النجفيون يستنفرون كل الطاقات لخدمة زوار سيد الشهداء (ع) في يوم أربعينه
357
شارك
النجف الأشرف -خاص بالحكمة: استنفر النجفيون كل طاقاتهم لتقديم الخدمات لسيول الحشود المؤمنة الزاحفة لمدينة كربلاء المقدسة والوافدة من مدن العراق الوسطى والجنوبية ومن منافذها الحدودية في محافظات البصرة وميسان وواسط وعبر مطاري النجف الاشرف والبصرة الدوليين، حيث قام الأهالي باستضافة قسم كبير منهم وإيوائهم في منازلهم، ليخففوا العبء عن المواكب الحسينية والمساجد التي غصت بالموالين القادمين من كل دول العالم لإحياء زيارة الأربعين.
وقال الحاج كاظم الأعسم (متقاعد) لـ (الحكمة) ” دأب النجفيون في كل الزيارات لاسيما زيارة الأربعين أن يستضيفوا زوار الإمام أمير المؤمنين عليه السلام وتقديم الطعام والمنام لعموم القاصدين هذه المدينة المقدسة التي لعبت دورا مهما وحيويا بنشر الشعائر الحسينية وترسيخها في أذهان الأجيال من خلال التضحية بالدماء الزكية على طريق يا حسين”.
مبينا أن “أعداد زائري يوم الأربعين في الأعوام الأخيرة قد فاقت كل التقديرات، لكن أصحاب المواكب والحسينيات والمواطنين في عموم العراق أدوا دورا كبيرا يشهد له بالبنان باستضافة هذه الأعداد المليونية في مواكبهم تارة، وتارة أخرى في منازلهم، ذلك من أجل تعظيم شعائر الله التي أوصانا بها سبحانه وتعالى والرسول الكريم وأهل بيته المعصومين سلام الله عليهم اجمعين.
وقال حسن السباك (صاحب موكب على طريق نجف – كربلاء) لـ (الحكمة) منذ عشرة أيام وأصحاب المواكب في محافظة النجف الأشرف والأهالي استقبلوا مئات الآلاف من الزائرين الذين وفدوا من داخل العراق وخارجه لإحياء ذكرى زيارة أربعينية سيد الشهداء (عليه السلام) بزيارة مرقد الإمام علي (عليه السلام) ومن ثم التوجه سيرا على الإقدام إلى مدينة كربلاء لإحياء مراسم زيارة الأربعين”.
وقال مسؤول امني لـ (الحكمة) إن أعداد الزائرين الوافدين إلى النجف الأشرف، تضاعفت منذ ثلاثة أيام تقريبا بعد اقتراب موعد العشرين من صفر (يوم الأربعين والمصادف يوم الاثنين 21 من تشرين الثاني 2016) وإن عددا كبيرا من الزائرين قد وفدوا من الدول العربية والأجنبية لأداء مراسم الزيارة”.
وبلغت مراسم الزيارة ذروتها يوم أمس وهذا اليوم حيث أغلقت السلطات المحلية في النجف الأشرف الشوارع الرئيسة المؤدية للمدينة القديمة حيث مرقد الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) لإفساح المجال للزائرين لأداء مراسم الزيارة وفق الخطة الأمنية والخدمية المعدة.
ولاحظت (الحكمة) “انتشارا كبيرا للأجهزة الأمنية على طول الطرق الرئيسية المؤدية إلى النجف تساندها طلعات لطائرات الهيلوكوبتر، كما لاحظت انتشار مفارز الدفاع المدني ومفارز الصحة التي تقوم بشكل دوري بفحص المواد الغذائية التي يوزعها أصحاب المواكب على الزائرين.
من جهته محافظ النجف الأشرف لؤي الياسري، أعلن يوم أمس الأحد، عن استنفار الكوادر العاملة في الدوائر الخدمية والصحية لخدمة زائري الأربعين، وفيما أشار إلى مشاركة نحو 30 ألف منتسب حكومي في الخطة، أكد أن ما يقارب 14 ألف موكب أهلي يعمل على تقديم الخدمات للزائرين.
وقال الياسري لـ (الحكمة)، أن “معظم الدوائر الحكومية تشارك في الخطة الخاصة بزيارة الأربعين لاسيما الدوائر الأمنية والخدمية فضلاً عن الطبية”، مبيناً أن “معظم هذه الدوائر استنفرت منتسبيها للمشاركة في خدمة زوار الأربعين”.
وأضاف الياسري أن ” أكثر من 30 ألف عنصر يشاركون في خطة زيارة الأربعين بمختلف دوائرهم ومسمياتهم فضلا عن القوات والدوائر الساندة من المحافظات الأخرى المشاركة في خطة الزيارة”.
مبينا إن “الزائرين خصصت لهم ساحات عملاقة بمنخفض بحر النجف (على جانبي الطرق الحولي، الشارع الرابط بين المحافظات الشمالية والجنوبية والمحاذي للمدينة القديمة حيث مرقد الإمام علي عليه السلام) تتسع لآلاف العجلات وقريبة من المرقد الطاهر وتتوفر بها الخدمات التي يحتاجها الزائر”.
من جهتها دائرة الصحة بالمحافظة أشارت في بيان لها اطلعت عليه (الحكمة) إن “فرق الرقابة الصحية بالمحافظة كثفت مراقبتها للمطاعم والفنادق بالمناسبة للتأكد من سلامة الأطعمة والمشروبات المقدمة للزائرين”.
وطالبت الصحة في بيانها الزائرين “الابتعاد عن المطاعم البعيدة عن الفرق الصحية والتي تكون خارج مركز المدينة”، وأكدت أن “مختبرات الصحة العامة ستكون خافرة على مدار الساعة لفحص النماذج الغذائية التي ترسل من قبل الفرق الصحية لفحصها والتأكد من سلامتها من التلوث”.