بغداد – الحكمة: بما أن المياه تمثل عصب الحياة على ارض المعمورة واهم اسباب الوجود، ولان العراق يتمتع بوجود مياه عذبة عبر نهري دجلة والفرات اللذين يقسمان البلد الى نصفين ،فقد شرع الاتحاد الاوروبي بالتعاون مع الحكومة الى تأسيس المشروع الوطني لمراقبة المياه.
ويهدف المشروع الى استخدام نظام الادارة المتكاملة للمياه وتطوير نظام وطني متكامل لمراقبة المياه في العراق وتحسين نوعها والحد من الملوثات في عشر محافظات ابتداء من السليمانية وكركوك مرورا ببغداد وبابل وكربلاء ثم المثنى وذي قار وصولا الى ميسان والبصرة.
دعم المشاريع
وانطلقت الاحتفالية التي نظمت بهذه المناسبة بكلمة وزير التخطيط والتعاون الانمائي سلمان الجميلي التي تليت بالنيابة عبر الوكيل الفني ماهر جوهان تطرق خلالها الى العلاقات الجيدة التي تربط العراق بالاتحاد الاوروبي وان الاخير قدم دعما لمشاريع مختلفة في العراق مباركا هذا المشروع الحيوي المهم. ولفت الى ان العراق وقع مع الاتحاد الاوروبي مؤخرا اتفاقية في مجال بناء القدرات والنهوض بالتعليم الابتدائي.
وكذلك تطوير القدرات بمجال التخطيط في المحافظات لتحقيق العدالة الاجتماعية. جوهان قال: نأمل ان تسفر علاقتنا عن مزيد من التعاون في ظل الظرف الذي يعيشه العراق وما بعده خلال عملية البناء والاعمار وبرامج اخرى تسهم في تخفيف معاناة العوئل النازحة. النتائج المتوقعة من المشروع تهدف الى تطوير خطة وطنية متكاملة لمراقبة المياه متضمنة قاعدة بيانات لشبكة تزويد المياه من المصدر الى المستخدم ، وتركيب وتشغيل محطات مختلفة لقياس كمية ونوعية المياه بواسطة التحسس النائي لمراقبة المياه في مواقع ستراتيجية مختارة بعد اجراء مسح للمناطق المختلفة وتقييم الحاجة الفعلية.
بنى تحتية
ممثل الاتحاد الاوروبي باتر سيموني اكد في كلمته ان العراق عانى خلال ثلاثة عقود ماضية من اهمال البنى التحتية لادارة المياه واصبح هناك تراجع في الوعي البيئي لافتا الى ان الاتحاد مهتم بشكل جدي بتطوير البنى التحتية في هذا المجال. واشار الى ان مياه الشرب في العراق تحت ضغط شديد وتواجه شحا، كما انها تواجه زيادة في الاخطار الصحية وتحمل تأثيرات سلبية على الاراضي الزراعية ، مؤكدا ”
نعمل على النهوض في البنى التحتية للحفاظ على سلامة المياه التي لها صلة مهمة في استمرار الحياة”، لافتا الى ان المياه ومراقبتها تندرج ضمن اعمالنا في 62 دولة، مشيرا الى انهم بصدد اشراك القطاع الخاص في هذه الانشطة. واكد ان الاتحاد الاوروبي يساند الحكومة العراقية في اقامة نظام جديد لمراقبة المياه ويكون فاعلا اقتصاديا ومستداما بيئيا.
كلف مضاعفة
مدير المشروع عامر غريب قال : ان الهدف من المشروع انشاء نظام مراقبة فاعل يحمي منظومات المياه الصالح للشرب والبيئة، مشيرا الى ان عدم اصلاح هذا القطاع يسبب تراجع نوعية المياه ويضاعف كلف معالجتها مستقبلا، مؤكدا الاستعانة بعدد من الوزارات كجهات ساندة للمشروع للحد من الملوثات التي تعد خطرا على نوع المياه.
واشار الى ان المرحلة الاولى من المشروع تتضمن مسح الانظمة المائية وجمع البيانات والمعدات في مختلف الوزارات ومواقع مشاريع الماء والصرف الصحي. المستفيد من المشروع : الوزارات والمؤسسات الحكومية ذات العلاقة بنوعية المياه وتشمل كل من وزارات الاعمار والاسكان والبلديات العامة ، وزارة الموارد المائية وهيئة السياحة وحكومة اقليم كردستان وهيئة المستشارين لرئاسة الوزراء وامانة بغداد.
ممثل وزارة الصحة د.عبد الامير المختار بين ان الوزارة تعمل على رفع الواقع الصحي للمواطن، مؤكدا دعم هذه المبادرة التي دعمت من وزارة الصحة ورعاها مجلس الوزراء لانه يخص سلامة المياه، كما ان هذا المشروع يعمل على اجراء الفحوصات بجميع الاوقات في المحافظات وتدريب كفاءات بشرية بهذا المجال واستحداث معدات من مناشىء اصلية عالمية .