توقف ارتفاع انبعاث الكربون في الولايات المتحدة مع انخفاض استهلاك الفحم
281
شارك
الحكمة – متابعة: أدى انخفاض استهلاك الفحم في الولايات المتحدة العام الماضي دورا كبيرا في الحفاظ على نسبة منخفضة عالميا من انبعاث ثاني أكسيد الكربون، بحسب ما ذكره تقرير جديد.
ويظهر التحليل السنوي لـ”مشروع الكربون في العالم” أن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون ظلت على مستوياتها تقريبا للعام الثالث على التوالي، بالرغم من ارتفاع النمو الاقتصادي.
وكان تباطؤ الاقتصاد الصيني منذ عام 2012 عاملا مهما في الحد من الكربون.
ويعتقد خبراء أنه من المبكر القول بأن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون عالميا لن تزيد.
وقد زاد الناتج السنوي من ثاني أكسيد الكربون من خلال استخدام الوقود الحفري بنحو 3 في المئة في العام، خلال العقد الأول من هذا القرن.
ولكن الانبعاثات أخذت في الانخفاض، بسبب الركود الاقتصادي، في عام 2010. وبقيت على نسبة 36.4 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون على مدى السنوات الثلاث الماضية.
وأدى التوسع الاقتصادي في الصين، والذي بنيت خلاله محطتان للطاقة تعملان بالفحم كل أسبوع، إلى ارتفاع ثاني أكسيد الكربون في العالم خلال السنوات الـ16 الماضية.
لكن حدث انخفاض حاد في استخدام الفحم في عام 2012، مما أدى إلى انخفاض انبعاث ثاني أكسيد الكربون في الصين إلى نسبة 0.7 في المئة في 2015، بحسب الدراسة الجديدة، وانخفاضه أكثر إلى نسبة 0.5 في 2016.
وقال غلين بيترز، الذي يعمل في مركز أبحاث المناخ والبيئة الدولي في أوسلو، وهو أحد مؤلفَي التقرير: “من الصعب أن نقول إن كان الانخفاض الصيني يرجع إلى إعادة هيكلة الاقتصاد الصيني بسلاسة ونجاح، أو إنه علامة على عدم استقرار اقتصادي.”
وأضاف “ومع ذلك، فإن انخفاض الانبعاثات الصينية غير المتوقعة يمنحنا أملا في أن أكبر منتج للانبعاثات في العالم يمكن أن يحد منها بطريقة طموحة أكثر.”
واستمرت الانبعاثات في الولايات المتحدة في 2016 في الانخفاض الذي بدأ في 2007. وبلغت نسبة الانخفاض 2.5 في المئة في 2015، و1.7 في هذا العام، كما يتوقع.
ويرجع الانخفاض إلى الحد من الطلب على الفحم الأمريكي، وهو الأمر الذي تعهد الرئيس الأمريكي المنتخب، ترامب، بتغييره.
وقال دكتور بيترز “مع تركيز الكل على نتيجة انتخابات الرئاسة الأمريكية، من الجدير أن نلاحظ أن الطاقة الناتجة عن الرياح، والشمس، والغاز مستمرة في الإحلال محل الفحم في إنتاج الكهرباء في الولايات المتحدة.”
وأشار إلى أن “خطط ترامب لإحياء صناعة الفحم التي تصارع من أجل البقاء، قد لا تستطيع أن تجابه قوى السوق الحالية التي تؤدي إلى تدهور الفحم.”
وفي الوقت الذي تخفض فيه الانبعاثات في الصين والولايات المتحدة، فإن نسبتها في الهند آخذة في الارتفاع بدرجة كبيرة. إذ إنها نمت بنحو 6 في المئة في العام خلال العقد الماضي، وتباطأت هامشيا إلى 5 في المئة في 2016. ويتوقع أن تستمر على هذ النحو مع تطلع الهند إلى مضاعفة إنتاج الفحم المستخدم في المنازل بحلول 2020.
وظل استخدام الوقود الحفري عالميا مهما في النمو الاقتصادي لعدة عقود، غير أن أحد العوامل المشجعة في التحليل الجديد هو بقاء الانبعاثات على نسبتها في الوقت الذي استمر فيه النمو الاقتصادي. ويقول مؤلفا التقرير إنه من المبكر القول إن الانبعاثات عالميا لن تزيد، لكن مراقبين آخرين يعتقدون أننا ربما نمر بلحظة مهمة.
ويقول بروفيسور دافيد راي من جامعة إدنبره “قد تكون هذه نقطة التحول التي كنا نأمل فيها. فمنذ الثورة الصناعية وانبعاثات الكربون عالميا مرتبطة بالنمو الاقتصادي. وحتى نعالج تغير المناخ، فلابد من أن نفك هذا الربط، وهناك مؤشرات أولية إلى أنه آخذ في التراخي.”
لكن هناك عددا من العوامل المبلبلة المتزايدة.
فبينما تباطأت الانبعاثات في الصين، فإن هناك مخاوف من أن تزيد من جديد مع استمرار بناء محطات طاقة تعمل بالفحم.
كما أن الرئيس الأمريكي المنتخب، ترامب قد وعد، ليس فقط بإحياء صناعة الفحم في الولايات المتحدة، بل بـ”إلغاء” اتفاقية باريس للمناخ، التي وافقت عليها الدول وتطوعت بناء عليها بالحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
ويقول خبراء إن هذا سيكون قرارا أحمق، إذ إنهم يعتقدون أن اتفاق باريس، وفك الارتباط بين النمو الاقتصادي وانبعاثات الكربون، هما عاملان مهمان لتفادي مستويات خطرة من الاحتباس الحراري عالميا.
وقد نشر التحليل الجديد في دورية بيانات علوم نظام الأرض.