الحكمة – متابعة: احتمال حدوث تصادم “كارثي” لكويكب مع كوكب الأرض نادر للغاية، وقد يكون الأمر مجرد مسألة وقت قبل أن يصبح هذا التهديد حقيقة واقعة.
لكن الخبراء حذروا من كون البشر غير جاهزين أو محضَرين لتأثير صدمة كويكب لأرضهم، حيث قال عالم من ناسا إن أفضل أمل لنا بالبقاء هو بناء الصواريخ الاعتراضية وتخزينها استعدادا لإمكان استخدامها في مهمات طارئة.
فقد قال الدكتور جوزيف نوث، الباحث في مركز Goddard لرحلات الفضاء التابع لناسا في ولاية ماريلاند، في حديث له ضمن الاجتماع السنوي للاتحاد الجيوفيزيائي الأمريكي: “إن الكويكبات والمذنبات الخطيرة نادرا ما تضرب الأرض ولكن ثمة احتمال دائم لأن يحل خطرها الكارثي”.
في زمن مضى، كانت المذنبات قريبة جدا من ضرب الأرض. ففي عام 1996 القريب مثلا كاد أن يضرب مذنبٌ كوكبنا، وفقا للدكتور نوث.
قال الدكتور نوث: “لو نظرنا إلى الجدول الزمني للمركبات الفضائية العالية الموثوقية وإلى موعد إطلاقها، فإن الأمر يستغرق 5 سنوات بين صنعها وإطلاقها”.
لذا نصح الباحث نوث ناسا ببناء الصواريخ الاعتراضية جنبا إلى جنب مع المركبة الفضائية، مما قد يقلل مدة الإطلاق من 5 سنوات إلى نصف المدة.
وهذه ليست المرة الأولى التي يحذر فيها الخبراء من كون الأرض غير مستعدة لضربة كويكب. ففي سبتمبر/أيلول الماضي، حذر مدير مكتب سياسة العلوم والتكنولوجيا، جون هولدرن، من الأضرار التي يمكن أن يلحقها كويكب بالأرض حين يصدمها.
وأشار الخبير إلى اثنين من الأحداث الكارثية المفاجئة في التاريخ الحديث، مثل ضربة Chelyabinsk في عام 2013 وكرة النار Tunguska عام 1908.
وأوضح السيد هولدرن أن هنالك الكثير من العمل لا يزال يتعين القيام به، بالرغم من تحقيق العلماء خطوات واسعة في مجال الكشف عن احتمال خطر ضرب الأرض من قبل الأجسام القريبة منها.
وطرح هولدرن احتمال احتياجنا لتغيير مسار الكويكب بعيدا عن الأرض، وقد توفر البعثات المخصصة لهذا الأمر الوعي الكافي لكيفية التعامل مع هذه التهديدات.
وتشير التقديرات إلى أن ما يسمى بعثة “إعادة توجيه الكويكب” تُكلف حوالي 1.4 مليار دولار، وهذا لا يشمل تكاليف الإطلاق. ويهدف الباحثون لإطلاق المهمة في ديسمبر/كانون الأول 2021.
جدير بالذكر، أن ناسا وافقت بعد استعراض البرنامج الرئيسي للمهمة المخطط لها، على إعادة توجيه بعثة الكويكب (ARM) وجهة تجهيز المرحلة الثانية من تصميم وتطوير المركبات الفضائية.