الحكمة – متابعة: اتهمت منظمة بارزة لحقوق الإنسان الشرطة الإيطالية باستخدام العنف في أخذ بصمات بعض المهاجرين.
وقالت منظمة العفو الدولية إن بحوزتها تقارير حول 24 حالة سوء معاملة، تتضمن الضرب والصعق الكهربائي.
ولم يصدر بعد أي رد فعل من السلطات الإيطالية التي طالما أكدت تعاملها مع المهاجرين بمهنية وعناية.
ويرفض كثير من المهاجرين غير الشرعيين أخذ بصماتهم خشية أن يجبروا على البقاء في إيطاليا، حيث إن القوانين الأوروبية تنص على أن يظل المهاجر في أول بلد أوروبي يصل إليه، وهو ما يسجل بأخذ البصمات.
ضرب وصفع وصعق
ولم تنكر أمنستي إنترناشنال أن تعامل معظم عناصر الشرطة مع المهاجرين يتسم بالمهنية، لكنها طالبت بفتح تحقيق مستقل في الشكاوى التي وصلت إليها.
وأضافت المنظمة أن “حث الاتحاد الأوروبي لإيطاليا على الصرامة مع اللاجئين والمهاجرين أدى إلى حالات طرد غير قانونية وسوء معاملة قد تصل أحيانا إلى ما يمكن اعتباره تعذيبا”.
ومن بين الحالات التي ساقها تقرير المنظمة، شاب سوداني من إقليم دارفور يدعى آدم، عمره 27 عاما، قال إنه تعرض للضرب ولصعقات كهربائية قبل أن يجبر على خلع كل ملابسه.
وإمرأة من إريتريا تبلغ من العمر 25 عاما قالت إن شرطيا صفعها مرارا على الوجه حتى رضخت لأخذ بصماتها. ومراهق ذو 16 عاما قال إن الشرطة آلمته عند مستوى أعضائه الداخلية.
وشاب آخر في السابعة والعشرين من عمره روى كيف أن الشرطة أجلسته على كرسي من الألومنيوم به فتحة في مقعده، وبعد إحكام القبضة على كتفيه وقدميه، سحبت أعضاؤه بالكماشة مرتين على التوالي. وقال إنه لا يستطيع وصف درجة الألم المتولدة عن ذلك.
“تنكيل فظيع” وسجن اعتباطي
وأكد الباحث لدى منظمة العفو الدولية في إيطاليا، ماتيو دي بيليس، أن مهاجرين تعرضوا بالفعل لـ”تنكيل فظيع”.
وأضاف: “لدي شهادات متطابقة لأناس قالوا لي إنهم تعرضوا للضرب والصفع وحتى الصعق بهراوات مكهربة، وآخرين هددوا وسجنوا اعتباطيا لمجرد إجبارهم على أخذ بصماتهم”.
وقال دي بيليس إن منظمته أرسلت التقرير إلى وزارة الداخلية الإيطالية مطالبة بالرد على الاتهامات، لكنها لم تتلق ردا بعد.
بروكسل والضغط الممارس على الدول الحدودية
وتنتقد منظمة العفو الدولية سياسة “نقاط التركيز” التي وضعها الاتحاد الأوروبي لتحديد هويات الوافدين وأخذ بصماتهم في دوله الحدودية مثل إيطاليا، والتي ترى المنظمة أنها أدت إلى انتهاكات لحقوق اللاجئين.
وأنقذ في السنة الجارية وحدها، أكثر من 150 ألف مهاجر من مياه البحر المتوسط ونقلوا إلى إيطاليا، بينما وصل إلى إيطاليا بالقوارب أكثر من 470 ألف شخص خلال السنوات الثلاث الأخيرة، بينما لقي الآلاف حتفهم خلال عبور المتوسط، من بينهم 3،750 على الأقل خلال السنة الجارية وحدها.