الحكمة – متابعة: اتهمت منظمات غير حكومية تساعد المهاجرين في البحر المتوسط الاتحاد الاوروبي بالتنصل من مسؤولياته في قضية غرق آلاف من هؤلاء كانوا يحاولون هذا العام الوصول الى السواحل الجنوبية للاتحاد.
وقال رئيس بعثة «أطباء بلا حدود» توماسو فابري في ايطاليا: «ازاء هذا الرقم القياسي الجديد، لا يمكن للاتحاد الاوروبي الاستمرار في اللامبالاة ليصبح متواطئا في هذه المأساة التي تتفاقم»، مشدداً على انه «يتعين وبشكل عاجل توفير الوسائل الآمنة والقانونية للاشخاص اليائسين الذين ياتون بحثا عن الامن في اوروبا من دون المخاطرة بارواحهم».
ورفعت حوادث غرق جديدة هذا الاسبوع بين ليبيا وايطاليا حصيلة المهاجرين الذين قضوا في البحر الى 4220 منذ بداية 2016. ويفوق هذا الرقم ما سجل خلال عامي 2014 و2015 واي عام آخر احصيت فيه مثل هذه الوفيات، بحسب ما اوضحت «المنظمة الدولية للهجرة» التي أفادت بأن أكثر من 725 مهاجرا اضافيا قضوا في البحر منذ بداية العام الحالي مقارنة بالفترة ذاتها من 2015.
بدورها دعت منظمة «مواس» ومقرها مالطا أوروبا الى تغيير موقفها «حيال هذا العدد القياسي من الوفيات». وقال ناطق باسمها: «علينا إيجاد بديل لهؤلاء الناس الذين يفرون من العنف والاضطهاد والفقر».
واكد المسؤول في المنظمة فيديريكو سودا أن عدد ضحايا هذا العام ناجم جزئيا عن ثلاثة حوادث غرق كبيرة في نيسان (أبريل) وأيار (مايو) ادت الى وفاة 1400 شخص، وايضا الى ارتفاع غير متوقع لعدد المهاجرين العابرين في تشرين الاول (أكتوبر). وقال: «في تشرين الاول (اكتوبر) عادة ما تكون الاحوال الجوية في البحر سيئة، ما يؤدي حتما الى حوادث اكثر».
وقال: «شهدنا في ايطاليا عددا قياسيا للوافدين في تشرين الاول (أكتوبر) الماضي بلغ 27388 هذا العام مقابل 8915 في 2015 و15264 في 2014. وكلما زاد عدد المراكب ازدادت مخاطر الغرق».
وعزا مهاجرون وصلوا الى ايطاليا هذا الارتفاع الى ان المهاجرين يقدّرون ان حرس السواحل الليبيين سيستانفون قريبا في شكل جزئي دوريات الانقاذ قبالة سواحل بلادهم، ما يزيد مخاوف اعادتهم الى ليبيا بدلا من نقلهم الى ايطاليا.