهاجمة تلك المستصدات.
حتى الآن جرى الاعتقاد بأن الغالبية العظمى من “منارات الإشارة” أو الأجسام التي تستثير إشارة الجهاز المناعي هي عبارة عن بنى بروتينية معينة في أجسام المستصدات. وفي نفس الوقت كان معروفا لدى العلماء أن خلايا المستصدات تنتج نوعين مختلفين من “الحواتم” (Epitopes) المختلف بعضها عن بعض من حيث التركيب .
وفي هذه الحالة يزداد احتمال الخطأ من قبل خلايا الجهاز المناعي نظرا لمصادفة هذه الخلايا المناعية ومهاجمتها سلاسل من الأحماض الأمينية لخلايا سليمة في الجسم لكونها تظن أنها تابعة لأجسام غريبة مشابهة في تركيبها لتلك الأحماض الأمينية .
وقد اعتقد في السابق أن احتمال وجود “حواتم” مشتركة أو متشابهة بتركيبها الجيني مع خلايا أخرى أمر نادر جدا. لكن بعد دراسات طويلة أجراها العلماء وبعد الاستعانة بطرق جديدة اتبعوها في دراساتهم، اكتشفوا عكس ذلك، واستطاعوا تحديد حوالي 25 % من الـ”حواتم” التي تحتوي على أصناف من البروتينات التي ترسل إشارات للجهاز المناعي، واستطاعوا بفضل تلك الطرق العثور على عدد هائل من الحواتم التي لم تكن معروفة سابقا.
وأكد العلماء أنه رغم تلك الاكتشافات “الكبيرة” التي توصلوا لها إلا أنه لا يزال أمامهم الكثير لاكتشافه، لكن ما توصلوا إليه في بحوثهم الأخيرة سيساعد كثيرا على التعمق في فهم آلية عمل الجهاز المناعي، وسيعطي فرصة لتطوير أساليب جديدة في علاج أمراض المناعة الذاتية.